كل ما تحتاج معرفته عن عثّ الأذن لدى القطط والكلاب

يُعَدّ عثّ الأذن (Otodectes cynotis) أحد الطفيليات الخارجية الأكثر شيوعًا لدى القطط، ويمكن أن يصيب الكلاب والحيوانات الأليفة الأخرى أيضًا. ورغم صغر حجمه الذي لا يُرى غالبًا بالعين المجردة، إلا أنّ تأثيره على حيوانك الأليف قد يكون مزعجًا للغاية، مسببًا الحكة الشديدة والالتهابات وربما العدوى الثانوية.

ما هو عثّ الأذن؟

عثّ الأذن طفيلي صغير يعيش داخل قناة الأذن الخارجية ويتغذّى على الشمع وخلايا الجلد الميتة. تتم دورة حياته كاملةً على المضيف، وتستغرق نحو ثلاثة أسابيع من وضع البيض حتى بلوغ الطور البالغ.

معلومة سريعة: يمكن لأنثى العث الواحدة أن تضع ما يقرب من 90 بيضة طوال حياتها، ما يفسّر سرعة انتشار العدوى بين الحيوانات التي تعيش معًا.

كيف تنتقل العدوى؟

يتنقل العث عبر التلامس المباشر بين الحيوانات، لذا تُعد البيئات متعددة الحيوانات – مثل الملاجئ والمنازل التي تضم أكثر من قط أو كلب – بؤرًا لانتشار العدوى.

  • التلامس المباشر مع حيوان مُصاب
  • مشاركة الفُرُش أو البطانيات أو الألعاب
  • الإقامة المؤقتة لدى العيادات أو الفنادق المخصّصة للحيوانات الأليفة دون تعقيم كافٍ

الأعراض الشائعة

قد تختلف الأعراض من حيوان لآخر، لكن أكثرها شيوعًا:

  1. حكة مستمرة وهزّ الرأس بشدة
  2. خدوش وجروح حول صيوان الأذن نتيجة الحكّ
  3. إفرازات سميكة داكنة تميل إلى اللون البني أو الأسود وتُشبه «تفَل القهوة»
  4. رائحة كريهة من الأذن
  5. احمرار والتهاب قناة الأذن الخارجية
  6. في الحالات المتقدمة: العدوى البكتيرية أو الفطرية الثانوية وفقدان السمع المؤقت

التشخيص

لا يكفي الاكتفاء بملاحظة الأعراض؛ فالتشخيص الدقيق يتطلب فحصًا بيطريًا:

  • الفحص بالمنظار (Otoscope): لالتقاط رؤية مباشرة للحركة البيضاء الصغير للعُثّ في قناة الأذن.
  • مسحة أذن مجهرية: تُؤخذ عينة من الإفرازات وتُفحص تحت المجهر للتأكد من وجود العث أو بيضه.
  • تقييم العدوى الثانوية: يتحقق الطبيب من وجود بكتيريا أو فطريات مصاحبة.

طرق العلاج

1. تنظيف الأذن

يعد تنظيف الأذن خطوة أساسية لإزالة الشمع والإفرازات التي تحمي العث. يُستخدم محلول تنظيف لطيف وخالٍ من الكحول، ويُفضَّل أن يتم على يد طبيب بيطري.

2. الأدوية الموضعية

  • قطرات تحتوي على بيرمثرين أو سيلاميكتين
  • مستحضرات مدمجة مثل موكسيدكتين/إيميداكلوبريد
  • علاجات فموية أو حقن مثل إيفرمكتين في بعض الحالات

3. العلاجات النظامية الحديثة

بدأت المستحضرات الجديدة مثل فلورالانير وسارولانير المخصّصة للقراد والبراغيث تُظهر فعالية عالية ضد العثّ أيضًا.

4. معالجة جميع الحيوانات في المنزل

حتى إن بدا أحد الحيوانات سليمًا، يجب علاجه لتجنّب إعادة العدوى.

5. علاج الالتهابات الثانوية

قد يصف الطبيب مضادًا حيويًا أو مضادًا للفطريات إذا تسبّب العثّ في التهاب جرثومي أو فطري.

الوقاية طويلة المدى

  • الفحص الدوري للأذنين عند الطبيب البيطري أو في البيت مرة شهريًا
  • استخدام الوقاية الموضعية أو الأقراص الشهرية المضادة للطفيليات
  • تنظيف فراش الحيوان وألعابه بانتظام بالماء الساخن
  • عزل الحيوانات الجديدة حتى التأكد من خلوها من العثّ

أسئلة شائعة

هل يمكن أن تنتقل عدوى عثّ الأذن من القطط إلى البشر؟

نادرًا ما يُصيب عثّ الأذن البشر، لكن قد يسبب طفحًا خفيفًا عابرًا في حالات استثنائية؛ ومع ذلك يُعد غير شائع.

كم يستغرق العلاج حتى يزول العثّ تمامًا؟

عادةً ما يظهر تحسُّن ملحوظ في غضون أسبوع، لكن يلزم الاستمرار بالعلاج من 3–4 أسابيع لإكمال دورة حياة العثّ ومنع تكراره.

هل العلاجات المنزلية مثل زيت جوز الهند فعّالة؟

قد توفر بعض الراحة، لكنها لا تقضي على العثّ تمامًا. الحلّ الأمثل هو العلاج البيطري الموثوق.

الخلاصة

رغم أنّ عثّ الأذن طفيلي مزعج، فإن التشخيص والعلاج المبكرين يضمنان تعافيًا سريعًا ومنع المضاعفات الخطيرة. احرص دائمًا على المتابعة الدورية مع الطبيب البيطري واستخدام وسائل الوقاية المناسبة للحفاظ على أذنَي حيوانك الأليف نظيفتين وصحّيتين.

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version