مدة اللعب المثالية مع قطّك كل يوم
اللعب ليس مجرد رفاهية للقطط؛ بل هو ضرورة صحية وسلوكية تساعدها على تفريغ طاقتها الطبيعية في الصيد، والحفاظ على لياقتها البدنية، وتقوية الرابطة بينها وبين مُربيها. في هذا الدليل سنجيب عن السؤال الشائع: «كم من الوقت يجب أن ألعب مع قطّي يوميًا؟» وسنستعرض أفضل الممارسات لجعل جلسات اللعب ممتعة وآمنة لكلا الطرفين.
لماذا يُعدّ اللعب ضروريًا للقطط؟
يُحاكي اللعب سلوك الصيد الفطري للقطط، ما يُنشّط ذهنها ويقوّي عضلاتها. كما يقيها من الملل والسمنة ويقلّل من السلوكيات غير المرغوبة مثل العض أو الخدش الزائد للأثاث. تُظهر الدراسات البيطرية أن القطط التي تتلقى جرعة يومية كافية من التحفيز الجسدي والذهني تتمتع بصحة أفضل وعمر أطول.
ما المدة الموصى بها للعب يوميًا؟
لا توجد مدة ثابتة تنطبق على جميع القطط؛ إذ تختلف الحاجة إلى اللعب تبعًا للعمر، والحالة الصحية، والمزاج، ومستوى الطاقة. ومع ذلك يُوصي الأطباء البيطريون بهذه الإرشادات العامة:
القطط الصغيرة (أقل من 6 أشهر)
- تحتاج إلى 30–60 دقيقة من اللعب التفاعلي يوميًا، مقسّمة إلى جلسات قصيرة (5–10 دقائق) لتناسب قدرتها المحدودة على التركيز.
- ركز على ألعاب الصيد الخفيف التي تسمح لها بالقفز والمطاردة دون إجهاد مفاصلها.

القطط البالغة (6 أشهر – 7 سنوات)
- تستفيد من 20–40 دقيقة يوميًا، مقسّمة إلى جلستين أو ثلاث.
- يمكن إضافة ألعاب ذهنية مثل الألغاز الغذائية لزيادة التحدي.

القطط الكبيرة في السن (أكثر من 7 سنوات)
- لا تزال بحاجة إلى 15–30 دقيقة يوميًا، مع مراعاة الإيقاع البطيء والمفاصل الحساسة.
- استخدم ألعابًا لينة وخفيفة الوزن، وشجعها على التمدد والحركة اللطيفة.

اختيار الألعاب المناسبة
يُفضَّل التنويع بين الألعاب لإبقاء القط متحمسًا:
- عصا الريش أو «السنارة» لمحاكاة الطيور.
- كرات صغيرة خفيفة تتيح المطاردة.
- ألعاب مُعبّأة بالـ«كات نيب» لتحفيز الشم.
- ألغاز غذائية تُخرِج المكافآت عند تحريكها.

علامات تدل على أن قطّك مستعد للعب أو قد اكتفى
مستعد للعب: تغير واضح في وضعية الجسد (خفض الرأس ورفع المؤخرة)، حركات ذيل نشطة، اتساع حدقة العين، إصدار مواء متكرر.
اكتفى من اللعب: توقف عن مطاردة اللعبة، لعق الفراء بشكل مفرط، إدارة الرأس أو الجسم بعيدًا، أو انسحاب إلى مكان هادئ.
نصائح لجعل جلسات اللعب أكثر فعالية
- جدولة اللعب في أوقات ذروة نشاط القط (عادةً عند الفجر والغسق).
- تدوير الألعاب أسبوعيًا لمنع الملل.
- إنهاء كل جلسة بفريسة «واقعية»—مثل مكافأة غذائية صغيرة—لتقليد دورة الصيد الكاملة.
- تجنّب استخدام اليدين أو القدمين كألعاب حتى لا يعتاد القط العض.
- استشر طبيبك البيطري إذا لاحظت خمولًا مفاجئًا أو عدوانية مفرطة أثناء اللعب.

«اللعب المنتظم لا يحافظ على وزن قطك فقط، بل يحد أيضًا من المشكلات السلوكية المرتبطة بالملل والإجهاد» — د. ليلى السالمي، طبيبة بيطرية.
أخطاء شائعة يجب تجنبها
- تشغيل الليزر دون السماح للقط بإمساك مكافأة ملموسة في النهاية، ما قد يسبب إحباطًا لديه.
- ترك الألعاب الخيطية دون إشراف؛ قد تبتلعها القطط.
- الإفراط في اللعب حتى الإنهاك، خاصةً مع القطط الصغيرة أو الكبيرة سنًا.
الخلاصة
يتطلب ضمان سعادة قطك وصحته تخصيص وقت يومي للعب التفاعلي. استهدف 20–60 دقيقة وفقًا لعمره ومستوى نشاطه، وقسّمها إلى جلسات متعددة، واستخدم مزيجًا من الألعاب الجسدية والذهنية. بهذه الطريقة ستبقى قطتك رشيقة ومرحة، وستقوى الرابطة بينكما أكثر يومًا بعد يوم.