دليل شامل لاستخدام زيت الـ CBD للقطط: الفوائد، الأمان، وكيفية الاختيار الصحيح
ارتفع الاهتمام بمنتجات الكانابيديول (CBD) المخصصة للحيوانات الأليفة، وخصوصاً القطط، بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة. ولكن قبل إضافة أي مكمل غذائي جديد إلى روتين قطك، من الضروري فهم ماهية الـ CBD، مدى أمانه، وكيفية استخدامه بطريقة علمية وآمنة.

ما هو الـ CBD؟
الـ CBD هو أحد المكوّنات النشطة الموجودة في نبات القنب الصناعي (Hemp)، ويختلف تماماً عن مركب التيتراهيدروكانابينول (THC) المسؤول عن التأثير النفسي للنبات. تُنتَج معظم منتجات الـ CBD للحيوانات الأليفة من القنب الصناعي الذي يحتوي قانونياً على أقل من 0.3٪ من الـ THC.
الفرق بين الـ CBD والـ THC
- الـ THC يسبب “النشوة” وله سمّية مؤكدة للحيوانات؛ بينما لا يملك الـ CBD هذا التأثير.
- الـ CBD يتفاعل مع نظام القنب الداخلي في جسم القطط لتنظيم الألم والمزاج والمناعة من دون تغيير إدراكها.
كيف يعمل نظام القنب الداخلي لدى القطط؟
يمتلك القط نظاماً بيولوجياً يسمى نظام القنب الداخلي (ECS) يضمّ مستقبلات منتشرة في الدماغ، والأعصاب المحيطية، والأعضاء الرئيسة. عندما يرتبط الـ CBD بهذه المستقبلات، قد يساعد في:
- تعديل الإشارات العصبية المرتبطة بالألم.
- توازن الجهاز المناعي وتقليل الالتهاب.
- تنظيم الدورات اليومية مثل النوم والشهية.

الفوائد المحتملة لزيت الـ CBD للقطط
رغم أن الأبحاث ما تزال محدودة، تشير التقارير السريرية والملاحظات من الأطباء البيطريين إلى إمكانية استفادة القطط من الـ CBD في الحالات التالية:
- إدارة الألم المزمن: مثل التهاب المفاصل التنكّسي أو الإصابات.
- تقليل نوبات الصرع: خاصةً مع القطط المقاومة للأدوية التقليدية.
- تهدئة القلق والتوتر: خلال السفر، زيارات الطبيب البيطري، أو وجود ضوضاء مرتفعة.
- تحسين الشهية واضطرابات الجهاز الهضمي: مثل التهاب الأمعاء المزمن.
- دعم مرضى السرطان: للمساعدة في الإحساس بالراحة وتقليل الغثيان المصاحب للعلاج.
ماذا تقول الدراسات العلميّة؟
أجريت أغلب الدراسات على الكلاب أو في المختبر، لكن النتائج الأولية واعدة وتشير إلى تحمل جيد للـ CBD، مع انخفاض ملحوظ في الألم والتشنجات. إحدى الدراسات الصغيرة لاحظت ارتفاع مستوى إنزيم الكبد ALT لدى بعض القطط بجرعات مرتفعة، ما يؤكد أهمية المتابعة البيطرية.

هل الـ CBD آمن للقطط؟
بشكل عام، يُعَد الـ CBD آمناً عند استخدامه تحت إشراف طبيب بيطري. إلا أن السلامة تعتمد على عوامل عدة:
الجرعة
الجرعات المرتفعة قد تؤدي إلى:
- الهدوء المفرط أو الخمول.
- اضطرابات المعدة «قيء أو إسهال».
- تغيرات في إنزيمات الكبد.
التداخلات الدوائية
قد يؤثر الـ CBD في إنزيمات الكبد التي تستقلب بعض الأدوية، مثل مضادات الصرع وأدوية القلب، ما يتطلب تعديل الجرعات أو مراقبة إضافية.
وجود الـ THC
حتى الكميات الصغيرة من الـ THC قد تسبّب رُعاشاً، قِلّة تنسيق حركي، وزيادة إفراز اللعاب لدى القطط. لذلك احرص على اختيار منتجات خالية تماماً من الـ THC.

