سرطان العظام (الأوستيو ساركوما) عند القطط: الدليل الشامل للأعراض والعلاج والرعاية

يُعد سرطان العظام، أو ما يُعرف بـ«الأوستيو ساركوما»، من الأورام الخبيثة النادرة نسبيًا لدى القطط مقارنةً بالكلاب، لكنه يظل واحدًا من أخطر الأمراض التي قد تُهدّد حياة صديقك الوفي إذا لم يُكتشف مبكرًا. في هذا الدليل نأخذك في جولة شاملة للتعرّف إلى كل ما تحتاج معرفته بدءًا من طبيعة المرض وصولًا إلى خطوات التشخيص وخيارات العلاج والرعاية المنزلية.

ما هو سرطان العظام عند القطط؟

هو ورم خبيث ينشأ من خلايا العظم نفسها، ويؤدي إلى تدمير العظام الطبيعية واستبدالها بنسيج سرطاني سريع النمو. يتميّز هذا الورم في القطط بأنه أقل عدوانية مقارنةً بالكلاب، ما يمنحنا نافذة زمنية أطول للتدخل العلاجي.

أنواع الأوستيو ساركوما لدى القطط

١. أوستيو ساركوما الأطراف (Appendicular)

يظهر في عظام الأقدام الأمامية أو الخلفية، ويُعد أكثر الأنواع شيوعًا لدى القطط. الاستئصال الجراحي (البتر) غالبًا ما يكون الخيار العلاجي الأول.

٢. أوستيو ساركوما المحور العظمي (Axial)

يشمل الجمجمة، العمود الفقري، الحوض والأضلاع. يكون علاجه أكثر تعقيدًا بسبب صعوبة الوصول الجراحي وقربه من الأعضاء الحيوية.

٣. الأوستيو ساركوما خارج الهيكل العظمي (Extraskeletal)

ينشأ في الأنسجة الرخوة مثل الجلد أو العضلات، وهي حالة نادرة للغاية وترتبط في الغالب بالتعرض لإصابات أو التهابات مزمنة.

أسباب وعوامل خطر الإصابة

  • عوامل وراثية واستعداد جيني.
  • إصابات أو كسور سابقة في العظام لم تلتئم على نحوٍ سليم.
  • التعرض طويل الأمد لمواد كيميائية أو إشعاعية مسرطنة.
  • عدوى فيروسية مثل فيروس اللوكيميا عند القطط (FeLV).
  • التقدّم في العمر؛ إذ يرتفع معدل الإصابة لدى القطط الأكبر من عشر سنوات.

أبرز الأعراض والعلامات التحذيرية

غالبًا ما تكون الأعراض تدريجية، ما يجعل ملاحظتها مبكرًا أمرًا بالغ الأهمية:

  • عرج مفاجئ أو متزايد في الطرف المصاب.
  • تورّم صلب أو انتفاخ ملحوظ حول منطقة العظم.
  • ألم عند اللمس أو الحركة يصاحبه صراخ أو مواء متكرر.
  • كسور لا تلتئم أو تحدث بسهولة دون صدمة كبيرة.
  • خمول وفقدان شهية ووزن.
  • ارتفاع طفيف أو متقطع في درجة الحرارة.

كيف يشخّص الطبيب البيطري الأوستيو ساركوما؟

  1. الفحص السريري المفصّل: يشمل تقييم العرج، قياس الحرارة، وجسّ المنطقة.
  2. الأشعة السينية (X-Ray): تُظهر تغيُّرات العظم مثل التآكل أو تكوّن عظم جديد غير منتظم.
  3. التصوير المقطعي (CT) أو الرنين المغناطيسي (MRI): يُستخدم لتحديد مدى انتشار الورم ودقّة التخطيط الجراحي.
  4. الخزعة النسيجية: تُعتبر المعيار الذهبي لتأكيد التشخيص، حيث تُحلّل خلايا العظم تحت المجهر.
  5. تحاليل الدم وصورة صدر بالأشعة: للكشف عن انتشار الورم للرئتين أو الكشف عن أي مشكلات صحية مرافقة.

