سرطان الخلايا الانتقالية في الجهاز البولي لدى القطط
يُعدُّ سرطان الخلايا الانتقالية (Transitional Cell Carcinoma – TCC) من الأورام النادرة ولكن الخطيرة التي تصيب بطانة المثانة أو الإحليل لدى القطط. ورغم قلة انتشاره مقارنةً بأمراض بولية أخرى، إلا أن اكتشافه المبكر يُحدث فرقاً كبيراً في معدّل بقاء القطة ونوعية حياتها. في هذا الدليل المفصَّل، نستعرض كل ما تحتاج إلى معرفته عن هذا المرض، بدءًا من التعريف والأسباب مرورًا بالأعراض والتشخيص وصولًا إلى خيارات العلاج والرعاية المنزلية.
ما هو سرطان الخلايا الانتقالية؟
ينشأ سرطان الخلايا الانتقالية من الخلايا المبطِّنة للمجرى البولي، ويتميّز بقدرته على غزو الأنسجة المجاورة والانتقال إلى أعضاء أخرى مثل الغدد الليمفاوية والرئة. وغالبًا ما يتمركز الورم في قاعدة المثانة أو فتحة الإحليل، ما يفسّر الأعراض المزعجة المرتبطة بعملية التبوّل.
الأعراض والعلامات الشائعة
قد تتشابه مؤشرات هذا السرطان مع أمراض بولية أخرى مثل التهاب المثانة أو حصى الكلى، وهو ما يجعل التشخيص الدقيق أمرًا حاسمًا. تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا:
- كثرة التبوّل مع خروج كميات صغيرة من البول
- صعوبة أو ألم أثناء التبوّل (عسر التبوّل)
- ظهور دم في البول (بيلة دموية)
- لعق المنطقة التناسلية بإفراط
- انزعاج القطة أو صراخها عند دخول صندوق الفضلات
- فقدان الشهية أو فقدان الوزن مع تقدّم المرض
- خمول أو كسل عام
الأسباب وعوامل الخطر
لا تزال الأسباب الدقيقة للإصابة بسرطان الخلايا الانتقالية غير مفهومة تمامًا، إلا أنّ الباحثين يعتقدون بوجود مجموعة من العوامل المؤهِّبة، منها:
- التعرّض للمواد الكيماوية: مثل المبيدات الحشرية ومزيلات الأعشاب التي قد تصل إلى البيئة المنزلية أو الحدائق.
- الالتهاب المزمن: التهابات المسالك البولية المتكررة قد تُحدث تغييرات خلوية ترفع خطر التحوّل السرطاني.
- العمر: غالبًا ما يُشخَّص المرض في القطط متوسطة إلى كبيرة السن (10 سنوات فأكثر).
- العوامل الوراثية والسلالات: لا توجد سلالة محددة معرضة بشكل واضح، لكن يُعتقد أنّ العوامل الجينية تلعب دورًا.
- البدانة: زيادة الوزن ترتبط بارتفاع معدّل الالتهاب الجهازي، ما قد يزيد احتمالية ظهور الأورام.
كيف يتم التشخيص؟
يتطلّب الوصول إلى تشخيص قاطع دمج عدة وسائل تشخيصية:
- الفحص السريري: يقوم الطبيب البيطري بجسّ المثانة وتقييم احتقانها أو صلابتها.
- تحليل البول: يكشف عن وجود خلايا سرطانية، دم أو عدوى مصاحبة.
- الأشعّة فوق الصوتية (السونار): تُظهر سمك جدار المثانة وموضع الورم وحجمه.
- الأشعّة السينية مع أو بدون مادة تباينية: لتقييم امتداد الورم إلى الجزء العلوي من الجهاز البولي.
- التنظير البولي (Cystoscopy): يسمح برؤية مباشرة للمثانة وأخذ عينات خزعية.
- الخزعة النسيجية: تُعتبر المعيار الذهبي لتأكيد التشخيص وتحديد درجة الورم.
- الفحوص التصويرية المتقدمة: مثل التصوير المقطعي المحوسب (CT) أو الرنين المغناطيسي (MRI) لتحديد الانتشار.
خيارات العلاج
يعتمد اختيار الخطة العلاجية على حجم الورم، موضعه، ودرجة انتشاره، إضافةً إلى الحالة الصحية العامة للقطة.
