مركب الورم الحبيبي الحمضي في القطط: كل ما تريد معرفته لحماية صديقك الأليف
يُعد مركب الورم الحبيبي الحمضي (Eosinophilic Granuloma Complex) أحد أكثر اضطرابات الجلد شيوعًا وتعقيدًا لدى القطط. وعلى الرغم من اسمه المخيف، فإن فهمه بدقة واكتشافه مبكرًا يساهمان في علاج فعال ويمنعان المضاعفات. في هذا المقال الشامل سنغطي ماهية المرض، أنواعه، أسبابه، طرائق التشخيص والعلاج، بالإضافة إلى نصائح للرعاية المنزلية والوقاية.
ما هو مركب الورم الحبيبي الحمضي؟
هو مصطلح يشمل ثلاثة أنواع مختلفة من الآفات الجلدية التي تتشارك في استجابة مناعية واحدة تتمثل في تراكم خلايا تُدعى الحمضات أو الإيزينوفيل داخل الجلد أو الأغشية المخاطية، ما يؤدي إلى التهابات وتقرحات قد تبدو مقلقة للمالك.
الأنواع الثلاثة الرئيسية
- القرحة الحمضية (Rodent Ulcer): عادةً ما تظهر كجرح متآكل على الشفة العلوية أو السفلية.
- اللويحات الحمضية (Eosinophilic Plaque): بقع مسطحة حمراء تنزف أحيانًا، تُرى غالبًا على البطن أو الفخذ الداخلي.
- الورم الحبيبي الحمضي (Eosinophilic Granuloma): نتوء صلب أو خطي قد يظهر على الجزء الخلفي من الفم، الفخذ، أو وسائد الأقدام.

الأعراض والعلامات التي يجب مراقبتها
قد تختلف الأعراض بحسب نوع الآفة، إلا أن هناك علامات عامة تشمل:
- حكة مفرطة أو لعق مستمر لمنطقة محددة
- تورم أو احمرار ملحوظ في الشفاه، الفم، الفخذ أو البطن
- نزف أو تقرحات لا تُشفى بسهولة
- عدم ارتياح عند المضغ أو فقدان الشهية (في حال وجود تقرحات بالفم)

الأسباب وعوامل الخطر
السبب المباشر هو رد فعل مناعي مفرط يؤدي إلى تراكم الحمضات، لكن هناك محفزات شائعة:
1. الحساسية
تشمل حساسية البراغيث، حساسية الطعام، أو حساسية موسمية من حبوب اللقاح. غالبًا ما تتحسن الحالة عند التحكم في المسبب.
2. الطفيليات الخارجية والداخلية
البراغيث، القراد، وحتى بعض الديدان المعوية قد تطلق مواد تحفّز الجهاز المناعي.
3. العوامل الوراثية والهرمونية
بعض السلالات، مثل السيامي، أكثر عرضة. كما قد تلعب الهرمونات دورًا، إذ تُشاهد بعض الحالات في إناث غير معقمة.
نصيحة سريعة: الحفاظ على برنامج وقاية من البراغيث على مدار العام هو أبسط وسيلة لتقليل خطر الإصابة.
كيف يتم التشخيص؟
يعتمد الطبيب البيطري عادة على منهج تشخيصي متكامل يشمل:
- الفحص السريري الكامل: معاينة الآفات وتحديد نمط توزعها.
- كشط الجلد أو خزعات: للتأكد من طبيعة الخلايا الالتهابية ونفي الأورام أو العدوى الفطرية.
- اختبارات الحساسية: عبر الدم أو اختبار وخز الجلد لتحديد مسببات الحساسية المحتملة.
- اختبار الاستجابة للعلاج: مثل وضع القط على حمية إقصائية أو برنامج مكافحة الطفيليات وملاحظة التحسن.

خيارات العلاج المتاحة
يعالج مركب الورم الحبيبي الحمضي غالبًا بمزيج من الإجراءات لضمان السيطرة طويلة الأمد:
1. الأدوية المضادة للالتهاب
الكورتيكوستيرويدات (مثل بريدنيزولون) هي العلاج الأساسي لتخفيف الالتهاب والحكة. تُعطى عادة عبر الفم، الحقن، أو موضعيًا.
2. مثبطات المناعة البديلة
عند عدم الاستجابة للستيرويدات أو الحاجة لتقليل آثارها الجانبية، تُستخدم أدوية مثل السيكلوسبورين أو أوكلاتينيب.
3. التحكم في الحساسية
- اعتماد حمية بروتينية محددة أو حمية متحللة لتقييم حساسية الطعام.
- حقن خافضات الحساسية (Immunotherapy) بناءً على نتائج اختبار الحساسية.
4. مكافحة الطفيليات
منتجات موضعية أو أقراص شهرية لقتل البراغيث والقراد يمكن أن تُحدث فرقًا ملحوظًا.
5. العلاجات الموضعية والداعمة
كريمات بمضاد حيوي أو مطهر لتقليل مخاطر العدوى الثانوية، إضافة إلى مكملات أحماض أوميغا 3 الدهنية لدعم صحة الجلد.

الرعاية المنزلية ومتابعة حالة القط
التزام المربي بتوجيهات الطبيب البيطري هو حجر الأساس. وتشمل الرعاية المنزلية:
- إعطاء الدواء في مواعيده دون انقطاع، حتى عند تراجع الأعراض.
- مراقبة الجلد والفم أسبوعيًا لرصد أي عودة للآفات.
- الحفاظ على البيئة نظيفة وخالية من البراغيث عبر التنظيف المنتظم واستخدام مبيدات آمنة.
- اعتماد نظام غذائي ثابت وعدم إدخال أطعمة جديدة إلا بإشراف الطبيب.
سبل الوقاية طويلة الأمد
على الرغم من أن بعض القطط قد تعاني من نوبات متكررة، إلا أن الوقاية ممكنة عن طريق:
- برامج وقائية شهرية من الطفيليات
- متابعة طبية نصف سنوية على الأقل
- معرفة مسببات الحساسية البيئية ومحاولة الحد منها داخل المنزل

أسئلة شائعة
هل مركب الورم الحبيبي الحمضي معدٍ للإنسان أو الحيوانات الأخرى؟
لا، المرض نفسه غير معدٍ، لكن الطفيليات المسببة له كالبراغيث يمكنها الانتقال.
كم يستغرق العلاج حتى تتحسن الآفات؟
قد تستجيب بعض القطط خلال أيام، بينما تحتاج أخرى إلى أسابيع خاصة إذا كانت الحساسية الغذائية عاملًا رئيسيًا.
هل يمكن أن يعود المرض بعد الشفاء؟
نعم، وخاصة إذا لم يُحدد المسبب الأساسي أو لم يُعالج بشكل صارم ودائم.
الخلاصة
إن التعرف المبكر على مركب الورم الحبيبي الحمضي ومعرفة أسبابه المحتملة يضمن علاجًا سريعًا وفعّالًا، ويمنح قطك فرصة ليعيش حياة صحية وسعيدة دون ألم أو إزعاج. لا تتردد في استشارة الطبيب البيطري عند ملاحظة أي تغيّر جلدي أو فموي على قطك.
المراجع
- جون سميث. “Eosinophilic Granuloma Complex in Cats: Understanding the Condition.” , 2022-05-12. vcahospitals.com
- منى عبد الفتاح. “A Veterinarian’s Perspective on Skin Disorders in Cats.” , 2023-03-22. www.moderncat.com