كل ما تحتاج معرفته عن الصدمة الإنتانية لدى القطط: الأعراض، الأسباب وطرق العلاج
الصدمة الإنتانية تُعَدّ من أخطر الحالات الطارئة التي قد يتعرض لها القط، إذ تؤدي إلى هبوط حاد في ضغط الدم وفشل أجهزة الجسم بسبب استجابة التهابية مفرطة لعدوى بكتيرية أو فطرية أو فيروسية. التدخل السريع ينقذ الحياة حرفيًّا، لذلك من الضروري لكل مُربي قطط أن يتعرّف على علامات هذه الحالة وطرق الوقاية منها.

ما هي الصدمة الإنتانية؟
تبدأ القصة عادةً بعدوى موضعية لا يتم التحكم فيها جيدًا؛ تُطلق البكتيريا (أو الكائن المُمرِض) سمومًا تدخل مجرى الدم، فتدفع الجهاز المناعي لإفراز كميات كبيرة من الوسائط الالتهابية. هذه الاستجابة تؤدي إلى توسع الأوعية الدموية وانخفاض ضغط الدم وعدم وصول الأكسجين إلى الأنسجة، وهو ما يُعرَف طبيًّا بـ«الصدمة الإنتانية».
كيف تتطور الصدمة الإنتانية في القطط؟
المرحلة الأولى: العدوى الموضعية
قد تبدأ بعدوى في الجلد، أو الرئتين، أو الجهاز البولي، أو حتى الأذن. في هذه المرحلة قد تبدو الأعراض خفيفة مثل ارتفاع طفيف في درجة الحرارة أو فقدان الشهية.
المرحلة الثانية: تسمم الدم (Sepsis)
هنا تنتشر الكائنات الدقيقة أو سمومها في الدورة الدموية، فتظهر علامات أشد مثل الحمى، والتنفس السريع، والتعب العام.
المرحلة الثالثة: الصدمة الإنتانية
يحدث هبوط ضغط الدم وفشل أعضاء متعددة إذا لم تُعالج العدوى بسرعة. هذه المرحلة حرجة وتتطلب رعاية مركزة فورية.

أعراض الصدمة الإنتانية لدى القطط
- ارتفاع أو انخفاض شديد في درجة حرارة الجسم
- خمول شديد أو فقدان الوعي الجزئي
- تسارع ضربات القلب والتنفس
- لُثَة شاحبة أو مائلة إلى الزُرقة
- برودة الأطراف أو تَعرُّقها
- قيء أو إسهال قد يكون مدمّى
- انخفاض كمية البول أو انقطاعه
- انهيار مفاجئ أو صعوبة في الوقوف

الأسباب الشائعة
لا تقتصر الصدمة الإنتانية على نوع واحد من العدوى، لكنها غالبًا ما تنجم عن:
- التهابات الجروح والخُرَّاجات: خصوصًا بعد شجار القطط أو الجروح العميقة.
- التهابات الجهاز البولي: مثل التهاب المثانة أو الكلى.
- الالتهاب الرئوي: خاصةً لدى القطط الصغيرة أو ضعيفة المناعة.
- التهاب بطانة القلب أو الصمامات: قد يؤدي إلى انتشار البكتيريا في الدم.
- عدوى البطن (التهاب الصفاق): نتيجة تمزق الأمعاء أو ابتلاع جسم غريب.
كيف يتم التشخيص؟
يعتمد الطبيب البيطري على التاريخ المرضي والفحص السريري، ثم يلجأ إلى:
- اختبارات الدم الشاملة: لقياس تعداد كريات الدم والبحث عن مؤشرات الالتهاب.
- تحليل غازات الدم: لتقييم توازن الأكسجين وثاني أكسيد الكربون.
- زراعة الدم أو البول: لتحديد الميكروب المسبب وحساسيته للمضادات الحيوية.
- الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية: للكشف عن مصدر العدوى مثل الخُرَّاج أو الالتهاب الرئوي.

العلاج في العيادة البيطرية
- المعالجة بالسوائل الوريدية: لاستعادة ضغط الدم ودعم الدورة الدموية.
- المضادات الحيوية واسعة الطيف: تُعطى فورًا ثم تُعدَّل بناءً على نتائج الزراعة.
- الأكسجين الإضافي: باستخدام قناع أو حجرة أكسجين لضمان وصول الأكسجين إلى الأنسجة.
- أدوية رفع الضغط (Vasopressors): مثل نورأدرينالين عند الحاجة.
- التدخل الجراحي أو تصريف الخُرَّاج: إذا كان هناك مصدر موضعي للعدوى.

الرعاية المنزلية والمتابعة
بعد خروج القط من المستشفى، يلزم:
- الالتزام الكامل بجدول المضادات الحيوية والأدوية الداعمة.
- قياس درجة الحرارة مرتين يوميًّا والإبلاغ عن أي ارتفاع.
- مراقبة الشهية، وكميات الماء والبول.
- توفير مكان دافئ وهادئ بعيدًا عن الضوضاء.
- إعادة الفحص البيطري في المواعيد المُقررة لإعادة تحاليل الدم.

الوقاية وتقليل المخاطر
- علاج أي جروح أو خُرَّاجات في أقرب فرصة.
- الحفاظ على جدول تطعيمات القط محدثًا.
- فحص دوري للبول لدى القطط المُعرَّضة لعدوى المسالك البولية.
- تغذية متوازنة لدعم الجهاز المناعي.
- منع القط من التجوّل في بيئات ملوثة أو التقاتل مع قطط أخرى.
متى يجب زيارة الطبيب البيطري فورًا؟
إذا لاحظتَ على قطك خمولًا غير معتاد، أو تنفسًا سريعًا، أو لُثَة شاحبة، أو تقيؤًا مستمرًّا، فلا تنتظر. اطلب الرعاية البيطرية الطارئة فورًا.
في الختام، تزيد سرعة التدخل الطبي فرص نجاة القط من الصدمة الإنتانية بشكل كبير. احرص على متابعة أي عدوى بسيطة قبل أن تتطور، ولا تتردد في استشارة الطبيب البيطري عند الشك في وجود مشكلة.