دليلك الشامل لفهم وعلاج نقص عوامل التجلط عند القطط
يُعَدّ نظام التجلط في جسم القط آلية دفاعية معقَّدة تمنع فقدان الدم الزائد عند حدوث جروح أو إصابات. لكن عندما يحدث خلل في أحد بروتينات هذا النظام – والتي تُسمّى «عوامل التجلط» – تصبح القطط أكثر عُرضة للنزيف الداخلي والخارجي على حدّ سواء. في هذا الدليل، سنشرح بالتفصيل أسباب نقص عوامل التجلط، أعراضه، طرق التشخيص والعلاج، إضافة إلى نصائح وقائية مهمة لكل مُربي قطط.

ما هو نقص عوامل التجلط؟
نقص عوامل التجلط (Coagulation Factor Deficiency) هو حالة تنتج عن غياب أو انخفاض أحد البروتينات المسؤولة عن تكوين الخثرة الدموية. يمكن أن يكون هذا النقص:
- وراثيًّا: يولد القط وهو يفتقد إلى عامل تجلط معين بسبب خلل جيني.
- مكتسبًا: يظهر خلال الحياة نتيجة أمراض أخرى مثل أمراض الكبد أو التسمم بمضادات التخثّر.
لماذا تحدث حالات نقص عوامل التجلط؟
ترجع أسباب نقص عوامل التجلط إلى ثلاثة محاور رئيسية:
- عوامل جينية موروثة: مثل الهيموفيليا B (نقص العامل IX) والتي تُشاهد غالبًا في السلالات قصيرة الشعر.
- أمراض الجهاز الكبدي والصفراوي: إذ يَنتج معظم عوامل التجلط في الكبد؛ وعند تعطُّل وظائفه يتراجع إنتاج هذه البروتينات.
- التسمم بمضادات التخثّر: تعرض القط لسموم الفئران أو بعض الأدوية قد يمنع إعادة تدوير فيتامين K الضروري لتكوين عوامل II و VII و IX و X.

أهم عوامل التجلط التي قد تنقص لدى القطط
لا تُصاب جميع القطط بالعامل نفسه، لكن العوامل التالية هي الأكثر شهرة:
- العامل الثاني (Prothrombin)
- العامل السابع
- العامل التاسع (مرتبط بالهيموفيليا B)
- العامل الثاني عشر
- العامل الثامن (مرتبط بالهيموفيليا A، وإن كان أقل شيوعًا لدى القطط)
الأعراض والعلامات الإكلينيكية
تختلف الأعراض باختلاف شدة النقص، لكنها عادةً تشمل:
- نزيف من اللثة أو الأنف
- كدمات أو نقاط نزف صغيرة تحت الجلد (Petechiae)
- دم في البول أو البراز
- نزيف مفرط بعد عمليات بسيطة مثل قص الأظافر أو التعقيم
- ضعف عام وخمول نتيجة فقر الدم
قد يكون النزيف الداخلي غير مرئي للعين، لذا تُعَدّ المراقبة الدقيقة لسلوك القط وطاقته اليومية أمرًا حاسمًا.
كيفية التشخيص
يعتمد الطبيب البيطري على مجموعة من الفحوص للتوصل إلى التشخيص النهائي:
- الفحص السريري: ملاحظة أي علامات نزف موضعي أو عام.
- صورة الدم الكاملة (CBC): لتقييم فقر الدم وعدد الصفائح.
- زمن البروثرومبين (PT) وزمن الثرومبوبلاستين المُفعَّل (aPTT): لفحص مساري التجلط الخارجية والداخلية.
- اختبارات وظائف الكبد: لاستبعاد الأمراض الكبدية.
- قياس نشاط العامل المحدد: عبر مخابر متخصصة لتحديد العامل الناقص بدقة.
- الاختبارات الجينية: متوفرة لبعض السلالات والعوامل الوراثية.

خيارات العلاج والرعاية
1. التدخل العاجل للنزيف الشديد
يتضمن ذلك نقل دم كامل أو بلازما طازجة مجمَّدة لتعويض عوامل التجلط المفقودة بسرعة.
2. دعم فيتامين K
في حالات التسمم بمضادات التخثّر، يُعطى فيتامين K1 عن طريق الفم أو الحقن لمدة لا تقل عن 3 – 4 أسابيع.
3. معالجة السبب الأساسي
إذا كان الكبد مصابًا، فإن علاج التهاب الكبد أو الشحوم الكبدية يُحسّن التجلط تدريجيًا.
4. العناية المنزلية
- منع الأنشطة العنيفة لتقليل خطر الرضوض.
- فحص الفم والأذنين والأظافر دوريًا لرصد أي نزف مبكر.
- استخدام رمل قطط خالٍ من الغبار لتجنب تهيّج الجهاز التنفسي.

طرق الوقاية ودور التغذية
لا يمكن الوقاية من العوامل الوراثية بالكامل، لكن يمكن:
- إجراء فحص جيني قبل التزاوج لاستبعاد الحاملين للطفرة.
- توفير نظام غذائي متوازن غني بفيتامين K ومضادات الأكسدة.
- إبعاد القطط عن مبيدات القوارض والأدوية البشرية غير الموصوفة لها.

متى يجب استشارة الطبيب البيطري؟
استشر الطبيب فورًا إذا لاحظت:
- نزيفًا لا يتوقف خلال دقيقتين.
- بولاً أو برازًا مدمّى.
- كدمات متزايدة أو بقعًا حمراء تحت الجلد.
- خمولًا شديدًا أو لثة شاحبة.
أسئلة شائعة
1. هل يمكن أن تُشفى القطط من نقص عوامل التجلط؟
ذلك يعتمد على نوع النقص. النقص الوراثي مزمن ويحتاج إلى إدارة مستمرة، بينما النقص المكتسب قد يُشفَى بعد علاج السبب.
2. هل يُسمح بتطعيم القطط المصابة؟
نعم، لكن تحت إشراف بيطري دقيق مع ضغط موضعي مطوَّل بعد الحقن.
3. كم تبلغ تكلفة العلاج بالبلازما؟
تتفاوت التكلفة حسب المنطقة وتوافر بنوك الدم، لكنها عادةً أعلى من عمليات نقل الدم التقليدية.
4. هل يؤثر نقص التجلط على متوسط عمر القط؟
إذا تم التحكم بالنزيف وعلاج السبب، يمكن للقط أن يعيش حياة طبيعية تقريبًا.
5. هل هناك أغذية تجارية خاصة لهذه الحالة؟
لا توجد وصفات تجارية مخصصة، لكن يوصى بأطعمة عالية الجودة ومدعَّمة بالفيتامينات.
الخلاصة
نقص عوامل التجلط في القطط حالة خطيرة لكنها قابلة للإدارة عند الاكتشاف المبكر والعلاج الصحيح. احرص على متابعة قطك دوريًا، وتواصل مع الطبيب البيطري عند ظهور أي علامة نزيفية. الرعاية المنزلية السليمة والتغذية المتوازنة تلعبان دورًا كبيرًا في تحسين جودة حياة قطك.