دليل شامل للعيوب الخلقية في عيون القطط: الأسباب، الأعراض، وسبل العلاج
العيون هي نافذة روح القط، وأي خلل فيها يمكن أن يؤثر في جودة حياة صديقك الأليف. في هذا المقال الشامل نستعرض العيوب الخلقية في عيون القطط، بدءًا من التعريف والأسباب وانتهاءً بآخر خيارات العلاج والرعاية المنزلية.
ما هي العيوب الخلقية في عيون القطط؟
العيوب الخلقية هي التشوهات التي تكون موجودة عند الولادة، وقد تصيب أي جزء من العين أو أنسجة محيطة بها. بعضها بسيط لا يؤثر في الرؤية، وبعضها شديد قد يؤدي إلى العمى الكامل ما لم يُعالج مبكرًا.
أجزاء العين التي قد تتأثر
- الجفون: مثل غياب جزء منها (agenesis) أو تشوه حوافها.
- القرنية: تشوهات سطحية أو عتامة.
- العدسة: سحابة أو إعتام ما يعرف بالكتاراكت.
- الشبكية: ضعف أو انفصال.
- العصب البصري: تشوهات قد تسبب العمى الدائم.
أنواع العيوب الخلقية الشائعة
يسهل الخلط بين بعض العيوب الخلقية وأمراض العيون المكتسبة، لكن الأنواع التالية تظهر غالبًا فور ولادة القط أو خلال الأسابيع الأولى:
- غياب الجفن (Eyelid Agenesis): يتسبب باحتكاك القرنية بالشعر المحيط وظهور تقرحات مؤلمة.
- الكولوبوما: فجوة أو شق في القزحية أو العصب البصري تؤثر في مظهر العين ورؤيتها.
- الكتاراكت الخلقي: عتامة العدسة منذ الولادة تؤدي إلى غشاوة مستمرة.
- الجلوكوما الأولي: ارتفاع ضغط العين منذ أيام القط الأولى، وقد يسبب تضخم مقلة العين (buphthalmos).
- صغر المقلة (Microphthalmia): عين أصغر من الطبيعي وغالبًا ما ترتبط بضعف الرؤية.
- الأغشية الحدقية المستمرة (Persistent Pupillary Membrane): خيوط رفيعة تعبر الحدقة، قد تختفي تلقائيًا أو تحتاج إلى تدخل.

العلامات والأعراض التي يجب مراقبتها
- إفرازات دمعية مفرطة أو ملوَّنة.
- الحول أو إغلاق العين باستمرار.
- عتامة أو تغيّر لون العدسة أو القرنية.
- تضخم أو صغر حجم مقلة العين.
- فقدان الرؤية الجزئي أو الكلي (ارتطام الأثاث، تردد أثناء القفز).
- حكّ العين أو فرك الوجه بالقدم أو السطح.

الأسباب وعوامل الخطورة
لا تزال العوامل الوراثية السبب الأكثر شيوعًا، إلا أن هناك محفزات أخرى قد تتداخل مع نمو الجنين:
- الاستعداد الجيني لبعض السلالات.
- التعرّض لفيروسات داخل الرحم مثل فيروس الهربس أو بارفو القطط.
- نقص تغذية الأم الحامل خاصة فيتامين A و التورين.
- تعرض الجنين لسموم أو أدوية معينة.
- إصابات رضية مبكرة داخل الرحم.
من المهم جدًّا عدم إعطاء القطة الحامل أي دواء دون استشارة الطبيب البيطري، لأن بعض الأدوية قد تسبب تشوهات عينية دائمة للمواليد.
السلالات الأكثر عُرضة
- الفرعونية (Sphynx).
- السيامي والباليزي.
- الفارسي (Persian).
- الهيمالايا.
- البورمي.
كيفية التشخيص
يبدأ التشخيص بفحص عيني شامل تحت مصباح شقي، وقد يلجأ الطبيب إلى فحوص متقدمة لتحديد شدة العيب وخيارات التدخل.

أكثر الاختبارات استخدامًا
- التنظير العيني غير المباشر لفحص الشبكية.
- قياس ضغط العين للكشف عن الجلوكوما.
- التصوير بالموجات فوق الصوتية لتقييم العدسة والجسم الزجاجي.
- التخطيط الكهربائي للشبكية (ERG) لتقييم وظيفة الخلايا العصبية.
- اختبارات جينية في السلالات المعروف عنها القابلية الوراثية.
خيارات العلاج
تعتمد خطة العلاج على نوع العيب وشدته، وقد تشمل ما يلي:
- الجراحة الترميمية للجفن: لإنشاء حافة جفن طبيعية في حالة الغياب أو التشوه.
- استئصال العدسة (جراحة الكتاراكت): باستخدام تقنية الفاكو لاستعادة الرؤية.
- قطرات خافِضة لضغط العين: لعلاج أو تأخير تطور الجلوكوما.
- استئصال العين (Enucleation): في الحالات المؤلمة غير القابلة للعلاج للحفاظ على جودة حياة القطة.
- العلاج الداعم: مضادات حيوية موضعية أو قطرات مرطِّبة للقرنية.

الرعاية المنزلية وإدارة الحالة
إلى جانب العلاج الطبي، يمكن للمالك أن يفعل الكثير لحماية عين القطة وتوفير بيئة آمنة:
- إزالة الأثاث الحاد وتغطية الزوايا لحماية القطط ضعيفة البصر.
- تثبيت أوعية الطعام والماء في أماكن ثابتة.
- استخدام ألعاب سمعية أو ذات رائحة قوية لتحفيز القط الكفيف.
- الفحص البيطري الدوري كل 3–6 أشهر لمراقبة التغيرات.
- استخدام طوق إليزابيثي بعد الجراحة لمنع خدش العين.

الوقاية ومتى يجب زيارة الطبيب البيطري؟
لا يمكن منع جميع العيوب الخلقية، لكن يمكن تقليل المخاطر عبر:
- اختيار مربيين موثوقين يجرون اختبارات جينية للقطط قبل التزاوج.
- إبقاء القطط الحوامل محدثة بالتطعيمات لتجنب العدوى داخل الرحم.
- تقديم طعام متوازن غني بالتورين وأحماض أوميغا.
- مراجعة الطبيب فور ملاحظة أي تغير في مظهر العين أو سلوك الرؤية.

أسئلة شائعة
هل تستطيع القطط الكفيفة التكيف مع حياتها؟
نعم، تستطيع القطط الكفيفة استخدام حواسها الأخرى—خصوصًا السمع والشم واللمس—للتنقل بثقة، شرط توفير بيئة آمنة وثابتة.
هل كل العيوب الخلقية وراثية؟
ليست كلها وراثية، لكن الاستعداد الجيني يلعب دورًا رئيسيًا في معظم الحالات، ويُنصح بتجنب تزاوج القطط المصابة.
هل يمكن علاج الجلوكوما الخلقية؟
يمكن السيطرة على الضغط داخل العين بالأدوية والجراحة، لكن التدخل المبكر ضروري لمنع تلف العصب البصري الدائم.
ختامًا، مراقبة عيون قطتك منذ الأيام الأولى يعزز فرص اكتشاف أي خلل وعلاجه مبكرًا، لتعيش صديقك الأليف حياة مُفعمة بالصحة والنشاط.
المراجع
- عائشة الكعبي. “مضاعفات العيوب الخلقية وتأثيرها على الصحة العامة للقطط.” , 2022-01-08. www.petmd.com