قبل أي عملية جراحية لحيوانك الأليف: تعرَّف إلى 5 مخاطر للتخدير وكيف تحافظ على سلامته

لماذا يستدعي التخدير انتباهاً خاصاً؟

يُعَدُّ التخدير العام جزءاً أساسياً من معظم الإجراءات الجراحية والاختبارات التشخيصية المتقدّمة للحيوانات الأليفة، لكنه في الوقت نفسه يحمل بعض المخاطر التي يجب على صاحب الحيوان إدراكها. لا تعني هذه المخاطر بالضرورة الامتناع عن إجراء الجراحة، بل فهمها والتأكد من أن الطبيب البيطري يطبِّق أفضل بروتوكولات السلامة الممكنة.

خلاصة سريعة: بفضل التقدّم في طبّ الحيوانات أصبح التخدير أكثر أماناً من أي وقت مضى، إلا أنّ الحالات الصحية الكامنة، والعمر، وسلالة الحيوان قد ترفع عوامل الخطورة. التواصل المسبق مع الطبيب خطوة أساسية لسلامة صديقك الوفيّ.

المخاطر الخمسة الأكثر شيوعاً أثناء التخدير

  1. انخفاض ضغط الدم (Hypotension)
  2. انخفاض حرارة الجسم (Hypothermia)
  3. بطء معدل ضربات القلب (Bradycardia)
  4. مشكلات التنفّس واحتباس ثاني أكسيد الكربون (Hypoventilation)
  5. تأخّر الإفاقة ومضاعفات ما بعد التخدير

1. انخفاض ضغط الدم (Hypotension)

يؤدي التخدير إلى توسّع الأوعية الدموية وفقدان النغمة العضلية للأوعية، ما قد يُقلّل ضغط الدم ويُقلّل من تدفّق الدم إلى الأعضاء الحيوية مثل الكُلى والدماغ.

لماذا يُعتبر خطيراً؟

  • قد يُسبِّب تلفاً كلوياً دائماً إذا استمرّ لفترة طويلة.
  • يخفض إمداد الأكسجين إلى الدماغ، ما يؤدي إلى تراجع في الوظائف العصبية.

كيف يقلّل الطبيب البيطري من هذا الخطر؟

  • متابعة ضغط الدم كل 5 دقائق باستخدام أجهزة قياس غير جراحية أو عن طريق قثطار شرياني في الحالات الحرجة.
  • إعطاء سوائل وريدية (IV Fluids) ملائمة للحفاظ على حجم الدم.
  • ضبط جرعات أدوية التخدير أو استخدام موسعات الأوعية الانتقائية عند الحاجة.

2. انخفاض حرارة الجسم (Hypothermia)

تفقد الحيوانات الصغيرة خصوصاً الحرارة بسرعة أثناء التخدير لأن العضلات – المصدر الرئيسي لتوليد الحرارة – تكون في حالة استرخاء تامّ.

الأعراض المحتملة

  • ارتعاش بعد الإفاقة
  • بطء التمثيل الغذائي وفترة تعافٍ أطول

إجراءات الوقاية

  • استخدام بطانيات مدفّأة أو وسائد حرارية على الطاولة الجراحية.
  • تدفئة السوائل الوريدية قبل إعطائها.
  • مراقبة درجة حرارة الحيوان باستمرار وتعديل مصادر التدفئة وفقاً للقراءات.

3. بطء معدل ضربات القلب (Bradycardia)

يمكن لبعض أدوية التخدير أن تُبطِّئ الإشارات الكهربائية في القلب؛ فينخفض عدد النبضات في الدقيقة إلى مستويات قد تؤثر في ضغط الدم وإمداد الأكسجين للأنسجة.

علامات يجب مراقبتها

  • انخفاض النبض المحسوس أثناء الجراحة
  • قراءات منخفضة على جهاز تخطيط القلب (ECG)

التعامل الطبي

  1. تقليل عمق التخدير عند الإمكان.
  2. إعطاء عقاقير مثل أتروبين أو غليكوبيرولات لرفع معدل ضربات القلب.
  3. التأكد من كفاءة التهوية وإمداد الأكسجين.

4. مشكلات التنفّس واحتباس ثاني أكسيد الكربون (Hypoventilation)

يُقلِّل التخدير من حركة عضلات القفص الصدري والحجاب الحاجز، ما قد يؤدي إلى تنفُّس سطحي أو انقطاع التنفُّس لفترات قصيرة.

لماذا يحدث؟

تثبِّط معظم أدوية التخدير المركز التنفسي في الدماغ، كما أنّ وضعية الحيوان على ظهره قد تقيّد تمدد الرئتين.

طرق الإدارة

  • إدخال أنبوب تنفّس (Endotracheal Tube) وتوصيله بأجهزة تنفس اصطناعي إذا لزم الأمر.
  • مراقبة مستويات ثاني أكسيد الكربون بكابنوغراف (Capnography) لضمان بقاء القراءة بين 35–45 مم زئبق.
  • تعديل عمق التخدير حسب الحاجة والتأكّد من خلوّ مجرى الهواء.

5. تأخّر الإفاقة ومضاعفات ما بعد التخدير

تختلف سرعة الإفاقة باختلاف نوع العقاقير وحالة الكبد والكُلى التي تستقلبها. قد تواجه بعض الحيوانات ارتباكاً، تقيؤاً أو رعشات بعد الجراحة.

خطوات لضمان تعافٍ آمن ومريح

  • توفير بيئة دافئة وهادئة للحيوان حتى يعود وعيه بالكامل.
  • إعطاء مسكّنات الألم طويلة الأمد بجرعات محسوبة.
  • مراقبة علامات الألم أو الغثيان وإبلاغ الطبيب فوراً عند ملاحظة سلوك غير طبيعي.

عوامل تزيد من خطورة التخدير

ليست كل الحيوانات على درجة الخطورة نفسها. تشمل العوامل التي قد ترفع الاحتمالات:

  • التقدم في السن أو صِغَر السن الشديد (الجِراء والقطط الصغيرة).
  • السلالات قصيرة الأنف مثل البلدغ والبهارات الفارسية بسبب مشكلات مجرى الهواء.
  • الأمراض المزمنة كأمراض الكبد، الكُلى، القلب والسكري.
  • السِّمنة أو النحافة الشديدة.

كيف تستعد قبل التخدير؟

يمكن لصاحب الحيوان الأليف أن يلعب دوراً محورياً في تقليل المخاطر عبر:

  1. الحرص على الصيام حسب إرشادات الطبيب (عادةً 8–12 ساعة).
  2. مشاركة الطبيب بالتاريخ المرضي الكامل والأدوية الحالية.
  3. الموافقة على تحاليل الدم والأشعة قبل الجراحة للكشف عن أي حالات خفية.
  4. سؤال الطبيب عن بروتوكول المراقبة أثناء التخدير وإجراءات الطوارئ.

الخلاصة

على الرغم من أن التخدير يحمل بعض المخاطر، فإن التخطيط الجيد والمتابعة الدقيقة من الفريق البيطري تقلّل احتمالية حدوث المضاعفات إلى حدّ كبير. تذكَّر أن الهدف من الجراحة أو الإجراء البيطري هو تحسين جودة حياة حيوانك الأليف، وأن العنصر الأهم هو التواصل مع الطبيب وطرح كل مخاوفك واستفساراتك مسبقاً.

تمنياتنا لحيوانك الأليف بالسلامة والصحة الدائمة!

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version