1. الجراحة
قد يكون الاستئصال الجزئي للمثانة (Partial Cystectomy) خيارًا إذا كان الورم موضعيًا ولا يعرقل الإحليل. لكن موضع الورم القريب من الرقبة المثانية غالبًا ما يصعّب إزالة الورم كليًا.
2. العلاج الدوائي
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs): مثل «بايروكسيكام» أو «ميلوكسيكام»، تساعد في تقليص حجم الورم وتخفيف الالتهاب، مع متابعة وظائف الكِلى والكبد دوريًا.
- العلاج الكيميائي: دواء «ميلفلان» أو «فينبلاستين» قد يُستخدم منفردًا أو مع مضادات الالتهاب لتحسين معدلات الاستجابة.
3. العلاج الإشعاعي
يُستخدم في المراكز المتخصصة للحد من نمو الورم أو لتقليل الأعراض عندما يتعذّر الاستئصال الجراحي.
4. القسطرة أو الدعامة (Stenting)
قد تُوضع دعامة في الإحليل لتسهيل مرور البول عند انسداده جزئيًا أو كليًا بالورم.
5. الرعاية التلطيفية
عندما يكون الورم في مرحلة متقدمة أو غير قابل للعلاج، يركّز الفريق البيطري على توفير الراحة، تخفيف الألم، وضمان جودة الحياة.
الرعاية المنزلية والمتابعة
نجاح العلاج لا يكتمل دون متابعة دقيقة في المنزل:
- توفير عدة صناديق فضلات يسهل الوصول إليها، بخاصة للقطط المسنّة.
- مراقبة كمية البول ولونه وسلوك القطة وقت التبوّل.
- الالتزام الصارم بجداول الأدوية ومواعيد المراجعة البيطرية.
- تشجيع القطة على شرب الماء باستخدام نوافير مياه أو إضافة مرق غير مملّح.
- ضبط النظام الغذائي بناءً على توصية الطبيب (أطعمة قليلة المغنيسيوم أو مبللة لزيادة الترطيب).
الوقاية وتقليل المخاطر
لا توجد طريقة مضمونة للوقاية التامة من سرطان الخلايا الانتقالية، إلا أنّ تطبيق الإجراءات التالية قد يحدّ من احتمالية ظهوره:
- تقليل تعرّض القطة للمواد الكيميائية (مبيدات الأعشاب والمبيدات الحشرية).
- الحفاظ على وزن صحي عبر نشاط يومي وتغذية متوازنة.
- إخضاع القطة لفحوص سنوية شاملة، خاصة للقطط فوق سن السابعة.
- معالجة التهابات الجهاز البولي على الفور وعدم إهمالها.
أسئلة شائعة
هل سرطان الخلايا الانتقالية مُعدٍ لباقي الحيوانات أو البشر؟
لا، فهذا النوع من السرطان ليس مُعديًا ولا ينتقل بالملامسة.
ما هو متوسط العمر المتوقع بعد التشخيص؟
يختلف باختلاف مرحلة المرض وخيارات العلاج، لكن المتوسط يتراوح بين 6 أشهر و18 شهرًا، مع حالات تجاوزت ذلك عند اكتشاف الورم مبكرًا.
هل يمكن الجمع بين أكثر من نوع علاج؟
نعم، وغالبًا ما يُوصى بالعلاج التكاملي (جراحة + كيميائي + مضادات التهاب) لتحقيق أفضل نتيجة ممكنة.
الخلاصة
سرطان الخلايا الانتقالية في الجهاز البولي لدى القطط مرض خطير يتطلّب تشخيصًا دقيقًا وخطة علاج متعددة الجوانب. بتعاونك مع الطبيب البيطري، والالتزام بالرعاية المنزلية والمتابعة الدورية، يمكنك منح قطتك فرصة أفضل للعيش براحة وجودة حياة مقبولة.
المراجع
- جيسيكا أ. تاماني. “سرطان الخلايا الانتقالية في القطط: تحديث سريري.” , 2023-03-01. www.veterinarypartner.com
- كلية الطب البيطري. “الأورام في المسالك البولية لدى القطط: وجهات نظر سريرية.” , 2023-01-18. pubmed.ncbi.nlm.nih.gov