سمنة القطط: الدليل الكامل للوقاية والعلاج واستعادة الوزن الصحي
تشير الإحصاءات البيطرية الحديثة إلى أن ما بين ثلث إلى نصف القطط المنزلية تعاني من زيادة في الوزن أو من السمنة المفرطة، وهو أمر يتجاوز الجوانب الجمالية ليصبح تهديدًا مباشرًا لصحة قطّك وطول عمره. في هذا الدليل الشامل نساعدك على فهم أسباب السمنة، مخاطرها، وكيفية وضع خطة عملية لإعادة قطّك إلى وزنه المثالي بأمان.
كيف أعرف أن قطِّي سمين؟
الخطوة الأولى لعلاج السمنة هي التشخيص الدقيق. يمكن للطبيب البيطري استخدام مؤشر حالة الجسم (BCS)، وهو مقياس من 1 إلى 9 يحدّد حالة دهون القط وفق الفحص البصري واللمسي. لكن بإمكانك القيام ببعض الفحوصات المنزلية المبدئية:
- تحسُّس الأضلاع: يجب أن تشعر بالأضلاع عند اللمس بخفة. إذا كانت مغطاة بطبقة سميكة من الدهون فغالبًا ما يكون القط زائد الوزن.
- مظهر الخصر: عند النظر من الأعلى، يُفترض مشاهدة خصر واضح خلف القفص الصدري. استدارة كاملة دليل على السمنة.
- البطن المترهل: ترهّل ملحوظ أسفل البطن قد يشير إلى تكدس دهون غير طبيعي.

أسباب إصابة القطط بالسمنة
1. الإفراط في التغذية
أشهر الأسباب هي تقديم حصص طعام تفوق احتياجات القط اليومية، خاصة عند توفير الطعام على مدار الساعة دون قياس دقيق للكميات.
2. الأنظمة الغذائية عالية السعرات
تحتوي بعض الأطعمة التجارية على نسب عالية من الكربوهيدرات والدهون غير الضرورية للقطط، ما يؤدي لتراكم الدهون بسرعة.
3. قلة النشاط البدني
القطط المنزلية قد تقضي ساعات طويلة نائمة دون تحفيز لحركتها، خصوصًا في الشقق الصغيرة أو عند غياب الألعاب التفاعلية.
4. التغيرات الهرمونية بعد التعقيم/الإخصاء
تنخفض متطلبات الطاقة بعد إجراء هذه العمليات بنسبة تصل إلى 30%، وإذا لم تُعدّل كمية الطعام ستزداد احتمالات السمنة.
5. عوامل صحية أُخرى
مشكلات الغدة الدرقية أو تناول أدوية معينة قد يبطئ الأيض ويرفع الوزن. لذلك يجب استبعاد الأسباب الطبية دائمًا.
المخاطر الصحية المترتبة على السمنة
كل زيادة بمقدار نصف كيلوغرام عن الوزن المثالي للقط تماثل زيادة 10 كيلوغرامات في الإنسان!
- داء السكري من النوع الثاني بسبب مقاومة الإنسولين.
- التهاب المفاصل وضغط إضافي على المفاصل الصغيرة.
- أمراض القلب والجهاز التنفسي نتيجة تراكم الدهون حول الصدر.
- مرض الكبد الدهني (تشحُّم الكبد) وهو حالة قد تكون قاتلة.
- مشكلات جلدية وتهيج ناتج عن صعوبة العناية بالفراء.
وضع خطة علمية لإنقاص الوزن
لا يُنصح أبدًا بتجويع القط أو تقليل السعرات فجأة. الخطة الصحيحة تمر بالمراحل التالية:
- استشارة الطبيب البيطري: لتحديد الوزن المستهدف وتقدير السعرات اليومية المناسبة.
- تحديد هدف واقعي: فقدان 1–2٪ من وزن القط أسبوعيًا يُعتبر معدلًا آمنًا.
- اختيار طعام مخصّص للتحكم بالوزن: غني بالبروتين وقليل الدهون مع نسبة ألياف كافية للشبع.
- التحكم بالحصص الغذائية: استخدم ميزانًا لقياس الطعام بدقة بدل الاعتماد على تقديرات الكوب.
- تقليل الوجبات الخفيفة: يجب ألا تتجاوز المكافآت 10٪ من السعرات اليومية.
- استخدام ألعاب الإطعام البطيء: مثل كرات توزيع الطعام، لإطالة وقت الوجبة وتعزيز الحركة.

تشجيع القط على الحركة والنشاط
النظام الغذائي وحده لا يكفي؛ فالتمارين تحافظ على الكتلة العضلية وتسهم في حرق السعرات. إليك بعض الأفكار:
- خصص جلستين من اللعب النشط يوميًا، كل منها 10–15 دقيقة.
- استخدم ألعاب تحاكي الفريسة مثل عصا الريش أو مؤشرات الليزر مع الحرص على مكافأة القط بعد المطاردة.
- وفّر أبراج تسلق وأرفف مرتفعة لتحفيز القفز وتسلق السطوح.
- غيّر الألعاب باستمرار لمنع الملل وتحفيز غريزة الصيد.

المتابعة والتقييم المستمر
وزن قطك مرة كل أسبوعين على الأقل، وسجّل القراءات لملاحظة أي ركود في خسارة الوزن. إذا لم ينخفض الوزن بعد 4 أسابيع، استشر الطبيب لتعديل الخطة.

النتائج المتوقعة والحفاظ على الوزن المثالي
قد يستغرق الوصول للوزن الصحي عدة أشهر، لكن الفوائد الصحية والسلوكية تستحق الجهد. بعد الوصول للهدف، اتبع نظام صيانة يشمل: غذاء متوازن، مراقبة منتظمة، والاستمرار في النشاط اليومي.

أسئلة شائعة
هل يمكن أن تزيد السمنة بسبب الديدان أو الطفيليات؟
الطفيليات غالبًا تُسبب نقص الوزن وليس زيادته، لكن معالجة الديدان جزء من الرعاية الوقائية العامة.
ما أخطر معدل لخفض السعرات؟
لا تخفّض أكثر من 20٪ من السعرات المعتادة دون إشراف بيطري، لتجنب مرض الكبد الدهني.
هل الطعام الرطب أفضل من الجاف للتحكم بالوزن؟
غالبًا ما يحتوي الطعام الرطب على سعرات أقل لكل غرام ويزيد الإحساس بالشبع، لكن المهم هو إجمالي السعرات وملاءمة المنتج لخطة الطبيب.
خاتمة
سمنة القطط مشكلة متنامية لكنها قابلة للحل بخطوات مدروسة تجمع بين النظام الغذائي المحسوب، والنشاط اليومي، والمتابعة الدورية. التزامك اليوم يعني سنوات أكثر من الصحبة السعيدة والصحية لقطك العزيز.
المراجع
- Veterinary Partner. “Understanding Feline Obesity.” , 2021-04-01. veterinarypartner.com