شخير القطط: متى يكون طبيعياً ومتى يستدعي القلق؟
إذا كنت تستيقظ أحياناً على صوت شخير قطّك وتتساءل عمّا إذا كان الأمر طبيعياً أم لا، فأنت لست وحدك. يعتقد الكثير من مُربّي القطط أن الشخير ظاهرة تخصّ الإنسان أو الكلاب فقط، لكن الحقيقة أن القطط أيضاً قد تُصدر أصوات شخير مسموعة أثناء النوم. في معظم الحالات يكون الشخير طبيعياً وغير مقلق، إلا أنّه قد يكون أحياناً مؤشراً على مشكلة صحيّة تستوجب الانتباه. في هذا الدليل الشامل نستعرض أسباب شخير القطط، ونوضّح متى يجب زيارة الطبيب البيطري، وكيفية التشخيص والعلاج، بالإضافة إلى نصائح للوقاية والحفاظ على نوم هادئ لقطّك.

ما هو شخير القطط؟
الشخير هو صوت اهتزاز يحدث عندما يمر الهواء بصعوبة عبر الممرات التنفّسيّة العُليا (الأنف، الحلق، والبلعوم) أثناء النوم. كلّما ضاقت هذه الممرات، ازدادت سرعة تدفّق الهواء وارتفعت شدّة الاهتزاز، ما يؤدي إلى صوت أعلى.
الفرق بين الشخير والأزيز
من المهم التمييز بين الشخير والأزيز. الشخير يحدث أثناء النوم فقط، بينما الأزيز أو الصفير يُسمَع عادة أثناء الشهيق أو الزفير وأحياناً أثناء اليقظة، وقد يدلّ على الربو أو أمراض تنفسية سفليّة أُخرى. إذا لاحظت صوت أزيز مستمرّاً أو صعوبة في التنفّس، عليك طلب استشارة بيطرية عاجلة.
أسباب شخير القطط
تتنوع أسباب الشخير لدى القطط من عوامل بسيطة مثل وضعية النوم إلى حالات مرضية معقّدة. فيما يلي أبرز الأسباب:
١. وضعية النوم والاسترخاء العميق
قد تتخذ القطط أوضاعاً غريبة أثناء النوم؛ كالنوم على الظهر أو الانطواء على شكل كرة. بعض هذه الأوضاع يُضيِّق مجرى الهواء في الحلق بشكل مؤقت، ما يسبب شخيراً خفيفاً يختفي عند تغيير الوضعية.
٢. السُّمنة أو زيادة الوزن
تراكم الدهون حول منطقة الرقبة والصدر يضغط على الممرات التنفسية ويُسهِّل حدوث الشخير. إضافة إلى ذلك، يُعَدّ الوزن الزائد عاملاً خطراً للعديد من الأمراض.

٣. السلالات قصيرة الوجه (القطط ذات الوجوه المُفلطَحة)
القطط الفارسية، الهيمالايا، والإكزوتيك شورتهير مثال على السلالات قَصيرة الجمجمة أو Brachycephalic. تمتاز هذه القطط بأنوف قصيرة وقنوات أنفية ضيقة وأنسجة رخوة زائدة في الحلق، فيظهر الشخير كعرض دائم وقد يصاحبه “متلازمة مجرى الهواء القصير”.

