سرطان الغدد الثديية لدى القطط: دليل شامل لحماية قطتك

يُعَدّ سرطان الغدد الثديية في القطط من أكثر الأورام الخبيثة شيوعاً لدى الإناث، خاصةً غير المُعقَّمات أو اللاتي تم تعقيمهن بعد سن متقدم. رغم خطورته، فإن اكتشافه المبكر وعلاجه بالشكل الصحيح يرفعان نسبة النجاة إلى حد كبير. في هذا الدليل، سنأخذك في جولة مفصّلة حول أسباب الورم وأعراضه وطرق تشخيصه وعلاجه، بالإضافة إلى نصائح وقائية للحفاظ على صحة قطتك.

ما هو سرطان الغدد الثديية؟

يحدث هذا النوع من السرطان عندما تتكاثر خلايا الغدة الثديية بشكل غير طبيعي وتشكل كتل (أورام) قد تكون حميدة أو خبيثة. للأسف، 80–90٪ من الأورام الثديية في القطط تكون خبيثة وتميل إلى الانتشار (Metastasis) إلى العقد الليمفاوية أو الرئتين إذا لم تُعالج في الوقت المناسب.

انتشار المرض وأهم الإحصائيات

  • يمثل سرطان الغدد الثديية حوالي 17٪ من جميع الأورام المكتشفة في القطط.
  • تصاب به القطط في المتوسط بين عمر 10–12 سنة، إلا أن القطط الأصغر سناً ليست بمنأى عنه.
  • القطط السيامية أكثر عرضة للمرض بمقدار الضعف تقريباً مقارنة بالسلالات الأخرى.

أسباب وعوامل الخطر

لا يعرف الباحثون سبباً واحداً قاطعاً لسرطان الغدد الثديية، لكنه يرتبط على الأغلب بالهرمونات الجنسية الأنثوية. فيما يلي أبرز عوامل الخطر:

  1. التأخر في التعقيم بعد عمر 6 أشهر.
  2. التعرض طويل الأمد لهرمونَي الإستروجين والبروجستيرون (الحبوب الهرمونية أو الحقن).
  3. العوامل الوراثية والسلالة، خصوصاً السيامية والقطط قصيرة الشعر.
  4. البدانة وقلة الحركة.
  5. العمر المتقدم.

الأعراض والعلامات التي يجب الانتباه لها

راقب قطتك بشكل دوري، وفور ملاحظة أيٍّ من العلامات التالية استشر الطبيب البيطري:

  • كتل صغيرة أو كبيرة حول حلمات القطة أو على طول خط الغدد الثديية.
  • إفرازات دموية أو صفراء من الحلمة.
  • تورم أو التهاب الجلد المحيط بالحلمات.
  • لعق مفرط أو ألم عند لمس منطقة الصدر.
  • فقدان الشهية أو فقدان وزن غير مبرر.
  • صعوبة في التنفس أو سعال (يدل على انتقال الورم للرئتين).

كيف يتم تشخيص أورام الغدد الثديية؟

الفحص السريري وجمع التاريخ المرضي

يبدأ الطبيب البيطري بملامسة سلسلة الغدد الثديية كلها حتى أصغرها، مع تسجيل حجم أي كتل وملمسها ونسبة الألم. كما يسأل عن موعد ظهورها وأي تغييرات سلوكية أو صحية لاحظها المربي.

الفحوص التصويرية

يتم إجراء أشعة سينية للصدر للتأكد من عدم انتشار الورم إلى الرئتين، بالإضافة إلى الموجات فوق الصوتية (Ultrasound) للبطن للتحقق من العقد الليمفاوية والأعضاء الداخلية.

الشفط بالإبرة الدقيقة أو الخزعة

يقوم الطبيب بسحب عينة خلوية بواسطة إبرة رفيعة أو أخذ جزء صغير من الورم (خزعة) لفحصه تحت المجهر. هذا يحدد نوع الخلايا وما إذا كانت حميدة أو خبيثة.

تحاليل الدم والبول

تساعد هذه التحاليل على تقييم صحة القطة العامة ووظائف الكبد والكلى قبل الخضوع لأي عملية جراحية أو علاج كيميائي.

