دليل شامل لعلاج الإسهال عند القطط: الأسباب والأعراض والعلاجات المنزلية والبيطرية
يُعدّ الإسهال من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا لدى القطط بجميع أعمارها وسلالاتها. وعلى الرغم من أن أغلب الحالات تكون عابرة وتختفي من تلقاء نفسها، إلا أن الإسهال قد يكون في بعض الأحيان مؤشرًا على مشكلة صحية خطيرة تستدعي التدخل السريع من الطبيب البيطري. في هذا الدليل المتكامل، سنأخذك في جولة شاملة للتعرّف على أسباب الإسهال عند القطط، العلامات المصاحبة التي تدعو للقلق، خيارات العلاج المنزلية والبيطرية، وكيفية الوقاية من تكراره.

ما هو الإسهال عند القطط؟
يتّسم الإسهال بخروج براز رخو أو مائي بوتيرة أكثر تكرارًا من المعتاد، وقد يصاحبه أحيانًا مخاط أو دم. يختلف الإسهال «ذو المنشأ المعوي الدقيق» (Small Bowel) عن الإسهال «ذو المنشأ المعوي الغليظ» (Large Bowel) من حيث القوام وعدد مرات التبرز، لكن كليهما يستدعي الانتباه في حال استمراره.
كيف يبدو براز الإسهال؟
هناك مقياس شائع يُعرف باسم «مؤشر قوام البراز»، تتراوح درجاته من 1 (صلب جدًا) إلى 7 (سائل تمامًا). عادةً ما يشير الإسهال إلى درجات بين 6–7. رائحة كريهة أو وجود دم أحمر أو براز أسود قطراني تُعدّ مؤشرات طوارئ.

علامات مصاحبة تستدعي القلق
- إسهال يستمر أكثر من 24–48 ساعة.
- وجود دم أحمر أو براز أسود.
- قيء متكرر أو رغبة في التقيؤ مع عدم القدرة على الاحتفاظ بالطعام.
- خمول، نعاس أو ضعف عام.
- حمّى أو ارتفاع واضح في درجة الحرارة.
- فقدان سريع للوزن أو الجفاف (لثة جافة، عيون غائرة).
- ألم عند لمس البطن أو مواء مستمر بسبب الانزعاج.

الأسباب الشائعة للإسهال عند القطط
- التغييرات الغذائية المفاجئة: التحويل السريع إلى طعام جديد أو تقديم حليب البقر.
- حساسية أو عدم تحمُّل طعام معيّن: مثل البروتينات الدجاجية أو الغلوتين.
- الإصابة الطفيلية: الديدان الأسطوانية، الشريطية، الجيارديا أو الكوكسيديا.
- العدوى البكتيرية أو الفيروسية: سالمونيلا، إي كولاي، فيروس البانليكوبينيا.
- التهاب الأمعاء المزمن (IBD): خلل مناعي يسبب تهيّجًا مستمرًا في جدار الأمعاء.
- تناول سموم أو أدوية معيّنة: مسكنات بشرية، نباتات سامة، مواد تنظيف.
- اضطرابات جهازية: أمراض الكبد، الكلى، فرط نشاط الغدة الدرقية، أو السرطان.
- التوتر النفسي: الانتقال لمنزل جديد، وصول حيوان جديد، أو تغييرات روتينية مفاجئة.

العلاجات المنزلية الآمنة (بعد استشارة الطبيب)
ملحوظة: قبل تجربة أي علاج منزلي، استشر الطبيب البيطري للتأكد من عدم وجود حالة طارئة.
- الصيام القصير: الامتناع عن تقديم الطعام لمدة 12–18 ساعة للقطط البالغة السليمة (لا يُنصح به للقطط الصغيرة أو المسنّة).
- الحمية اللطيفة (Bland Diet): دجاج مسلوق منزوع الجلد والعظم مع أرز أبيض مسلوق، يُقدَّم على شكل وجبات صغيرة كل 4–6 ساعات.
- إضافة الألياف: ملعقة صغيرة من اليقطين (القرع) المعلّب غير المحلّى، تساعد في تنظيم حركة الأمعاء.
- المكملات البروبيوتيكية: لتحفيز البكتيريا النافعة واستعادة توازن الفلورا المعوية.
- محلول الإلكتروليت: يمكن تحضيره منزليًا أو شراؤه، ويقدَّم بكمية قليلة للحفاظ على ترطيب الجسم.

