سرطان الخلايا الحرشفية في لسان القطط
يُعد سرطان الخلايا الحرشفية في فم القط (والذي يُشار إليه غالبًا بالاختصار SCC) واحدًا من أكثر الأورام الخبيثة شيوعًا وأشدها عدوانية في القطط، ويمثِّل ما يقرب من 10% من جميع الأورام التي تُصيب الفم. عندما يتركز الورم في اللسان فإنه يُسمّى «سرطان الخلايا الحرشفية اللساني» ويكون عادةً أكثر صعوبة في الجراحة والعلاج بسبب موقعه الحساس ودوره الحيوي في الأكل والشرب والتنظيف والصوت.

أهمية الاكتشاف المبكر
كلما تم التعرف على الورم وعلاجه مبكرًا، ارتفعت فرص الحفاظ على نوعية حياة القط وإطالة عمره. لذلك يجب فحص فم القط بانتظام، خصوصًا في القطط متوسطة وكبيرة السن أو التي لديها تاريخ من التعرض لعوامل خطورة مثل التدخين السلبي.
الأعراض والعلامات السريرية
غالبية القطط تُخفي الألم جيدًا، ما يجعل اكتشاف المرض أكثر صعوبة. انتبه جيّدًا لأي من العلامات التالية:
- سيلان اللعاب الممزوج أحيانًا بالدم
- رائحة فم كريهة غير معتادة
- صعوبة أو ألم أثناء تناول الطعام أو بلعه
- فقدان الوزن رغم شهية طبيعية أو منخفضة
- نزيف أو تقرحات واضحة على اللسان أو تجويف الفم
- تورم أسفل الفك أو تضخم العقد اللمفاوية في الرقبة
- حكّ الوجه أو الفم باليدين باستمرار

الأسباب وعوامل الخطورة
لا يوجد سبب واحد معروف لظهور سرطان الخلايا الحرشفية اللساني، ولكن تشير الدراسات إلى مجموعة من العوامل التي قد ترفع احتمالية الإصابة:
- التدخين السلبي: يضاعف التعرّض المستمر لدخان السجائر معدل الإصابة بهذا الورم أربع مرات تقريبًا.
- العمر: معظم الحالات تُشخَّص عند قطط يزيد عمرها على 10 سنوات.
- التهاب مزمن أو سوء صحة الفم: الجروح المزمنة والتهابات اللثة غير المعالَجة قد تخلق بيئة مواتية للتحول السرطاني.
- الحمية والأعلاف الصلبة جدًا: قد تسبب خدوشًا في اللسان تؤدي لاحقًا إلى تهيّج مزمن.
- العوامل الوراثية والفيروسية: وُجِد ارتباط محتمل بين فيروس الورم الحليمي في القطط وبعض حالات SCC، لكن الأدلة مازالت غير حاسمة.
كيفية التشخيص
يبدأ التشخيص دائمًا بالفحص السريري الشامل، ثم يليه واحد أو أكثر من الفحوص التالية لتأكيد طبيعة الورم وتحديد امتداده:
معلومة مهمة: لا يمكن التأكد من وجود سرطان الخلايا الحرشفية إلا عبر الخزعة وفحص الأنسجة مخبريًا.
- خزعة اللسان: تُجرى غالبًا تحت التخدير العام للحصول على عينة نسيجية.
- الأشعة السينية أو التصوير المقطعي (CT): للكشف عن غزو العظم أو انتشار الورم.
- فحوص الدم والكيمياء الحيوية: لتقييم الوظائف العضوية العامة قبل أي إجراء علاجي.
- شَفط بالإبرة الدقيقة للعقد اللمفاوية: يُستخدم لتقصّي وجود نقائل.

خيارات العلاج
1. الجراحة
إذا كان الورم صغيرًا ومحدودًا، قد ينصح الجرّاح البيطري باستئصال جزء من اللسان (استئصال جزئي للسان). تتطلّب هذه العملية خبرة كبيرة ويجب وزن فوائدها مقابل تأثيرها في قدرة القط على الأكل والشرب.
2. العلاج الإشعاعي
يُعد العلاج الإشعاعي خيارًا شائعًا خصوصًا عندما يتعذّر الاستئصال الكامل بالعملية الجراحية. يُعطى عادةً على جلسات متعددة وقد يُقلِّص الورم أو يبطئ نموّه، لكنه قلّما يشفي الحالة بشكل كامل.
3. العلاج الكيميائي
يُستخدم بمفرده أو إلى جانب الإشعاعي والجراحي. بعض الأدوية (مثل سيسبلاتين أو كاربوبلاتين) قد تُحسِّن نوعية الحياة وتقلل الألم، لكن الاستجابة متفاوتة.
4. العلاجات الداعمة والرعاية التلطيفية
- إدارة الألم: مزيج من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، والمواد الأفيونية، وأحيانًا أدوية التأثير العصبي المركزي.
- التغذية: قد يحتاج القط إلى أنبوب تغذية معدي أو أنفي معدي للحفاظ على السعرات الحرارية الكافية.
- مضادات الميكروبات: يُعطى عندما توجد عدوى ثانوية في التقرحات.
- العلاج بالليزر البارد: خيار حديث لتخفيف الالتهاب وتعزيز الالتئام.

التعايش والرعاية المنزلية
حتى مع أفضل بروتوكولات العلاج، يظل سرطان الخلايا الحرشفية اللساني ذا تشخيص حذر. يبلغ متوسط البقاء على قيد الحياة ما بين 1–6 أشهر حسب وقت التشخيص ونوع العلاج، ولكن بعض القطط تعيش أطول بفضل الرعاية المكثفة. إليك أهم النصائح:
- راقِب وزن القط أسبوعيًا وأعِد تقييم خطة التغذية عند أي خسارة ملحوظة.
- التزم بجداول الأدوية المسكنة بدقة لتفادي الألم المستمر.
- نظّف الفم بلطف باستخدام شاش مبلل أو محلول فموي مخصص إذا وافق الطبيب.
- أجْرِ زيارات متابعة منتظمة لتقييم الورم وضبط جرعات الأدوية.
- كُن واقعيًا بشأن جودة الحياة، وناقش مع الطبيب البيطري خيارات القتل الرحيم إذا أصبح الألم غير قابل للسيطرة.

سبل الوقاية وتقليل المخاطر
- أبقِ قطك في بيئة خالية من دخان السجائر والأبخرة الكيميائية.
- حافظ على نظافة الفم بتنظيف الأسنان دوريًا وفحص اللثة.
- قدّم أغذية ذات نوعية جيدة وتجنّب الأطعمة شديدة الصلابة ما لم تُوصِ بها جهة بيطرية.
- قم بزيارات فحص سنوية على الأقل، وزِد عددها مع تقدّم القط في السن.
الخلاصة
سرطان الخلايا الحرشفية في لسان القطط مرض عدواني يتطلب تشخيصًا مبكرًا وعلاجًا متعدد الجوانب لتحسين فرص البقاء ونوعية الحياة. إذا لاحظت أي تغيّرات في فم قطك أو عاداته الغذائية، استشِر الطبيب البيطري دون تأخير.