قيء القطط: دليل شامل للأسباب والأنواع والعلاج والوقاية
يُعَدُّ القيء أحد أكثر الأعراض شيوعًا لدى القطط، ويتراوح بين حالة عابرة نتيجة ابتلاع كمية كبيرة من الطعام في وقت قصير، وبين عرض مقلق يدل على مشكلة صحية خطيرة تتطلّب تدخّلًا بيطريًا عاجلًا. في هذا الدليل المفصّل، سنستعرض الفرق بين القيء والاسترجاع، وأنواع القيء المختلفة، والأسباب المحتملة، وأهم طرق التشخيص والعلاج، إضافة إلى نصائح الوقاية والرعاية المنزلية.

الفرق بين القيء (Vomiting) والاسترجاع (Regurgitation)
كثيرًا ما يخلط مربّو القطط بين القيء وبين الاسترجاع. فيما يلي أبرز الفروقات:
- التوقيت: يحدث الاسترجاع سريعًا بعد الأكل، بينما قد يحدث القيء بعد مرور فترة أطول.
- الحركة: يترافق القيء عادةً مع تقلصات في عضلات البطن وصوت تقيّؤ مميّز، بينما يخرج الطعام في الاسترجاع دون جهد واضح.
- المحتوى: عادةً ما يكون الطعام أثناء الاسترجاع غير مهضوم، في حين قد يحتوي القيء على عصارة معدية أو دم أو مواد أخرى.
أنواع قيء القطط
يساعد التعرّف على مظهر القيء في تضييق دائرة التشخيص:
- كرات الشعر (Hairballs): تظهر على شكل أسطوانة مدمجة من الشعر المبتل، وتتكرّر لدى القطط ذات الشعر الطويل.
- قيء رغاوي أو زَبَد أبيض: قد يشير إلى التهاب معدي خفيف أو فراغ المعدة لفترة طويلة.
- قيء مصفر أو أخضر (صفراء/Bile): يدل غالبًا على تهيج الأمعاء الدقيقة أو الصائم.
- قيء مع دم طازج (Hematemesis): يُرى على شكل خيوط حمراء وقد يشير إلى قرحة أو ابتلاع جسم حاد.
- قيء بلون “تفل القهوة”: يعني وجود دم مهضوم وغالبًا ما يرتبط بنزيف مزمن في الجهاز الهضمي.
- وجود ديدان أو مواد غريبة: رؤية طفيليات أو أجزاء من لعب أو نباتات داخل القيء دليل مباشر على السبب.

الأسباب الشائعة لقيء القطط
تتراوح الأسباب بين بسيطة وعابرة وبين أمراض خطيرة، ومنها:
- تغيّر مفاجئ في طعام القط أو تناول وجبة كبيرة بسرعة.
- كرات الشعر المتراكمة، خصوصًا في مواسم تبديل الفرو.
- ابتلاع أجسام غريبة (خيوط، لعب صغيرة، نباتات منزلية).
- التسمّم بمبيدات الحشرات أو النباتات السامة أو الأدوية البشرية.
- التهابات الأمعاء أو المعدة (عدوى بكتيرية أو فيروسية).
- الطفيليات الداخلية مثل الديدان الأسطوانية والشريطية.
- الأمراض المزمنة: مرض الكلى، داء الكبد، فرط نشاط الغدة الدرقية، داء السكري، الأورام السرطانية، التهاب الأمعاء المزمن.
- آثار جانبية لبعض الأدوية مثل المضادات الحيوية أو أدوية العلاج الكيماوي.
متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟
يُنصَح بطلب الاستشارة البيطرية فورًا في الحالات التالية:
- تكرار القيء أكثر من مرتين خلال 24 ساعة.
- وجود دم في القيء أو البراز.
- علامات الجفاف (لثة جافة، عيون غائرة).
- خمول شديد أو فقدان شهية لأكثر من يوم.
- خسارة وزن سريعة أو انتفاخ البطن.
- قيء مترافق مع إسهال مستمر.

كيف يُشخِّص الطبيب البيطري سبب القيء؟
يعتمد التشخيص على التاريخ المرضي والفحص السريري، وقد يوصي الطبيب بإجراء اختبارات إضافية مثل:
- تحاليل الدم والبول: للكشف عن أمراض الكلى أو الكبد أو اختلال الهرمونات.
- الأشعة السينية: لتحديد وجود أجسام غريبة أو انسداد معوي.
- الموجات فوق الصوتية: لتقييم سلامة الأعضاء الداخلية.
- تحليل البراز: للبحث عن الطفيليات.
- المنظار (Endoscopy): يسمح بفحص مباشر للمعدة وأخذ خزعات إذا لزم الأمر.

خيارات العلاج
تختلف الخطة العلاجية تبعًا للسبب:
- الصيام المؤقت: يُنصَح بإيقاف الطعام من 6–12 ساعة مع توفير الماء.
- محاليل السوائل: تعويض الجفاف عبر الفم أو الوريد.
- مضادات القيء: مثل ميتوكلوبراميد أو سيرينيا بإشراف الطبيب.
- تعديل النظام الغذائي: تقديم وجبات صغيرة ومتكررة من طعام سهل الهضم أو وصفة غذائية خاصة.
- إزالة الأجسام الغريبة جراحيًا: في حال الانسداد.
- علاج الطفيليات أو العدوى: استخدام أدوية مضادة مناسبة.
- إدارة الأمراض المزمنة: كعلاج قصور الكلى أو التحكم في هرمونات الغدة الدرقية.

الرعاية المنزلية والوقاية
بعد استقرار حالة القط، تساعد الخطوات التالية على الحد من تكرار القيء:
- استخدام أطباق تغذية بطيئة لمنع التهام الطعام بسرعة.
- تمشيط الفرو بانتظام لتقليل تكوّن كرات الشعر.
- تقديم مياه نظيفة ومتجددة باستمرار، أو نافورة مياه مشجّعة للقطط.
- تقسيم الوجبات إلى حصص صغيرة ومتكررة.
- الالتزام ببرنامج إزالة الديدان والفحوصات الدورية.
- إبعاد النباتات السامة والمواد الكيميائية عن متناول القط.

تنويه: المعلومات الواردة في هذا المقال لأغراض التثقيف فقط ولا تغني عن استشارة الطبيب البيطري المختص.
باتباع النصائح أعلاه ومراقبة سلوك قطك وعاداته الغذائية، يمكنك تقليل فرص القيء وتحسين جودة حياته بشكل عام.