دليلك الشامل لفهم مرض الدودة القلبية في القطط
هل تعلم أن الدودة القلبية لم تعد مرضًا خاصًا بالكلاب فقط؟ على الرغم من ندرة الحالات مقارنة بالكلاب، فإن القطط يمكن أن تصاب أيضًا بطفيلي Dirofilaria immitis الذي يهدد صحة قلبها ورئتيها. هذا الدليل المفصل يقدّم لك كل ما تحتاج لمعرفته حول الأسباب، الأعراض، التشخيص، العلاج وطرق الوقاية لحماية قطتك.

ما هي الدودة القلبية؟
الدودة القلبية هي دودة أسطوانية طفيلية تنتقل عبر لدغة البعوضة المصابة. بعد دخولها مجرى الدم، تستقر في القلب والأوعية الدموية الكبيرة، مسببة التهابات وأضرارًا قد تكون قاتلة إذا لم تُكتشف مبكرًا.
دورة حياة الدودة القلبية
تمر الدودة القلبية بعدة مراحل قبل أن تصبح بالغة في جسم القطة:
- تلتقط البعوضة يرقات الدودة (microfilariae) عند لدغها لحيوان مصاب.
- تتطور اليرقات داخل البعوضة لمدة 10–14 يومًا لتصبح معدية.
- عند لدغ البعوضة لقطة سليمة، تدخل اليرقات تحت جلدها ثم تنتقل عبر الأوعية الدموية.
- تستقر اليرقات في القلب والشرايين الرئوية حيث تنمو إلى دود بالغة بطول يصل إلى 30 سم خلال 6–8 أشهر.
- تعيش الديدان البالغة ما بين سنتين إلى أربع سنوات في القطط.

كيف تُصاب القطط بالدودة القلبية؟
يحدث انتقال العدوى بشكل رئيسي عن طريق لدغات البعوض الحامل لليرقات. قد تكون القطط التي تعيش داخل المنازل أقل عرضة، إلا أن البعوض يمكنه الدخول عبر الأبواب المفتوحة أو النوافذ غير المحمية، ما يجعل كل القطط عرضة بدرجات متفاوتة، خاصة في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية أو القريبة من المسطحات المائية.
أعراض مرض الدودة القلبية في القطط
قد تكون الأعراض خفية أو تشبه أمراضًا أخرى في الجهاز التنفسي والقلب. إليك أهم العلامات التي يجب مراقبتها:
أعراض خفيفة إلى متوسطة
- سعال متقطع أو مزمن
- عطس أو صفير أثناء التنفس
- قيء متكرر غير مبرَّر
- خمول وفقدان الشهية
- فقدان وزن تدريجي
أعراض متقدمة وخطيرة
- صعوبة شديدة في التنفس (ضيق نفس)
- انهيار مفاجئ أو شلل مؤقت
- نوبات تشبه الصرع أو أعراض عصبية
- سكتة قلبية أو موت مفاجئ، خاصة بعد مجهود بدني

تشخيص مرض الدودة القلبية
التشخيص الدقيق يُعد تحديًا لأن عدد الديدان في القطط غالبًا أقل منه في الكلاب، وقد لا تنتج القطط microfilariae في مجرى دمها. يعتمد الأطباء عادةً على مجموعة من الوسائل:
- اختبار الأجسام المضادة: يكتشف استجابة الجهاز المناعي للطفيلي.
- اختبار المستضد: يكتشف بروتينات خاصة بالإناث البالغة، لكن نتيجته قد تكون سلبية في حالات الإصابة بذكور فقط أو ديدان قليلة العدد.
- الأشعة السينية: توضح تغيرات في حجم القلب أو أنماط تدفق الدم في الرئتين.
- الموجات فوق الصوتية (الإيكو): قد تُظهر الديدان مباشرة داخل القلب أو الشرايين الرئوية.
- تحليل الدم الكامل: يساعد في تقييم الالتهاب أو فرط الحمضات.
يجمع الطبيب البيطري بين النتائج السريرية والفحوصات المعملية والصورية للوصول إلى تشخيص دقيق.
خيارات العلاج المتاحة
على عكس الكلاب، لا يوجد دواء مُعتمد لقتل الديدان البالغة في القطط بأمان تام. لذلك يركّز العلاج على:
- العلاج الداعم: كورتيكوستيرويدات لتخفيف الالتهاب، برونكوديلاتورات لتحسين التنفس، وسوائل وريدية عند الحاجة.
- المراقبة الدورية: تصوير بالأشعة أو الإيكو كل 6–12 شهرًا لمتابعة تطور الحالة.
- الجراحة: إزالة الديدان باستخدام قسطرة خاصة في الحالات الحرجة التي تهدد الحياة.
- الأدوية الوقائية الشهرية: تساعد في قتل اليرقات الجديدة وتمنع دورة حياة إضافية.
تذكر: حتى لو ماتت الديدان تلقائيًا بمرور الوقت، فقد يترك وجودها ندوبًا دائمة في الرئتين.

الوقاية وحماية قطتك
الوقاية أسهل وأقل تكلفة بكثير من العلاج:
- أدوية وقائية شهرية: منتجات تحتوي على ivermectin أو selamectin أو moxidectin موصى بها من قِبل الطبيب.
- مكافحة البعوض: تركيب شبكات على النوافذ، استخدام مراوح أو مبيدات آمنة للطرد، وتجفيف أي برك مياه راكدة.
- فحوصات دورية: إجراء اختبار دم سنوي حتى مع الاستمرار في الوقاية.
- الحد من الخروج في أوقات الذروة: إبقاء القطة داخل المنزل عند الغسق والفجر حيث يكثر نشاط البعوض.

أسئلة شائعة
هل يمكن أن تتعافى القطط من الدودة القلبية دون علاج؟
في بعض الأحيان تموت الديدان بعد سنتين إلى أربع سنوات، إلا أن الأضرار التي تخلّفها في الرئتين قد تكون دائمة. التدخل الطبي والمتابعة أمران حاسمان لتقليل المضاعفات.
هل ينتقل مرض الدودة القلبية إلى البشر؟
إصابة الإنسان نادرة جدًا ولا تتطور الدودة بشكل كامل. ومع ذلك، قد تسبب آفات عُقدية في الرئتين تُكتشف عادةً بالصدفة في صور الأشعة.
ما المدة التي يحتاجها الدواء الوقائي ليصبح فعالًا؟
الأدوية الوقائية مصممة لقتل اليرقات في مراحلها المبكرة، لذا يجب إعطاؤها شهريًا وبانتظام لضمان قتل أي يرقات مكتسبة خلال آخر 30 يومًا.
«الوقاية هي حجر الأساس لصحة قطتك. استشر الطبيب البيطري لاختيار البرنامج الوقائي الأنسب لبيئتك ونمط حياة قطتك».
خاتمة
مرض الدودة القلبية في القطط قد يكون صامتًا لكنه خطير. الفحص السنوي واعتماد برنامج وقائي منتظم يمكن أن يقيا قطتك المعاناة ويعطيها حياة طويلة وصحية. لا تتردد في استشارة طبيبك البيطري حول أي تغيّرات تلاحظها على قطتك، فالاكتشاف المبكر يوفّر الكثير من الجهد والتكاليف.