سرطان الخلايا الحرشفية عند القطط: دليل شامل لفهم المرض وطرق التعامل معه
مقدمة
يُعَدّ سرطان الخلايا الحرشفية (Squamous Cell Carcinoma – SCC) أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا وخطورة لدى القطط، خصوصًا عندما يصيب الفم والأنف والأذنين. تكمن خطورته في سرعة انتشاره الموضعي وإحداثه دمارًا في الأنسجة المحيطة، ما يستدعي التدخّل الطبي المبكر لضمان أفضل فرصة للعلاج وإطالة عمر القطة.

ما هو سرطان الخلايا الحرشفية؟
الخلايا الحرشفية هي خلايا رقيقة مسطّحة تُشكِّل الطبقة العليا من الجلد وبطانة الفم والأنف والمجاري التنفسية. عندما تتحوّل هذه الخلايا إلى خلايا سرطانية، تبدأ بالتكاثر بشكل غير منظَّم، مكوِّنة أورامًا قد تؤثر سلبًا في وظائف الأعضاء والأنسجة المجاورة.
أسباب وعوامل الخطر
لا يُعرَف سببٌ محدَّد لظهور هذا النوع من السرطان، لكن هناك عدة عوامل تزيد احتمالية إصابة القطط به:
- التعرّض للأشعة فوق البنفسجية لدى القطط فاتحة اللون أو ذات الفراء الأبيض، خصوصًا في الأذنين والأنف.
- التدخين السلبي؛ فالقطط التي تعيش مع مُدخِّنين أكثر عرضة للإصابة بأورام الفم.
- الالتهابات المزمنة أو الجروح غير المُلتئمة في الفم أو الجلد.
- التقدّم في العمر، إذ يشيع المرض في القطط الأكبر من 8 سنوات.
الأعراض والعلامات السريرية
تختلف الأعراض باختلاف موقع الورم، لكن العلامات الأكثر شيوعًا تشمل:
- تقرّحات أو كتل في الفم، خاصة على اللثة أو اللسان.
- رائحة فم كريهة وإفرازات دموية أو قيحية.
- صعوبة في تناول الطعام أو المضغ، وفقدان الوزن.
- تورّم أو تشوه في الأنف أو الأذن (عند إصابة الجلد).
- سيلان لعابي مفرط أحيانًا مختلط بالدم.

كيفية التشخيص
يتم التشخيص عبر عدة خطوات منهجية:
- الفحص السريري: يلاحظ الطبيب البيطري وجود التقرّحات أو الكتل ويقيِّم حجمها وامتدادها.
- الخزعة: تُؤخذ عينة صغيرة من النسيج المُصاب لفحصها مجهريًا والتأكد من نوع الخلايا السرطانية.
- الأشعة السينية أو التصوير المقطعي: للتحقق من مدى انتشار الورم إلى العظام أو الأنسجة العميقة.
- الفحوص المخبرية: تحاليل دم شاملة لتقييم الحالة العامة للقطة قبل وضع خطة العلاج.

خيارات العلاج المتاحة
تختلف خطة العلاج باختلاف موقع الورم وحجمه وحالة القطة الصحية:
1. الجراحة
الخيار الأول غالبًا، إذ يهدف إلى إزالة الورم كليًا بهامش أمان من الأنسجة السليمة. في بعض الحالات قد تشمل الجراحة استئصال جزء من الفك أو الأنف.
2. العلاج الإشعاعي
يُستخدَم بعد الجراحة أو بدلًا عنها إذا تعذّر الاستئصال الكامل. يساعد على تقليل حجم الورم وإبطاء نموّه.
3. العلاج الكيميائي
يُستخدَم أقلّ من العلاجات الأخرى، لكن قد يُوصَى به في الحالات المتقدمة أو عندما ينتشر الورم إلى أجزاء أخرى من الجسم.
4. العلاجات الداعمة
- مسكنات الألم لتحسين جودة حياة القطة.
- مضادات الالتهاب لتقليل التورّم.
- دعم غذائي عبر أطعمة لينة أو أنابيب تغذية إذا لزم الأمر.
“التشخيص المبكر يغيّر مجرى المرض تمامًا؛ كلما اكتُشف الورم في مراحله الأولى زادت فرص الشفاء.” – طبيب بيطري مختص بالأورام
الرعاية المنزلية والمتابعة
بعد تلقي العلاج، تتطلّب القطة رعاية مستمرة:
- مراقبة موضع الجراحة أو التقرّحات لأي علامات التهابات أو عودة الورم.
- الالتزام بمواعيد المتابعة الدورية للتصوير والفحص السريري.
- تقديم غذاء طري عالي السعرات لتسهيل المضغ والبلع.
- الحفاظ على بيئة هادئة لتقليل التوتر ودعم التعافي.

الوقاية وتقليل المخاطر
لا توجد طريقة مضمونة للوقاية، لكن يمكن تقليل المخاطر عبر:
- إبعاد القطة عن أشعة الشمس المباشرة لفترات طويلة، خصوصًا في فترة الظهيرة.
- منع التدخين داخل المنزل لحمايتها من الدخان السلبي.
- فحص الفم والأذنين بانتظام لاكتشاف أي تغيّرات مبكرًا.
- زيارة الطبيب البيطري سنويًا لإجراء فحوص شاملة.
أسئلة شائعة
هل سرطان الخلايا الحرشفية معدٍ للقطط الأخرى أو للبشر؟
لا، المرض غير معدٍ، فهو ناتج عن تغيرات جينية داخل خلايا القطة نفسها.
ما متوسط عمر القطة بعد التشخيص؟
تختلف التوقعات تبعًا لمرحلة الكشف وخطة العلاج؛ قد يتراوح البقاء على قيد الحياة من بضعة أشهر إلى عدة سنوات عند التشخيص المبكر.
هل يمكن للقطة أن تعيش حياة طبيعية بعد العلاج؟
نعم، كثير من القطط تستعيد نشاطها وتستمتع بحياة جيدة خاصة مع الرعاية الداعمة والمتابعة المنتظمة.
في الختام، يبقى التشخيص المبكر أهم خطوة لحماية قطتك من مضاعفات هذا المرض الخطير. احرص على مراقبة أي تغيّرات صحية واستشر الطبيب البيطري فورًا عند الاشتباه.
المراجع
- سارة الكعبي. “التعامل مع سرطان الخلايا الحرشفية في الحيوانات..” , 2020-11-05. www.pethealthnetwork.com
- لوسي هاريس. “نصائح للعناية بالقطط المصابة بسرطان الخلايا الحرشفية..” , 2023-01-20. www.fourpaws.com