دليل شامل لفهم وعلاج سلوك «باربرينغ» عند خنازير غينيا
هل لاحظت بقعاً صلعاء أو شعراً مقصوصاً بشكل غير منتظم على خنزير غينيا الأليف لديك؟ قد يكون ذلك نتيجة لسلوك يُعرف باسم «الباربرينغ» (Barbering)، وهو قيام الخنزير بقضم أو قص شعره أو شعر زميله في القفص. هذه الظاهرة شائعة أكثر مما يعتقد الكثيرون، ويمكن أن تكون إشارة على مشكلة سلوكية أو صحية كامنة.

ما هو سلوك «الباربرينغ»؟
في عالم خنازير غينيا، يُطلَق مصطلح «الباربرينغ» على قضم أو قص الفراء باستخدام الأسنان. قد يقوم الحيوان بقص شعره هو («باربرينغ» ذاتي) أو قص شعر إخوته أو أفراد القطيع («باربرينغ» اجتماعي). في كلتا الحالتين ينتج عن ذلك شعر أقصر أو مناطق خالية تماماً من الفراء، وغالباً ما تكون أطراف الشعر الحادة دليلاً على القضم وليس على التساقط الطبيعي.
الأعراض والعلامات التي يجب مراقبتها
- بقع صلعاء أو شعر غير متساوٍ على الظهر، الجانبين أو حول العينين والأذنين
- أطراف شعر مقصوصة بحدة بدلاً من تساقط كامل للشعر
- احمرار أو التهاب الجلد إذا كان القضم متكرراً أو عنيفاً
- سلوك عدواني أو تسلطي من قبل فرد واحد تجاه الآخرين
- حكة أو خدش متكرر في حال وجود عدوى ثانوية

الأسباب المحتملة لسلوك «الباربرينغ»
أسباب سلوكية
غالباً ما يرتبط «الباربرينغ» بالعوامل التالية:
- الهيمنة الاجتماعية: قد يقضم الحيوان المسيطر شعر الآخرين لإظهار تفوقه.
- الملل ونقص الإثراء: غياب الألعاب أو المساحة الكافية يؤدي إلى تفريغ الطاقة بسلوكيات مدمرة.
- الضغط النفسي: الأصوات العالية أو التغييرات المفاجئة في البيئة قد ترفع مستويات التوتر.
- الازدحام: وجود عدد كبير من الخنازير في قفص صغير يزيد الاحتكاك بينها.

أسباب طبية
في بعض الأحيان يكون «الباربرينغ» استجابة للألم أو الحكة، مثل:
- الطفيليات الجلدية كالقمل أو العث
- الالتهابات الفطرية (القوباء الحلقية)
- الحساسية أو التهاب الجلد التماسي
- نقص فيتامين C أو الألياف مما يؤثر في صحة الجلد والفراء
كيفية التشخيص
يبدأ التشخيص بفحص بيطري شامل يتضمن:
- معاينة السلوك داخل القفص وملاحظة التفاعلات الاجتماعية.
- فحص الجلد والفراء باستخدام عدسة مكبرة للبحث عن الطفيليات أو أطراف الشعر المقصوص.
- كشط الجلد أو أخذ عينات شعرية لإجراء فحوص مخبرية للطفيليات أو الفطريات.
- مراجعة النظام الغذائي للتأكد من توافر فيتامين C والألياف.
- استبعاد الأمراض المؤلمة (مثل التهاب المفاصل) التي قد تجعل الحيوان يقضم شعره لتخفيف الألم.
خيارات العلاج
يعتمد العلاج على السبب الجذري، ويمكن أن يشمل ما يلي:
- توفير مساحة وإثراء أكبر: قفص أوسع، أنفاق، أماكن اختباء، ألعاب آمنة وقضمات خشبية.
- فصل الحيوان العدواني: عزل الخنزير المسيطر مؤقتاً لمنع استمرار القضم بينما يتم تعديل السلوك.
- تصحيح النظام الغذائي: إضافة كميات غير محدودة من تيموثي هاي، خضروات طازجة غنية بفيتامين C (مثل الفلفل الحلو)، ومكملات فيتامين C عند الحاجة.
- علاج الطفيليات أو الفطريات: أدوية موضعية أو نظامية يحددها الطبيب البيطري.
- تقليل التوتر: وضع القفص في مكان هادئ، وتجنب التغييرات المفاجئة في الإضاءة أو الحرارة.
- العلاج السلوكي الإيجابي: مكافأة السلوك الهادئ وتشجيع اللعب الفردي.

نصائح الوقاية طويلة الأمد
- حافظ على نسبة 80٪ من النظام الغذائي من التبن عالي الجودة.
- قدم 20–30 ملغ من فيتامين C يومياً لكل خنزير غينيا.
- نظف القفص أسبوعياً وأزل الفضلات الرطبة يومياً.
- اعتمد قاعدة متر مربع واحد (على الأقل) لكل خنزير لتجنب الاكتظاظ.
- أدخل الخنازير الجديدة تدريجياً وتحت المراقبة.
- وفر ألعاباً قابلة للمضغ وأماكن اختباء متنوعة لكسر الملل.
- افحص الجلد والفراء أسبوعياً لرصد أي تغيرات مبكرة.

الرعاية والمتابعة
بعد بدء خطة العلاج، دوّن ملاحظات حول سلوك الحيوانات ونمو الشعر كل أسبوع. إذا تكررت المشكلة أو ظهرت أعراض جديدة—مثل فقدان الوزن أو القشرة—استشر الطبيب البيطري فوراً. في معظم الحالات، يؤدي الجمع بين بيئة غنية وطعام متوازن وعلاج طبي مناسب إلى اختفاء سلوك «الباربرينغ» وعودة الفراء للنمو خلال 4–6 أسابيع.

تذكّر أن خنازير غينيا كائنات اجتماعية وحساسة؛ منحها وقتاً للعب والتفاعل هو خط الدفاع الأول ضد السلوكيات غير المرغوب فيها.
باتباع هذه الإرشادات، يمكنك مساعدة خنزيرك الأليف على التمتع بفراء صحي وحياة خالية من التوتر.