فهم صمم القطط: الأسباب، الأعراض، وكيفية مساعدة قطك
قد يبدو اكتشاف أن قطك لا يسمع كما ينبغي أمراً مقلقاً، لكن الخبر السار هو أن معظم القطط الصماء يمكنها أن تعيش حياة سعيدة وصحية عند توفير الرعاية المناسبة. في هذا الدليل الشامل، نستعرض أهم المعلومات التي تحتاج إلى معرفتها بدءًا من الأسباب المحتملة للصمم، مروراً بالأعراض وتشخيص الحالة، وصولاً إلى طرق الإدارة اليومية والنصائح الوقائية.

الأسباب الشائعة للصمم عند القطط
يمكن أن يكون فقدان السمع عند القطط مؤقتاً أو دائماً، أحادياً (في أذن واحدة) أو ثنائياً (في الأذنين معاً). تتعدد الأسباب، وتشمل ما يلي:
- عوامل وراثية: بعض السلالات، ولا سيما القطط بيضاء الفراء وذات العيون الزرقاء، أكثر عُرضة للصمم الخُلقي بسبب طفرات جينية تؤثر في تطور القوقعة.
- التقدّم في السن: مثل البشر، يمكن أن تتدهور خلايا الشعر الحسية في الأذن الداخلية مع مرور الوقت، ما يؤدي إلى فقدان السمع التدريجي.
- العدوى والالتهابات: التهاب الأذن الوسطى أو الداخلية المزمن قد يُلحق ضرراً بالعصب السمعي.
- السموم والأدوية: بعض المضادات الحيوية (مثل الأمينوغليكوزيدات) أو الأدوية المدرّة للبول قادرة على إحداث تأثير سمي مباشر على الأذن الداخلية.
- الإصابات والصدمات: ارتطام شديد بالرأس أو انفجار قرب الأذن يمكن أن يسبب تمزق طبلة الأذن أو تلف الأذن الداخلية.
- انسداد القناة السمعية: تراكم الشمع، الأورام أو الأجسام الغريبة قد تعيق وصول الصوت إلى طبلة الأذن.

كيف تكتشف أن قطك قد يكون أصم؟
لأن القطط تتحلى بسمع حاد عادةً، يمكن أن يصعب على المالك ملاحظة الفقدان السمعي مبكراً. إليك أبرز المؤشرات السلوكية:
- عدم الاستجابة للضوضاء اليومية: مثل نداء اسمه، فتح علبة طعام، أو التصفيق.
- النوم العميق: قد يصعب إيقاظه؛ إذ لا يتأثر بالأصوات المحيطة.
- الاعتماد الزائد على الحواس الأخرى: ملاحظة تغيرات في الاهتزازات الأرضية أو التركيز على حاسة البصر.
- الت miaow بصوت أعلى أو تردده بشكل متكرر: القط لا يسمع صوته جيداً فيحاول التعويض برفع النبرة.

تشخيص الصمم عند القطط
إذا ساورتك الشكوك، أطلِع طبيبك البيطري فوراً. يشمل التشخيص عادةً:
- الفحص السريري للأذن: تقييم القناة السمعية، طبلة الأذن، وجود التهابات أو أجسام غريبة.
- اختبار الاستجابة للصوت: مثل التصفيق خلف القط أو إحداث أصوات عالية غير محسوسة بالاهتزاز.
- اختبار BAER: يقيس النشاط الكهربائي في الدماغ استجابةً للأصوات، ويُعد المعيار الذهبي لتحديد مستوى السمع.
نصيحة مختص: اختبارات السمع المنزلية مفيدة كمؤشر أولي، لكن لا تحلّ محل التشخيص البيطري.

العلاج وخيارات الإدارة
بالرغم من أن الصمم الدائم لا يمكن عادةً عكسه، إلا أن هناك طرقاً لتحسين جودة حياة قطك:
- علاج السبب الكامن: إزالة الشمع، علاج الالتهاب بالمضادات الحيوية، أو إزالة الأورام عند الإمكان.
- التدريب بالإشارات البصرية: استخدام إشارات يدوية أو مصابيح فلاش صغيرة لتوجيه القط.
- التخصيب البيئي: توفير ألعاب تحفّز الحواس الأخرى مثل الشم واللمس.
- استخدام الأطواق المهتزة: أطواق تصدر اهتزازاً خفيفاً بدلاً من صوت لتنبيه القط.
التعايش مع قط أصم: نصائح يومية
بعض التغييرات البسيطة يمكن أن تُحدث فرقاً هائلاً:
- ابقِ قطك داخل المنزل أو في حديقة مسيّجة؛ فالقط الأصم أكثر عرضة للمخاطر الخارجية مثل السيارات.
- اقترب منه من الأمام دائماً حتى يراك ولا تفاجئه.
- استخدم الألعاب الضوئية أو الليزر للعب والتواصل.
- ضع أرضيات تحتوي على سجاد أو حصائر لتقليل اهتزازات مفاجئة قد تربكه.

كيف تحافظ على صحة أذني قطك؟
الوقاية خير من العلاج، ويمكن اتباع الإرشادات التالية:
- فحص الأذن دوريًّا وتنظيفها بلطف بمسحات قطنية مخصصة للحيوانات.
- تجنّب إدخال أي سوائل أو أدوات حادة في قناة الأذن.
- استشر الطبيب قبل إعطاء أي دواء قد يؤثر على السمع.
- حافظ على التطعيمات والعلاجات الطفيلية محدثة للوقاية من الالتهابات.
أسئلة متكررة
هل يمكن للقط الأصم أن يعيش حياة طبيعية؟
بالتأكيد، مع الرعاية المناسبة والتكيف البيئي يمكن أن يحظى القط الأصم بمستوى رفاهية مماثل لأي قط سليم السمع.
هل الصمم وراثي فقط؟
ليس بالضرورة؛ إذ هناك أسباب مكتسبة مثل الالتهابات والصدمات والسموم.
هل توجد زراعة قوقعة للقطط؟
رغم توافر هذا الإجراء للبشر، إلا أنه لا يُمارس على نطاق واسع في الطب البيطري بسبب التعقيد والتكلفة.
متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟
إذا لاحظت أي علامة من علامات الصمم، أو تغيّرات سلوكية مفاجئة، أو إفرازات وألم في الأذن، فلا تتردد في استشارة الطبيب البيطري فوراً.
بتفهمك لاحتياجات قطك الخاصة وتوفير بيئة آمنة، يمكنك التأكد من أنه سيستمتع بحياة مليئة بالحب والمرح، حتى وإن كان لا يسمع الأصوات من حوله.
المراجع
- مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC). “إن فقدان السمع: الأسباب والوقاية.” , 2022-01-15. www.cdc.gov