كيف تحمي قطك من الجفاف؟
الجفاف هو أخطر مضاعفات الإسهال. جرّب النصائح التالية:
«اضغط بلطف على الجلد عند مؤخرة رقبة قطك؛ إذا لم يرجع إلى مكانه بسرعة، فهذه علامة جفاف تستدعي مراجعة الطبيب فورًا.»
- وفّر أوعية مياه نظيفة موزعة في أركان المنزل.
- أضف مرق دجاج خالٍ من الملح إلى ماء الشرب لجعله أكثر استساغة.
- استخدم نافورة مياه متحركة؛ كثير من القطط تفضّل الماء الجاري.
- استشر الطبيب حول الحقن تحت الجلد بإلكتروليتات في المنزل للحالات المزمنة.

التشخيص والعلاج البيطري
إذا استمر الإسهال أو ظهر أي من العلامات الطارئة، سيلجأ الطبيب إلى:
- تحليل البراز: للكشف عن الطفيليات أو البكتيريا.
- تحاليل الدم: تقييم وظائف الكبد، الكلى، ومؤشرات الالتهاب.
- الأشعة (X-Ray) أو السونار: لاستبعاد انسداد معوي أو وجود جسم غريب.
- التنظير المعوي / الخزعات: للحالات المزمنة المرهقة أو عند الاشتباه في IBD أو الأورام.
الأدوية الشائعة التي قد يصفها الطبيب
- مضادات حيوية مثل الميترونيدازول عند الاشتباه بعدوى بكتيرية.
- مضادات طفيلية واسعة الطيف (فيدبندازول، برازيكوانتيل).
- مضادات التشنج ومعدلات الحركة مثل لوبيراميد (تُستخدم بحذر شديد).
- أدوية مضادة للالتهاب أو مثبطات مناعة في حالة IBD.
- سوائل وريدية لإعادة توازن الإلكتروليتات في الحالات الشديدة.
الوقاية من تكرار الإسهال
درهم وقاية خير من قنطار علاج. التزم بما يلي:
- تغيير الطعام تدريجيًا خلال 7–10 أيام.
- استخدام طعام عالي الجودة يناسب عمر القط واحتياجاته.
- إجراء فحص براز دوري (مرتين سنويًا) لاكتشاف الطفيليات.
- التطعيمات الدورية وحفظ سجل بيطري محدّث.
- إزالة أي نباتات أو مواد تنظيف سامة من متناول القط.
- تقليل التوتر من خلال توفير أماكن اختباء وألعاب تحفيزية.

متى يجب الذهاب فورًا إلى الطبيب البيطري؟
اتصل بالطبيب فورًا إذا لاحظت:
- دم أحمر أو براز أسود قطراني.
- قيء متكرر مصحوب بالإسهال.
- توقف القط عن الأكل والشرب تمامًا.
- انتفاخًا شديدًا أو ألمًا عند لمس البطن.
- درجة حرارة أعلى من 40° مئوية.
- خمولًا شديدًا أو انهيارًا.
«التدخل المبكر قد ينقذ حياة قطك ويمنع مضاعفات خطيرة مثل الفشل الكلوي أو تسمم الدم.»
الخلاصة
الإسهال عند القطط عرضٌ شائع وله أسباب عديدة تبدأ من تغييرات بسيطة في النظام الغذائي وصولًا إلى أمراض خطيرة. المراقبة الدقيقة، ترطيب الجسم، واللجوء إلى استشارة بيطرية مبكرة، هي مفاتيح التعامل الآمن مع هذه المشكلة. باتباع النصائح الواردة في هذا الدليل—من الحمية اللطيفة وحتى العلاج البيطري المتخصص—يمكنك مساعدة قطك على التعافي سريعًا والعودة إلى حياته الطبيعية.
المراجع
- طبيب بيطري مختص. “أسباب الإسهال عند القطط وكيفية علاجه.” , 2023-05-03. www.veterinarypartner.com
- عيادة الحيوانات الأليفة. “علامات وأعراض الإسهال عند القطط.” , 2022-11-05. www.petclinic.com