سرطان غدة البروستات عند القطط: دليل شامل للأعراض والتشخيص والعلاج
يُعد سرطان غدة البروستات عند القطط من الأورام النادرة نسبيًّا، لكنه في الوقت نفسه سريع النمو ويميل إلى الانتشار إلى أعضاء أخرى مثل الرئتين والعمود الفقري والغدد اللمفاوية. لهذا السبب، فإن فهم المرض منذ مراحله المبكرة يُعد خطوة محورية لإنقاذ حياة قطك وتحسين جودة حياته.

معلومة سريعة: تظهر معظم حالات سرطان البروستات عند القطط في الذكور المتقدمة في السن، وغالبًا لا يقتصر الورم على البروستات فحسب بل ينتقل إلى أعضاء أخرى قبل ظهور الأعراض الواضحة.
ما هي غدة البروستات وما وظيفتها؟
غدة البروستات هي عضو صغير يوجد تحت المثانة مباشرةً في ذكور القطط، وتتمثل وظيفتها الرئيسية في إفراز السوائل التي تُغذي الحيوانات المنوية وتسهم في تكوين السائل المنوي. عندما تصاب هذه الغدة بالورم، يحدث تضخم وتهيج ينتج عنه ضغط على الإحليل والمستقيم، ما يؤدي إلى ظهور أعراض بولية وهضمية معًا.
مدى انتشار وخطورة سرطان البروستات
على الرغم من أنه أقل شيوعًا عند القطط مقارنةً بالكلاب أو البشر، فإن سرطان البروستات لدى القطط غالبًا يكون أكثر عدوانية. تشير الإحصاءات البيطرية إلى أن معظم الحالات تُكتشف في مراحل متقدمة بعد حدوث انتقال (metastasis) إلى أعضاء حيوية أخرى، وهو ما يُعقِّد خيارات العلاج ويضعف التوقعات المستقبلية.
أعراض سرطان البروستات عند القطط
قد تتشابه الأعراض مع أمراض بولية أو هضمية أخرى، لذلك من الضروري استشارة الطبيب البيطري عند ملاحظة أي مما يلي:
- صعوبة أو إجهاد أثناء التبول (القط يجلس في صندوق الفضلات لفترات طويلة دون إنتاج بول كافٍ).
- وجود دم في البول أو تغير لونه إلى البني الداكن.
- سلس بولي أو تقطر بولي غير إرادي.
- إمساك أو صعوبة في التبرز نتيجة ضغط الورم على المستقيم.
- ألم أسفل الظهر أو تيبس الحوض، ما يجعل القط يتردد في القفز أو الحركة.
- فقدان واضح للشهية مصحوب بخسارة وزن ملحوظة.
- خمول عام أو ميل للنوم أغلب ساعات اليوم.

أسباب وعوامل الخطر
1. العمر والجنس
يُلاحظ وقوع معظم الحالات في ذكور القطط التي يزيد عمرها على 10 سنوات.
2. العوامل الهرمونية
على عكس الاعتقاد السائد، لا يبدو أن التعقيم (الإخصاء) يقلل من خطر الإصابة بهذا الورم بشكل قاطع، إذ وُجدت حالات في قطط مخصية وغير مخصية على حد سواء.
3. العوامل الوراثية
لا توجد دلائل قوية حتى الآن على وجود سلالة أكثر عرضة، لكن استمرار البحث قد يكشف عن طفرات جينية معينة في المستقبل.
كيفية التشخيص
يعتمد البيطري على مزيج من الفحوصات السريرية والتقنيات التصويرية لتأكيد التشخيص واستبعاد الحالات الأخرى المشابهة.
- الفحص البدني الكامل: يشمل جس أسفل البطن والمستقيم للتأكد من حجم البروستات وملمسها.
- تحليل البول: للكشف عن الدم أو الخلايا غير الطبيعية أو العدوى الثانوية.
- فحوصات الدم الشاملة: لتقييم وظائف الكلى والكبد ورصد مؤشرات الالتهاب.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية (السونار): يوفر صورة ثلاثية الأبعاد للحجم والشكل والمناطق المتضررة.
- الأشعة السينية (X-ray): تُستخدم للتحقق من انتشار الورم إلى الصدر أو العظام.
- الخزعة بالإبرة الدقيقة أو الجراحة: هي الطريقة النهائية لتأكيد نوع الخلايا السرطانية.

خيارات العلاج
تختلف خطة العلاج بحسب حجم الورم، ومدى انتشاره، والحالة الصحية العامة للقط:
1. الجراحة (استئصال البروستات)
يمكن استئصال الورم كليًّا أو جزئيًّا إذا كان موضعيًّا ولم ينتشر. ومع ذلك، قد ينتج عن الاستئصال الكامل سلسٌ بولي دائم نظرًا لإزالة الإحليل الجزئي.
2. العلاج الإشعاعي
يُستخدم لتقليص حجم الورم أو استهداف النقائل الصغيرة التي يتعذر الوصول إليها جراحيًّا. يحتاج إلى عدة جلسات مع مراقبة دقيقة لوظائف الأعضاء المجاورة.
3. العلاج الكيميائي
تُعطى الأدوية مثل carboplatin أو mitoxantrone بجرعات محسوبة بدقة للحد من نمو الخلايا السرطانية المنتشرة.
4. العلاجات الداعمة والملطفة
تشمل مسكنات الألم غير الستيرويدية، والمضادات الحيوية لعلاج الالتهاب، وقساطر بولية عند اللزوم. تساعد هذه التدابير في تحسين جودة حياة القط حتى في المراحل المتقدمة.

الرعاية المنزلية والمتابعة
- توفير مكان مريح ودافئ بعيد عن الضوضاء.
- مراقبة الشهية ومدخول الماء وعدد مرات التبول/التبرز يوميًّا.
- التقيد بمواعيد الأدوية بدقة، مع استشارة الطبيب إذا ظهرت آثار جانبية.
- زيارات متابعة دورية لفحص صور الأشعة أو الموجات فوق الصوتية للتأكد من عدم حدوث انتكاسة.

الوقاية وتقليل المخاطر
لا توجد طرق مؤكدة لمنع سرطان البروستات، لكن الفحص الروتيني السنوي للقطط الأكبر سنًّا يساهم في الكشف المبكر. كما أن الحفاظ على وزن صحي ونظام غذائي متوازن قد يدعم المناعة ويقلل من احتمال تطور الأورام.
الأسئلة الشائعة
هل التعقيم يقلل خطر الإصابة؟
تشير الدراسات الحالية إلى عدم وجود اختلاف كبير في احتمال الإصابة بين القطط المخصية وغيرها، لكن التعقيم يبقى مفيدًا للحد من أمراض أخرى.
ما متوسط العمر المتوقع بعد التشخيص؟
يعتمد بشكل كبير على مرحلة الاكتشاف وخطة العلاج. في الحالات التي يتم فيها اكتشاف الورم مبكرًا واستئصاله قبل الانتشار، قد يعيش القط سنوات إضافية بجودة حياة جيدة.
الخلاصة
على الرغم من ندرة سرطان غدة البروستات عند القطط، فإن عدوانيته تستدعي انتباهًا خاصًّا من المُربّين والأطباء البيطريين على حد سواء. أي تغييرات على سلوك التبول أو التبرز تستحق فحصًا فوريًّا، فالاكتشاف المبكر يُضاعف فرص العلاج الناجح ويقلل من المضاعفات.
المراجع
- مجلة بلوس وان. “الفحص المبكر وإدارة السرطان في القطط.” , 2022-03-15. journals.plos.org