دليل شامل لحماية خيلك من التسمم بنبات الغار
قد تبدو شجيرات الغار (اللوريل) بأزهارها الوردية والبيضاء إضافة جميلة للطبيعة، لكنها تُخفي في أوراقها وأغصانها سمًّا فتاكًا للخيول. في هذا الدليل الموسَّع نتعمق في كل ما تحتاج معرفته عن التسمم بنبات الغار؛ من التعرف على الأنواع السامة مرورًا بالأعراض وطرق التشخيص ووصولًا إلى العلاج والوقاية.

ما هو التسمم بنبات الغار لدى الخيول؟
يحدث التسمم عندما تلتهم الخيول أجزاء من نباتات الغار المختلفة؛ حيث تحتوي هذه النباتات على مركبات الجرايانوتوكسين التي تؤثر مباشرة في الجهازين الهضمي والعصبي، وقد تسبب بطئًا في نبض القلب وانخفاض ضغط الدم وحتى الوفاة إذا لم يُعالج الحصان بسرعة.
أنواع الغار الأكثر خطورة على الخيول
- غار الجبل (Kalmia latifolia)
- غار الأغنام أو غار الخراف (Kalmia angustifolia)
- غار كاليفورنيا (Umbellularia californica)
- وغيرها من الأنواع الزخرفية التي تنتمي إلى الفصيلة الخلنجية
تُعد جميع أجزاء هذه النباتات سامة، إلا أن الأوراق الخضراء هي الأكثر تركيزًا بالسموم.
كيف يحدث التسمم؟
تكفي كمية ضئيلة تعادل 0.2٪ من وزن الجسم (أي نحو 1 كجم لحصان يزن 500 كجم) لإظهار الأعراض. تزيد احتمالية التسمم في:
- مواسم الجفاف عندما تقل الأعشاب ويتوجه الحصان إلى النباتات الشجرية.
- المراعي القريبة من الغابات أو الحدائق المنزلية المزروعة باللوريل.
- حالات تقليم الأغصان وتركها في متناول الخيول.

علامات وأعراض التسمم بنبات الغار
أعراض مبكرة
- سيلان اللعاب بشكل مفرط
- مغص خفيف أو متوسط الشدة
- غثيان وتقيؤ (قد تبتلع الخيول قيئها ولا يُلاحظ)
- إسهال مائي أو مختلط برغوة
- قشعريرة وارتجاف عضلي
أعراض متقدمة وخطرة
- تباطؤ معدل ضربات القلب (أقل من 28 نبضة/دقيقة)
- عدم انتظام التنفس أو صعوبة التقاط النفس
- ضعف عام وانهيار الحصان أرضًا
- ارتعاشات عصبية أو تشنجات
- غيبوبة وقد تنتهي بالوفاة خلال 24 ساعة إذا لم يُقدَّم العلاج
تنبيه: كلما بُدئ العلاج مبكرًا زادت فرص نجاة الحصان وتقليل المضاعفات الطويلة الأمد.
التشخيص: كيف يؤكد الطبيب البيطري الإصابة؟
يعتمد التشخيص على:
- تاريخ تواجد الحصان في منطقة تحتوي على الغار.
- ملاحظة بقايا أوراق الغار في الفم أو في محتويات المعدة بعد عمل غسيل معدي.
- إجراء تخطيط كهربائي للقلب (ECG) للكشف عن بطء القلب وعدم انتظامه.
- تحاليل الدم لتقييم مستويات الإلكتروليتات ووظائف الكبد والكلى.

العلاج والإسعافات الأولية
يُعَد التسمم بنبات الغار حالة طبية طارئة. نلخص هنا بروتوكول العلاج المعتاد:
- منع امتصاص السم: إعطاء فحم نشط عن طريق خرطوم أنفي معدي، ثم حقن زيت معدني للمساعدة في طرد بقايا النبات.
- دعم الدورة الدموية: تعليق سوائل وريدية للحفاظ على ضغط الدم ومنع الجفاف.
- علاج بطء القلب: قد يستخدم الطبيب البيطري الأتروبين أو أدوية مشابهة لرفع معدل ضربات القلب.
- السيطرة على التشنجات: يعطي الطبيب مهدئات أو مضادات تشنج مثل الديازيبام.
- مراقبة مستمرة: فحص العلامات الحيوية كل ساعة حتى استقرار الحالة.

التعافي والتوقعات المستقبلية
إذا حصل الحصان على الرعاية المناسبة خلال الساعات الأولى، تكون نسبة النجاة مرتفعة ويُتوقع الشفاء التام خلال 48–72 ساعة. ومع ذلك، قد تستمر اضطرابات نبض القلب الخفيفة أو ضعف الأمعاء لبضعة أيام، لذا يُنصح بعدم إعادة الحصان إلى العمل الشاق إلا بعد مراجعة الطبيب البيطري.
طرق الوقاية وحماية الخيل
- إزالة أو تسييج أي شجيرات غار في المراعي أو على مقربة منها.
- توفير علف كافٍ وخاصة في فترات الجفاف لتقليل نزعة الحصان إلى أكل النباتات العشوائية.
- التخلص من مخلفات تقليم الغار فورًا وبعيدًا عن متناول الخيل.
- تدريب العاملين في الإسطبل على التعرف على نباتات الغار السامة.

أسئلة شائعة
هل يمكن أن يتسمم الحصان لمجرد مضغ القليل من أوراق الغار؟
نعم، فكمية صغيرة قد تكفي لإظهار الأعراض، لذا يجب التعامل مع أي ابتلاع محتمل بجدية.
هل يمكن للحصان أن يتعافى تلقائيًا دون علاج بيطري؟
من النادر أن يتعافى الحصان وحده، لأن السم يؤثر بسرعة في القلب والجهاز العصبي. العلاج السريع ضروري لتفادي المضاعفات الخطرة.
ما المدة الآمنة قبل إعادة الحصان إلى التدريب بعد التسمم؟
يُفضل الانتظار أسبوعًا بعد اختفاء الأعراض وإجراء فحص بيطري نهائي للتأكد من استقرار وظائف القلب والجهاز الهضمي.
حماية الخيل تبدأ بالوعي؛ فاحرص على مراقبة البيئة المحيطة بخيلك والتواصل الدائم مع الطبيب البيطري عند الاشتباه في أي تسمم.