عثة الفرو لدى القطط: الدليل الشامل للأعراض والعلاج والوقاية
تُعَدُّ عثةُ الفرو (Cheyletiellosis) من المشكلات الجلدية المزعجة التي يمكن أن تُصيب القطط في أي عمر أو سلالة. ورغم أن المرض يُعرَف شعبيًّا باسم «قشرة المشي» بسبب حركة العثّ على سطح الجلد، فإن التشخيص المُبكّر والعلاج المُناسب يضمنان تعافي القطة سريعًا وتجنّب انتقال العدوى إلى باقي الحيوانات أو حتى إلى البشر.
ما هي عثة الفرو؟
عثة الفرو هي طفيلي سطحي يعيش على الجلد وفراء القط. تُعَدّ Cheyletiella blakei أكثر الأنواع شيوعًا لدى القطط، بينما تُصيب أنواع أخرى الكلاب والأرانب. يَنتقل الطفيلي بسهولة باللمس المباشر بين الحيوانات، كما يمكن أن يُسبِّب حكّة والتهابًا جلديًّا خفيفًا في البشر عند مخالطتهم لحيوان مُصاب.
كيف تُصاب القطط بالعثة؟
تُصاب القطط عادةً عبر التواصل المباشر مع حيوانات أُخرى مُصابة أو عبر أدوات مُلوَّثة مثل الفُرَش أو أغطية الأسرّة. تتميّز العثة بدورة حياة تدوم ثلاثة أسابيع تقريبًا، ما يجعل تكرار العلاج وتعقيم البيئة أمرًا بالغ الأهمية لكسر دورة العدوى.
عوامل خطر تزيد احتمالية الإصابة
- العيش في بيئات مزدحمة أو غير نظيفة.
- الاحتكاك بحيوانات أليفة جديدة دون حجر صحي.
- ضعف المناعة أو سوء التغذية.
- الخروج المتكرر إلى الهواء الطلق.

أهم الأعراض والعلامات
قد تختلف شدة الأعراض من قطة لأخرى، لكن العلامات التالية هي الأكثر شيوعًا:
- قشور بيضاء واضحة على سطح الفراء (تشبه قشرة الرأس).
- حكّة مستمرة وقد تزداد ليلًا.
- تساقط الشعر في مناطق متفرقة.
- قشور وجُلبات صغيرة (التهاب جلدي حبيبي).
- خدوش أو جروح سطحية نتيجة الحكّ.
ملحوظة: قد تمر بعض القطط بعدوى طفيفة دون أعراض واضحة، ما يجعل الفحص الدوري ضروريًّا خاصةً في المنازل متعددة الحيوانات.

متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟
استشر الطبيب البيطري فور ملاحظتك لأي من الأعراض المذكورة أو عند إصابة أحد أفراد الأسرة بحكّة جلدية بعد التعامل مع القطة. التشخيص السريع يحدّ من انتقال العدوى ويقلل فترة العلاج.
طرق التشخيص
يعتمد الطبيب البيطري على عدة فحوصات لتأكيد الإصابة:
- كشط الجلد وفحصه بالمجهر لرصد العثّ أو البيض.
- اختبار شريط اللصق الشفاف لجمع عينات سطحية.
- تمشيط الفراء بمشط ناعم ثم فحص القشور تحت العدسة.
ورغم بساطة الاختبارات، قد يصعب أحيانًا العثور على العثة لأن القطط كثيرة اللعق والتنظيف، ما يُزيل جزءًا من الطفيليات قبل الفحص.

خيارات العلاج المتاحة
تشمل بروتوكولات العلاج الشائعة ما يلي:
العلاجات الموضعية
- مستحضرات موضعية تحتوي على سيلامكتين أو موكسيديكتين تُطبَّق مرة كل أسبوعين لمدة شهرين.
- غمر القطة في محلول الكبريت الجيري (Lime-sulfur dip) بتركيز 2% مرة أسبوعيًّا لثلاثة أسابيع.
العلاجات الفموية أو القابلة للحقن
- إيفرمكتين أو ميلبيمايسين أوكسيم بجرعات يحددها الطبيب.
يجب علاج جميع الحيوانات في المنزل في الوقت نفسه، لتفادي إعادة العدوى المتبادلة. بالإضافة إلى ذلك، قد يصف الطبيب شامبو مهدئًا لتخفيف الحكّة.

العناية المنزلية وتعقيم البيئة
لا يقل تنظيف البيئة أهمية عن علاج القطة نفسها. إليك خطة تنظيف فعّالة:
- غسل أغطية الأسرّة والألعاب القماشية بالماء الساخن أسبوعيًّا.
- كنس الأرضيات والسجاد بانتظام مع التخلص من كيس المكنسة أو تنظيف حاوية الغبار.
- رشّ مبيد طفيليات مخصّص للبيئة بعد استشارة الطبيب البيطري.
- تطهير الفُرَش وأدوات العناية بمنتج مطهّر أو بنقعها في ماء ساخن وصابون.

الوقاية ومنع تكرار العدوى
الوقاية أسهل وأقل تكلفة من العلاج. اتّبع الخطوات التالية:
- استخدام مضادات طفيليات شهرية موثوقة.
- الحجر الصحي للحيوانات الجديدة لمدة 3 أسابيع وفحصها بيطريًّا.
- الحفاظ على نظافة البيئة وتغيير الفُرَش وأغطية الأسرة دوريًّا.
- تقديم غذاء متوازن يرفع مناعة القطة.
أسئلة شائعة
هل يمكن أن تنتقل عثة الفرو إلى الإنسان؟
نعم، قد تُسبِّب حكّة خفيفة وطفحًا جلديًّا مؤقتًا في البشر، لكن العثّة لا تستطيع إكمال دورة حياتها على الجلد البشري.
ما مدة العلاج عادةً؟
تتراوح مدة العلاج من 4 إلى 8 أسابيع حسب شِدّة العدوى والتزامك بتعقيم البيئة.
هل يمكن للقطة أن تُصاب مجددًا بعد الشفاء؟
بالتأكيد، في حال عدم الالتزام بالوقاية الشهرية أو إذا كانت تعيش مع حيوان أليف ما زال حاملًا للعدوى.
خلاصة
عثة الفرو لدى القطط ليست مرضًا خطيرًا في حد ذاته، لكن إهمالها قد يؤدي إلى انزعاج شديد للقطة وإصابة باقي أفراد الأسرة بالحكّة. يوفر العلاج الدوائي الفعّال وتنظيف البيئة شفاءً كاملاً في أغلب الحالات. تذكّر أن الوقاية الدورية والمتابعة البيطرية هما خط الدفاع الأول لصحة قطتك.
المراجع
- شريك الطب البيطري. “علاج عثة الفرو في القطط.” , 2022. www.veterinarypartner.com