كيفية اختيار منتج CBD عالي الجودة
ليست كل المنتجات متساوية، ولأن إدارة الغذاء والدواء FDA لا تنظّم سوق الـ CBD للأليفة بعد، يقع العبء على المربي في اختيار المنتج المناسب. ضع في الاعتبار المعايير التالية:
- شهادة تحليل (COA): تقرير مخبري من جهة مستقلة يبين تركيز الـ CBD وخلو المنتج من الملوثات والمعادن الثقيلة.
- المصدر: قنب صناعي مزروع عضوياً وخالٍ من المبيدات.
- الطيف العريض أو المعزول: لتجنب أي نسبة من الـ THC.
- النكهات والإضافات: ابتعد عن الزيوت العطرية (مثل زيت شجرة الشاي) أو المُحليات التي قد تكون سامة للقطط.

أشكال تقديم الـ CBD للقطط
تتوفر منتجات الـ CBD بأشكال متعددة، ولكل منها مميزات:
- الزيوت/الصبغات: تسمح بضبط الجرعة بدقة ويمكن وضعها مباشرة في الفم أو على طعام رطب.
- الحلوى والمضغ: خيار عملي للقطط التي ترفض القطارة، لكن جرعتها ثابتة ولا تسمح بتعديل سريع.
- الكبسولات: غالباً ما تكون خالية من النكهات ولكن يصعب إعطاؤها لبعض القطط.
- المستحضرات الموضعية: تُطبَّق على الجلد لعلاج موضعي مثل التهاب المفاصل في المفاصل الطرفية.
كيفية حساب الجرعة المثالية
لا توجد جرعة موحّدة، لكن القاعدة الذهبية هي “ابدأ بجرعة منخفضة وتدرّج ببطء”:
- ابدأ بـ 1 ملغ من الـ CBD لكل كغ من وزن القط في اليوم.
- قسّم الجرعة على مرتين صباحاً ومساءً لثبات مستوى المركب في الدم.
- راقب السلوك والشهية خلال أسبوع، ثم زِد الجرعة تدريجياً حتى تلاحظ تحسناً أو تصل إلى الجرعة القصوى المقترحة (عادةً 2-4 ملغ/كغ).

المراقبة والمتابعة
دوّن في سجل يومي:
- الجرعة والتوقيت.
- أي تغيّر في الشهية أو السلوك.
- أعراض جانبية محتملة.
بعد 4-6 أسابيع، حدِّد موعد متابعة مع الطبيب البيطري لإعادة تقييم الحالة وربما إجراء اختبار دم للاطمئنان على وظائف الكبد.
ماذا تفعل عند ظهور أعراض غير مرغوبة؟
أوقف المنتج فوراً واطلب مشورة الطبيب البيطري، خاصةً إذا لاحظت:
- قيئاً مزمناً أو إسهالاً شديداً.
- هزّات عضلية أو ترنّحاً.
- ارتفاع معدل ضربات القلب أو صعوبة تنفّس.
خلاصة
يقدّم زيت الـ CBD خياراً واعداً لدعم صحة القطط، لكنه ليس علاجاً سحرياً. استشر الطبيب البيطري دائماً، واختر منتجات عالية الجودة، وابدأ بجرعات منخفضة مع متابعة دقيقة. بهذه الخطوات يمكن أن يستفيد قطك من الفوائد المحتملة للـ CBD بأمان وفعالية.
المراجع
- المكتبة الوطنية الأمريكية للطب. “التأثيرات السريرية للكانابيديول على الحيوانات الأليفة.” , 2021-06-10. pubmed.ncbi.nlm.nih.gov