دليلك الشامل لفهم الأورام والسرطان لدى القوارض الأليفة وطرق التعامل معها
تُعد القوارض الأليفة – مثل الهامستر، الجرذان، الفئران، الديجو، وخنازير غينيا – حيوانات رقيقة تحتاج إلى رعاية خاصة. ورغم صغر حجمها وقِصَر أعمارها مقارنة بالحيوانات الأليفة الأخرى، فإنها قد تُصاب بأمراض خطيرة من أهمها الأورام والسرطانات. في هذا المقال، نأخذك في جولة مُفصلة لفهم أسباب هذه الأورام وأعراضها، وكيفية تشخيصها وعلاجها، بالإضافة إلى نصائح وقائية للمربين.

لماذا تُصاب القوارض بالأورام؟
هناك مجموعة من العوامل التي قد تزيد من احتمالية ظهور الأورام لدى القوارض:
- عوامل وراثية: تنتشر بعض السلالات التي لديها استعداد جيني لتطور الأورام، خاصة الجرذان البيضاء المستخدمة في الأبحاث.
- التقدم في العمر: معظم القوارض تعيش ما بين عامين إلى أربعة أعوام، وكلما تقدمت في السن زادت احتمالية حدوث مشكلات خلوية غير طبيعية.
- العوامل البيئية: التعرض المستمر للسموم أو المواد الكيميائية أو الدخان قد يؤدي إلى تغيُّرات خلوية تُمهِّد لنمو الورم.
- الهرمونات: لدى خنازير غينيا والهامستر، يمكن أن تؤدي الاضطرابات الهرمونية إلى تكوين أورام في الغدد اللبنية أو الأعضاء التناسلية.
- العدوى الفيروسية: بعض الفيروسات قادرة على تحفيز تغيرات جينية في خلايا القارض، بما يُسهم في تكوين أورام لاحقًا.

أعراض تشير إلى احتمال وجود ورم
من المهم رصد أي تغيُّر غير طبيعي في سلوك أو مظهر القارض، وتشمل أبرز الأعراض:
- كتل أو نتوءات: ظهور تكتلات صلبة تحت الجلد أو بالقرب من الأعضاء.
- فقدان الوزن غير المبرر: يقلّ استهلاك الطعام أو يضعف الجسم فجأة.
- نزيف أو إفرازات: خاصة في الهامستر من الأنف أو الأعضاء التناسلية.
- تساقط الشعر الموضعي: قد يشير إلى وجود ورم جلدي أو تحت الجلدي مصحوب بحكة.
- صعوبة في الحركة أو التنفس: إذا كان الورم يضغط على الأعصاب أو الأعضاء الحيوية.

تذكَّر: التشخيص المبكر يزيد نسبة الشفاء بدرجة كبيرة، فلا تتردد في زيارة الطبيب البيطري عند ملاحظة أي من الأعراض السابقة.
كيف يتم التشخيص لدى الطبيب البيطري؟
يعتمد التشخيص على الدمج بين الفحص السريري والفحوصات المختبرية والتصويرية، ويشمل عادةً:
- الفحص البدني التفصيلي: جسّ كامل للجسم للبحث عن أي كتل أو انتفاخات.
- الإبرة الرقيقة (FNA) أو الخزعة: يتم أخذ عينة صغيرة من الورم وفحصها مجهريًا لتحديد نوع الخلايا.
- الفحوصات الدموية: للكشف عن فقر الدم، العدوى الثانوية، أو مؤشرات أورام الدم (لوكيميا).
- الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية: لتحديد مدى انتشار الورم وخاصة في الأعضاء الداخلية.

طرق العلاج المتاحة
يعتمد اختيار الخطة العلاجية على نوع الورم ومرحلته، إضافة إلى عمر القارض وحالته الصحية العامة:
1. الجراحة
الخيار الأكثر شيوعًا، خصوصًا إذا كان الورم موضعيًا وغير منتشر. تُستأصل الكتلة جراحيًا ويُفحَص هامش الأنسجة للتأكد من الإزالة الكاملة.

2. العلاج الكيميائي
يستخدم عندما يتعذّر إجراء الجراحة أو في حالات الأورام المنتشرة. يتم إعطاء جرعات مخففة تناسب حجم القارض لتقليل الآثار الجانبية.
3. العلاج الإشعاعي
أقل شيوعًا لدى القوارض لصعوبة التحكم بالجرعات على جسم صغير، لكنه ممكن في مراكز بيطرية متخصصة.
4. الرعاية الداعمة
تشمل مسكنات الألم، المضادات الحيوية للعدوى الثانوية، وتوفير بيئة هادئة ودافئة.
الرعاية المنزلية بعد العلاج
بعد إجراء العملية أو بدء أحد بروتوكولات العلاج، اتبع النصائح التالية:
- عزل القارض عن زملائه مؤقتًا لمنع عضّ الجرح أو التسبب بعدوى.
- مراقبة الجرح يوميًا، وتطهيره بمحلول معقّم عند الحاجة.
- تقديم طعام طري غني بالبروتين للمساعدة في سرعة التعافي.
- الالتزام بجميع مواعيد المتابعة البيطرية وأي أدوية موصوفة.

كيف يمكن الوقاية أو التقليل من خطر الأورام؟
رغم أن بعض العوامل خارجة عن السيطرة، إلا أن هناك خطوات وقائية يمكن أن تقلل من المخاطر:
- التعقيم أو الإخصاء: يقلل حدوث أورام الجهاز التناسلي بشكل كبير خاصة في الجرذان والإناث.
- التغذية السليمة: نظام غذائي متوازن غني بفيتامين C (لخنازير غينيا) ويحتوي على نسبة ألياف عالية يدعم جهاز المناعة.
- الحد من المواد الكيميائية: تجنب استخدام منظفات أو معطرات جو قوية في غرفة القفص.
- الفحص الدوري: ملامسة وفحص القارض أسبوعيًا لرصد أي تغير مبكر.
- بيئة نظيفة ومناسبة: تهوية جيدة وتغيير الفرشة بانتظام لتقليل مسببات التوتر والالتهابات.

الخلاصة
على الرغم من أن الأورام والسرطانات قد تبدو مخيفة، فإن اكتشافها مبكرًا والتدخل الطبي السريع يُزيدان فرص الشفاء وتحسين جودة حياة القارض الأليف. ابقَ يقظًا لأي تغيُّرات، ووفّر لقارضك الرعاية المتخصصة التي يستحقها.
المراجع
- سالم العزيزي. “أورام الحيوانات الأليفة: إشارات خطر..” , 2021. petcancerawareness.org