خيارات العلاج المتاحة

يعتمد اختيار العلاج على حجم الورم ومرحلته وصحة القطة بشكل عام. قد يوصي الطبيب بأحد أو مزيج من الخيارات التالية:

1. الجراحة (إزالة الغدة الثديية)

تُعَدّ الجراحة الخيار العلاجي الأول والأكثر فعالية، وتتراوح ما بين:

  • استئصال جزئي: إزالة الورم فقط مع هامش أمان.
  • استئصال أحادي الجانب: إزالة كامل سلسلة الغدد الثديية في جهة واحدة.
  • استئصال ثنائي الجانب: إزالة كلتا السلسلتين على مرحلتين عادةً لتقليل المخاطر.

2. العلاج الكيميائي

يُستخدم غالباً بعد الجراحة للحد من احتمالية عودة الورم أو تأخير انتشاره. الأدوية الشائعة تشمل Doxorubicin وCyclophosphamide وتُعطى على عدة دورات تحت مراقبة دقيقة.

3. العلاج الإشعاعي

أقل استخداماً في القطط بسبب الحاجة إلى تجهيزات خاصة وتخدير متكرر، لكنه قد يُشار إليه في حال الأورام غير القابلة للجراحة أو بعد الاستئصال غير الكامل.

4. الرعاية الداعمة

تشمل مسكنات الألم، والمضادات الحيوية عند الحاجة، ودعم التغذية والترطيب لضمان تعافي القطة بأسرع وقت.

الرعاية المنزلية بعد الجراحة

يلعب المربي دوراً محورياً في التعافي:

  1. الحفاظ على نظافة الجرح ومنع القطة من لعقه باستخدام طوق إليزابيث.
  2. إعطاء الأدوية الموصوفة بدقة وفي مواعيدها.
  3. توفير مكان هادئ ودافئ بعيداً عن باقي الحيوانات.
  4. متابعة الطبيب البيطري عند ملاحظة أية إفرازات أو انتفاخ أو احمرار شديد.

التوقعات ونسبة النجاة

تُقاس فرص النجاة عادةً بحجم الورم ودرجة انتشاره عند التشخيص. إذا كان قطر الورم أقل من 2 سم وتم استئصاله بالكامل قبل الانتشار، فقد تصل نسبة النجاة لثلاث سنوات أو أكثر إلى 80٪. أما الأورام الأكبر أو المنتشرة فمتوسط العمر المتوقع يتراوح بين 6–12 شهراً حتى مع العلاج.

الوقاية أهم من العلاج

  • تعقيم القطة قبل أول دورة شبق (قبل عمر 6 أشهر) يقلل خطر الإصابة بنسبة تصل إلى 91٪.
  • الحفاظ على وزن مثالي من خلال تغذية متوازنة ونشاط بدني.
  • فحص الغدد الثديية شهرياً أثناء جلسة التمشيط أو اللعب.
  • استشارة الطبيب عند ملاحظة أي كتلة مهما كانت صغيرة.

أسئلة شائعة

س: هل يمكن أن يصاب الذكور بسرطان الغدد الثديية؟
ج: نادراً جداً، إذ تمثل الحالات في الذكور أقل من 1٪، لكنها غالباً أكثر خطورة عند حدوثها.

س: هل العلاج مؤلم لقطتي؟
ج: تُستخدم بروتوكولات تقدمية لتسكين الألم أثناء وبعد الجراحة، كما توصف مسكنات فموية في المنزل لضمان راحة القطة.

س: هل يعود الورم بعد الاستئصال؟
ج: قد يعود في 30–65٪ من الحالات خلال عامين، لذا المتابعة الدورية ضرورية.

تذكّر أن الاكتشاف المبكر هو خط الدفاع الأول ضد سرطان الغدد الثديية. افحص قطتك بانتظام، واستشر طبيبك البيطري فور ملاحظتك لأي تغيّر؛ فدقيقة واحدة من الملاحظة قد تنقذ حياة صديقك الوفي.

المراجع

  1. د. هاريس شيرر. “ما يجب معرفته عن سرطان الثدي في القطط.” , 2023. vcahospitals.com
  2. مؤسسة حيوانات الأليفة. “معلومات حول سرطان الثدي: ما تحتاج لمعرفته.” , 2023. www.pethealthnetwork.com
  3. د. إليزابيث تانر. “ما هي أعراض سرطان الثدي عند القطط؟.” , 2023. www.felineliving.net

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version