كلما تم اكتشاف الورم مبكرًا، زادت فرص نجاح العلاج وتحسين جودة حياة القط.

الخيارات العلاجية المتاحة

١. الجراحة (البتر أو الجراحة المحافظة على الطرف)

يُعَد البتر الكامل للطرف المصاب الحل الأكثر شيوعًا، إذ يزيل الورم جراحيًّا ويمنع الألم المزمن. تُشير الدراسات إلى أن القطط تتأقلم سريعًا مع الحياة بثلاثة أطراف وتستعيد قدرتها على الحركة خلال أسابيع.

٢. العلاج الكيميائي

يُستخدم غالبًا بعد الجراحة للحد من احتمالات انتشار الخلايا السرطانية الدقيقة غير المرئية بالأشعة. تُعتبر القطط أكثر تحمّلًا للعلاج الكيميائي من البشر، وتكون الأعراض الجانبية خفيفة في معظم الأحيان.

٣. العلاج الإشعاعي

يلجأ إليه الأطباء لتقليص حجم الورم أو لتسكين الألم إذا كان البتر غير ممكن. يُعطى عادةً على جلسات متقطعة بجرعات دقيقة.

٤. إدارة الألم والرعاية الداعمة

تشمل أدوية مضادة للالتهاب، مسكنات أفيونية خفيفة، ومكملات غذائية مثل الجلوكوزامين لدعم المفاصل. الالتزام بخطة إدارة الألم أمر حاسم للحفاظ على جودة حياة القط.

التعايش مع القط بعد التشخيص

يستطيع كثير من القطط العيش سنوات عدة بعد التشخيص مع رعاية مناسبة، وإليك بعض الإرشادات:

  • الحرص على نظافة مكان الجراحة وفحصه يوميًا.
  • تأمين بيئة منزلية آمنة بأرضيات مانعة للانزلاق ومنحدرات صغيرة لتسهيل التنقل.
  • توفير سرير مريح بعيد عن التيارات الهوائية.
  • اتباع نظام غذائي متوازن يدعم المناعة ويحافظ على الوزن المثالي.
  • إجراء فحوصات متابعة كل 3–6 أشهر لمراقبة أي انتشار لاحق.

التوقعات المستقبلية (التنبؤ بالبقاء)

بوجه عام، يكون التوقع لدى القطط أفضل من الكلاب. القطط التي خضعت للبتر يمكن أن تعيش في المتوسط من سنتين إلى أربع سنوات. أما الأورام المحورية فقد تكون فرص البقاء أقصر بسبب صعوبة الاستئصال الكامل.

الأسئلة الشائعة

هل يمكن الوقاية من الأوستيو ساركوما؟

لا توجد طريقة وقائية مؤكدة، لكن تقليل التعرض للمواد الكيميائية والحفاظ على صحة العظام عبر التغذية المتوازنة قد يساعدان.

هل يشعر القط بألم بعد البتر؟

يُدار الألم بصورة فعّالة باستخدام بروتوكولات دوائية، ومعظم القطط تتكيف خلال أسابيع قليلة.

هل العلاج الكيميائي آمن للقطط؟

نعم، إذ تُضبط الجرعات بعناية ويُراقب الطبيب البيطري أي آثار جانبية محتملة لضمان سلامة الحيوان.

في النهاية، يبقى الكشف المبكر والمتابعة البيطرية المستمرة هما حجر الأساس لضمان أفضل فرص العلاج وتحسين نوعية حياة قطك العزيز.

المراجع

  1. د. سمير الناصر. “طرق الإدارة لسرطان العظام في القطط.” , 2022-02-11. www.felineoncology.com
  2. د. علي قاسم. “أسباب مخاطر سرطان العظام في القطط.” , 2020-09-15. www.catdiseases.com

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version