دليل شامل لفهم وعلاج تورّم أقدام وأرجل القطط
ترى قطّك يعرج أو يلعق كفَّه بشكل مستمر؟ قد يكون ذلك علامة على وجود تورّم في الكف أو الساق. تُعدّ هذه المشكلة شائعة، لكنها قد تتراوح بين حالة بسيطة يمكن علاجها في المنزل وأخرى طارئة تتطلب تدخلاً بيطرياً فورياً. في هذا الدليل المفصّل ستجد كل ما تحتاج إلى معرفته عن الأسباب المحتملة، التشخيص، خيارات العلاج، وكيفية الوقاية لضمان راحة قطّك وسلامته.

ما هو التورّم؟
يشير مصطلح التورّم إلى تجمّع السوائل أو الالتهاب داخل الأنسجة. قد يبدو سطح الجلد منتفخاً، دافئاً، أو حتى مؤلماً عند اللمس. أحياناً يكون الجلد مشدوداً أو أحمر، وأحياناً أخرى يكون التورّم أعمق فلا يُلاحظ لونه بسهولة.
أعراض التورّم في أقدام وأرجل القطط
- العرج أو عدم القدرة على وضع الوزن على الطرف المصاب
- لعق أو عضّ الكف أو الساق المتورّمة بشكل متكرر
- انتفاخ مرئي أو ملموس يشبه الوسادة الطرية
- ألم واضح عند لمس المنطقة
- ارتفاع درجة حرارة الطرف مقارنة ببقية الجسم
- تغيّرات في السلوك؛ مثل الخمول أو الانزواء
- في الحالات العامة: صعوبة في التنفس، تورّم جسماني شامل، أو فقدان الشهية
الأسباب المحتملة
قد يحدث التورّم نتيجة عوامل موضعية أو جهازية، وفيما يلي أهم الأسباب:
- إصابات رضّية أو كسر: السقوط، حوادث السيارات، أو انحشار الطرف.
- لدغات الحشرات أو الزواحف: قد تسبب سمومها التهاباً حاداً.
- التهابات بكتيرية أو فطرية: جروح عميقة أو خرّاجات تحت الجلد.
- أمراض المناعة أو الحساسية: ردود فعل تحسسية للأطعمة، الأدوية، أو اللدغات.
- أورام حميدة أو خبيثة: قد تُصعّب الدورة اللمفاوية وتُحدث تورّماً.
- فشل قلبي، كلوي أو كبدي: يؤدي إلى احتباس السوائل (وذمة) في الأطراف السفلية.
- مشكلات تخثّر الدم: مثل الجلطة الدموية (الخثرة) التي تعيق تدفّق الدم.
- انسداد أو قصور الجهاز اللمفاوي: يمنع تصريف السوائل بشكل طبيعي.
متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟
يُنصح باستشارة الطبيب البيطري فور ملاحظة الأعراض التالية:
- تورّم يزداد بسرعة أو لا يتحسّن خلال 24 ساعة
- ألم شديد أو صراخ عند الحركة
- حُمّى أو حرارة جسم مرتفعة
- قيح، رائحة كريهة، أو إفرازات من مكان التورّم
- صعوبة في التنفس أو تورّم عام في أكثر من طرف
“التشخيص المبكر لا يختصر وقت العلاج فحسب بل يمنع المضاعفات التي قد تهدّد حياة قطّك.” — طبيبة بيطرية

كيف يتم تشخيص الحالة؟
يقوم الطبيب البيطري بسلسلة من الإجراءات لتحديد السبب الجذري:
- الفحص السريري: تقييم شكل التورّم، حرارة المنطقة، واستجابة القطة للألم.
- فحوص الدم: للكشف عن التهابات، أمراض الكلى أو الكبد، واضطرابات التخثّر.
- الأشعة السينية (X-Ray): للكشف عن الكسور أو الأجسام الغريبة.
- الموجات فوق الصوتية (Ultrasound): لتقييم الأنسجة الرخوة وتجمّع السوائل.
- سحب عيّنة (Aspirate) أو خزعة: لتحليل الخلايا في المختبر، خاصة عند الاشتباه بالأورام.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) أو المقطعي (CT): في الحالات المعقّدة أو العصبية.
خيارات العلاج
يعتمد العلاج على السبب، وقد يشمل واحداً أو أكثر من التالي:
- المضادات الحيوية أو مضادات الفطريات: للعدوى البكتيرية أو الفطرية.
- الأدوية المضادة للالتهاب ومسكنات الألم: لتقليل الألم والتورّم.
- الجراحة: لتثبيت الكسور، إزالة الأجسام الغريبة، أو استئصال الأورام.
- تصريف السوائل أو الخرّاج: بإبرة أو شق جراحي معقّم.
- مدرّات البول (Diuretics): إذا كان التورّم ناجماً عن فشل قلبي أو كلوي.
- العلاج الفيزيائي والتأهيل: خاصة بعد الإصابات العظمية أو العصبية.
- التدخل الطارئ: مثل مضادات السموم أو دعم التنفّس في حالات اللدغات السامّة.

مدة التعافي المتوقعة
يختلف الزمن من بضعة أيام في الحالات البسيطة إلى عدة أشهر عند الكسور أو الأورام. التزامك بتعليمات الطبيب البيطري هو العامل الأهم في تسريع الشفاء.
العناية المنزلية ومراقبة الحالة
بعد العودة من العيادة، اتّبع الإرشادات التالية:
- وفّر مكاناً هادئاً ودافئاً للقطة بعيداً عن الحيوانات الأخرى.
- احرص على إعطاء الأدوية في مواعيدها دون تأخير.
- افحص التورّم مرتين يومياً: راقب الحجم، درجة الحرارة، وأي إفرازات.
- استخدم طوق الحماية (الشنكول) لمنع القطة من لعق الجرح.
- قدّم طعاماً عالي الجودة وغنيّاً بالبروتين لدعم المناعة والشفاء.
- اتصل بالطبيب فوراً إذا لاحظت عودة التورّم أو ظهور أعراض جديدة.

نصائح للوقاية
- إبقاء القطة داخل المنزل لحمايتها من الحوادث واللدغات.
- الفحص الدوري للكفوف والأرجل بعد جلسات اللعب.
- التطعيم ضد الأمراض الشائعة والالتزام بمكافحة الطفيليات.
- استخدام شبك على النوافذ لتفادي السقوط من المرتفعات.
- الحفاظ على وزن صحي لتقليل الضغط على المفاصل والأطراف.
خلاصة
قد يبدو تورّم أقدام وأرجل القطط أمراً مقلقاً، لكنه قابل للعلاج في معظم الحالات إذا تم اكتشافه مبكراً. انتبه دائماً لسلوك قطّك وتحرّكاته، ولا تتردّد في زيارة الطبيب البيطري عند أول علامة غير طبيعية. تذكّر: الوقاية والرعاية اليومية هما خط الدفاع الأول للحفاظ على صحة صديقك الوفي.