صدمة الحساسية لدى القطط: دليل شامل لفهم الأعراض والعلاج والوقاية
تُعَدّ صدمة الحساسية (Anaphylaxis) من أخطر حالات الطوارئ الطبية التي يمكن أن تصيب القطط، إذ تظهر أعراضها بشكل مفاجئ وقد تؤدي إلى تهديد حياة القطة في دقائق معدودة. يقدم هذا الدليل معلومات مفصلة حول كيفية التعرّف على العلامات التحذيرية، وأساليب التدخل العاجل، وخطط الوقاية الطويلة الأمد.
ما هي صدمة الحساسية؟
صدمة الحساسية هي استجابة مناعية مفرطة يحدث فيها إطلاق كميات كبيرة من المواد الكيميائية مثل الهيستامين، ما يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية، وهبوط ضغط الدم، وتورّم الأنسجة، وصعوبة حادّة في التنفس. إذا لم تتم معالجتها فورًا، قد تفضي إلى فشل أجهزة الجسم الأساسية ثم الوفاة.

كيف تحدث الاستجابة التحسسية المفرطة داخل جسم القط؟
عند التعرّض لمادة مسببة للحساسية، تتعرّف الأجسام المضادة من نوع IgE عليها وترتبط بخلايا بدنية في الجلد والرئتين والأمعاء. بمجرد إعادة التعرّض للمادة، تتحرّر نواقل التهابيّة تؤدي إلى سلسلة من التفاعلات السريعة تشمل تضيق الشعب الهوائية، تسرّع ضربات القلب، وتمدد الأوعية الدموية.
أعراض صدمة الحساسية لدى القطط
- صعوبة أو سرعة في التنفس، أزيز أو لهاث شديد
- قيء أو إسهال مفاجئ، غالبًا مصحوب بدم
- تورّم الوجه أو الشفاه أو الجفن
- شحوب أو زرقة اللثة
- ضعف عام أو انهيار مفاجئ
- تشنجات عضلية أو ارتعاش
- برودة أطراف مع بطء أو تسارع غير منتظم في ضربات القلب

أسباب شائعة لصدمة الحساسية
- لسعات الحشرات مثل النحل والدبابير
- أدوية معينة (مضادات حيوية، مخدّرات، أدوية تسكين الألم)
- لقاحات وروتين التحصين إن لم تجرِ مراقبته
- بروتينات معينة في الأغذية أو المكملات
- نقل دم أو بلازما غير متوافق
- ملامسة مواد كيميائية أو منظّفات منزلية مهيّجة
متى تُعَدّ الحالة طارئة؟
أي ظهور مفاجئ لصعوبة تنفس، قيء دموي، انهيار، أو تورّم حاد في الوجه يتطلب تواصلًا فوريًا مع الطبيب البيطري وبدء إسعاف سريع في الطريق إلى العيادة إذا أمكن.
التشخيص في العيادة البيطرية
- جمع التاريخ الطبي: سؤال المالك عن التعرّض الأخير لأي مادة جديدة أو لسعة.
- فحص سريري شامل: قياس درجة الحرارة، معدل التنفس، وضغط الدم.
- تحاليل مخبرية: عدّ دموي شامل، كيمياء الدم، وتقييم غازات الدم للتحقق من مستويات الأكسجين وثاني أكسيد الكربون.
- تصوير صدري أو بطني: عند الحاجة للتحقق من تورّم الرئتين أو السوائل الحرة.
العلاج الفوري
القاعدة الذهبية: كلما بدأ العلاج أبكر، زادت فرص النجاة بشكل ملحوظ.
- الإبينفرين: يُحقن تحت الجلد أو في العضل لكبح إطلاق الهيستامين بسرعة.
- الأكسجين التكميلي: يُعطى عبر قناع أو حجرة أكسجين لمساعدة الجهاز التنفسي.
- السوائل الوريدية: لرفع ضغط الدم ودعم الدورة الدموية.

الأدوية الداعمة
- مضادات الهيستامين (Diphenhydramine) لتخفيف الحكة والتورّم
- كورتيكوستيرويدات لتقليل الالتهاب ومنع الانتكاس المتأخر
- موسعات الشعب الهوائية عند وجود تشنج قصبي
- مسكنات آمنة لتخفيف الألم أو الانزعاج
العناية اللاحقة والمتابعة المنزلية
قد تتطلب القطط الخروج من المستشفى بعد 24–48 ساعة من الاستقرار، على أن يُحافظ على:
- مراقبة التنفس واللثة كل 6 ساعات خلال أول يومين
- تقديم وجبات صغيرة وسهلة الهضم
- تجنب أي أدوية أو أطعمة جديدة حتى مراجعة الطبيب
- وجود مجموعة طوارئ منزلية تتضمن إبينفرين ومضاد هيستامين عند توصية الطبيب

الوقاية وتقليل المخاطر المستقبلية
- تحديد المُحفّز الرئيسي وتجنبه قدر الإمكان
- إجراء اختبارات حساسية عند تكرار تفاعلات غير مفسَّرة
- مراقبة دقيقة بعد التطعيمات مع تجهيز أدوية طوارئ في العيادة
- استخدام أطواق طاردة للحشرات وتقليل مصادر النحل والدبابير حول المنزل
- التأكد من توافق الدم قبل أي نقل دم مستقبلي
التنبؤ بمآل الحالة
إذا قُدّم العلاج خلال الدقائق الأولى، تكون نسب النجاة مرتفعة وتتجاوز 90٪. أما التأخر في التشخيص أو العلاج فيزيد احتمال حدوث صدمة غير مرتجعة وفشل تنفسي أو قلبي. تُعدّ مراقبة ما بعد الإصابة ضرورية لأن بعض القطط قد تواجه نوبة ارتدادية خلال 12–24 ساعة.
أسئلة شائعة
ماذا أفعل إذا اشتبهت بصدمة حساسية؟
اتصل بالطبيب البيطري فورًا، وانقل القطة في وضع مريح مع تهوية جيدة، وتجنب إعطاء طعام أو ماء حتى تقييم المختص.
هل يمكن أن تتكرر الحالة؟
نعم، وإذا حدثت مرة فاحتمالية تكرارها عالية عند التعرض لنفس المُحفّز. لذلك يُوصى بالابتعاد عن المسبِّب وامتلاك خطة طوارئ.
هل هناك سلالات أكثر عرضة من غيرها؟
لا توجد أدلة قاطعة على تفوق سلالة محددة في معدل الإصابة، لكن القطط صغيرة السن قد تُظهر تفاعلًا مناعيًا أشد نتيجة نشاط جهازها المناعي.
تنويه: المعلومات الواردة في هذا المقال للتوعية فقط ولا تُغني عن استشارة الطبيب البيطري عند ظهور أي أعراض طارئة.
المراجع
- مركز رعاية القطط الدولي. “التأق التحسسي (صدمة الحساسية) في القطط.” , 2018-07-01. icatcare.org