٤. الالتهابات التنفّسية العُليا
الفيروسات (مثل فيروس الهربس السنوري أو الكاليسي) والبكتيريا قد تسبب زكاماً وتورماً في الأغشية المخاطية أو تراكم مخاط، ما يعيق مرور الهواء ويؤدي إلى الشخير.
٥. الحساسية والتهاب الأنف
التعرّض لغبار الطلع، دخان السجائر، الشموع المعطّرة، أو حتى منظّفات المنازل قد يُحدث تهيّجاً في الأنف والحلق مسبباً شخيراً متقطعاً يزداد في مواسم معيّنة.
٦. السلائل الأنفية والبلعومية
السلائل أورام حميدة تنشأ من الأذن الوسطى أو البلعوم الأنفي وتمتدّ إلى الحلق، وقد تؤدي إلى شخير عالٍ، عطس متكرر، أو إفرازات أنفية مزمنة.
٧. الأجسام الغريبة
دخول جسم نباتي رفيع (كسنّ عشبة) أو قطع صغيرة من ألعاب في الممر الأنفي قد يحدث انسداداً جزئياً يسبب شخيراً مفاجئاً.
٨. الأورام أو الكتل
في القطط الأكبر سناً، قد تكون الكتل الأنفية أو الحنجرية (حميدة أو خبيثة) السبب وراء الشخير المصحوب بنزيف أنفي أو نقص وزن.
٩. أمراض الأسنان والخراجات
العدوى الشديدة في الأضراس العلوية أو خُرّاجات جذر السن قد تمتد إلى الجيوب الأنفية وتسدّ مجرى الهواء.
١٠. العدوى الفطرية (مثل داء الرشاشيات)
رغم نُدرتها في القطط، إلّا أنّ الفطريات قد تُسبب احتقاناً وألماً وصوت شخير مصحوباً بإفرازات كثيفة ذات رائحة كريهة.
١١. أسباب أُخرى
- الديدان القلبية (نادرة في القطط ولكن ممكنة)
- الربو (غالباً أزيز وليس شخيراً)
- قصور القلب الاحتقاني المصحوب بتراكم سوائل
متى يكون شخير القطط طبيعياً؟
يُعَدّ الشخير أمراً مقبولاً عندما:
- يكون صوت الشخير خفيفاً أو متقطعاً
- لا يصاحبه عطس أو إفرازات أو سعال
- يحدث في أوضاع نوم معينة فقط
- لا يتغيّر نمط الأكل أو النشاط
في هذه الحالات، ما عليك سوى مراقبة قطّك والتأكد من أنّه يتنفّس بسهولة ولا يعاني ضيقاً.
متى يجب القلق واستشارة الطبيب البيطري؟
اطلب مساعدة بيطرية فورية إذا لاحظت أيًا من العلامات التالية:
- شخير مفاجئ أو ازدياد حدّة الصوت
- شخير أثناء اليقظة
- عطس مدمّى أو إفرازات خضراء/صفراء من الأنف
- فتح الفم للتنفس، أو لهاث غير معتاد
- فقدان شهية، خمول، أو انخفاض في الوزن

كيفية تشخيص سبب الشخير
سيُجري الطبيب البيطري فحصاً عاماً ويستمع إلى تنفّس القط، وقد يلجأ إلى:
- تصوير أشعّة سينيّة (X-ray) أو مقطعية (CT) للأنف والصدر
- تنظير الأنف (Rhinoscopy) أو البلعوم
- اختبارات دم للكشف عن العدوى أو الديدان القلبية
- خزعات أو مسحات أنفية عند الاشتباه في أورام أو فطريات
في بعض الحالات، يحتاج القط إلى تخدير خفيف أثناء الفحص أو التصوير لضمان سلامته ودقة النتائج.
خيارات العلاج المتاحة
يعتمد العلاج كلياً على السبب الكامن:
- تغيير نمط الحياة: خطة إنقاص وزن، تعديل النظام الغذائي، وزيادة النشاط البدني
- الأدوية: مضادات حيوية أو مضادات فيروسية لعلاج الالتهابات، ومضادات الهستامين أو الكورتيكوستيرويدات للحساسية
- العمليات الجراحية: إزالة السلائل، تصحيح تشوّهات السلالة القصيرة الوجه، أو استئصال الأورام والخراجات
- الرعاية الداعمة: ترطيب الهواء، تنظيف الأنف بمحلول ملحي، والحفاظ على بيئة خالية من المهيّجات
نصائح للوقاية وتقليل الشخير
- حافظ على وزن صحي لقطّك عبر تغذية متوازنة ومراقبة الحصص
- وفّر جلسات لعب يومية لتحفيز الحركة وحرق السعرات
- حافظ على نظافة المنزل وقلّل الغبار والعطور القوية
- قدّم رعاية أسنان دورية وفحوصات بيطرية منتظمة
- تأكّد من تطعيم قطّك للوقاية من فيروسات الجهاز التنفسي
- استخدم جهاز ترطيب هواء إذا كانت البيئة جافة أو مكيّفة

الخلاصة
في كثير من الأحيان يكون شخير القطط ظاهرة بريئة ناجمة عن وضعية نوم مريحة أو خصائص تشريحية طبيعية. مع ذلك، يبقى الانتباه لأي تغيّر في شدة الشخير أو ظهور أعراض أخرى مهماً للكشف المبكر عن مشكلات صحية خطيرة. احرص على متابعة سلوك قطّك وطلب المشورة البيطرية عند الحاجة لتضمن له حياة صحية ونوماً هادئاً لك ولصديقك الوَفي.
المراجع
- المعهد الأوروبي لرعاية القطط. “الشخير والعطس عند القطط: الأسباب والنصائح…” , 2021-03-10. icatcare.org
- الجمعية الأمريكية لمنع القسوة على الحيوانات. “الإصابات التنفسية العلوية في القطط…” , 2017-09-12. www.aspca.org
- Veterinary Partner by VIN. “التنظير الأنفي في القطط: التقنية والمؤشرات…” , 2021-11-08. veterinarypartner.vin.com