دليلك الشامل لأمراض الطيور البكتيرية
تُعد الأمراض البكتيرية من أكثر المشكلات الصحية شيوعًا وخطورةً لدى الطيور الأليفة وطيور الأقفاص، إذ يمكن أن تؤدي إلى تدهور سريع في صحة الطائر وقد تنتقل أحيانًا إلى الإنسان. في هذا الدليل المتكامل، نستعرض كل ما تحتاج معرفته عن هذه الأمراض، بدءًا من التعريف والأسباب، وصولًا إلى التشخيص والعلاج والوقاية.

ما هي الأمراض البكتيرية عند الطيور؟
البكتيريا كائنات دقيقة وحيدة الخلية توجد في كل مكان تقريبًا. ورغم أن معظمها غير ضار، إلا أن بعض الأنواع قادرة على إصابة الطيور والتكاثر داخل أجسامها، محدثة التهابات وأمراضًا قد تكون مميتة إذا لم تُعالج مبكرًا.
أشهر أنواع البكتيريا التي تصيب الطيور
- السالمونيلا (Salmonella spp.) – تسبب الإسهال الحاد، وقد تنتقل إلى الإنسان.
- إي كولاي (Escherichia coli) – تُعرف بالـColibacillosis، وتؤثر في الجهاز الهضمي والجهاز التنفسي.
- باستريلا مولتوسيدا (Pasteurella multocida) – مسؤولة عن الكوليرا الطيرية.
- الكلاميديا بسيتياسي (Chlamydia psittaci) – تُسبب داء الببغاء (Psittacosis) وله قدرة عالية على الانتقال للإنسان.
- ميكوبلازما (Mycoplasma spp.) – تؤثر في الجهاز التنفسي والعينين.
- المكورات العنقودية (Staphylococcus spp.) – تسبب خراجات والتهابات جلدية ومفصلية.
- المتفطرة الطيرية (Mycobacterium avium) – تؤدي إلى سل طيري مزمن وفقدان وزن.
- البوريلية (Borrelia spp.) – تُسبب السُّبَيْروكيتُوسِس وتظهر بعلامات عصبية وهضمية.
الأعراض والعلامات التحذيرية
قد تختلف الأعراض باختلاف العامل الممرض، إلا أن معظم حالات العدوى البكتيرية تشترك في العلامات التالية:
- إسهال أو تغيّر في لون وكثافة البراز.
- فقدان الشهية وانخفاض الوزن.
- خمول وانخفاض النشاط العام.
- ريش منفوش أو باهت.
- عطاس، سعال، أو صعوبة في التنفس.
- إفرازات أنفية أو عينية.
- تورم المفاصل أو ظهور خراجات جلدية.
- موت مفاجئ في الحالات الحادة.
ملحوظة هامة: ظهور عرض واحد لا يعني بالضرورة وجود عدوى بكتيرية، لكن اجتماع عدة أعراض يتطلّب استشارة بيطرية عاجلة.

طرق العدوى وعوامل الخطورة
- تناول طعام أو ماء ملوث ببراز طيور مصابة.
- تكدّس الطيور في مساحة ضيقة وسوء التهوية.
- ضعف جهاز المناعة بسبب سوء التغذية أو الإجهاد.
- إدخال طيور جديدة دون حجر صحي.
- انتقال العدوى عبر الحشرات والقوارض.
- ملامسة الإنسان أو الحيوانات الأخرى لطائر مصاب ثم التعامل مع طيور سليمة.
التشخيص البيطري
يعتمد الطبيب البيطري على مزيج من التاريخ المرضي والفحص السريري والفحوص المخبرية لتحديد نوع البكتيريا وخطة العلاج المناسبة:
- تحليل براز ومسحات حلقية أو عينية وزراعتها بكتيريًا.
- اختبارات دم كاملة (CBC) وتقييم وظائف الأعضاء.
- صور أشعة سينية أو أشعة مقطعية لتحديد انتشار العدوى.
- اختبار الحساسية للمضادات الحيوية لتحديد العلاج الأمثل.
- تقنيات PCR أو ELISA في الحالات المعقدة.
العلاج
يقتصر وصف المضادات الحيوية على الطبيب البيطري فقط، ويحدد النوع والجرعة ومدة العلاج بناءً على نتائج المزرعة البكتيرية وحساسية الميكروب:
- مضادات حيوية شائعة مثل دوكسي سايكلين، إينروفلوكساسين، أموكسيسيلين-كلافولانيك.
- مُعززات مناعة وبروبيوتيك لإعادة التوازن البكتيري في الأمعاء.
- محاليل تعويض سوائل وإلكتروليتات لمنع الجفاف.
- فيتامينات ومكملات غذائية لدعم التعافي.
- عزل الطائر المصاب لتجنب نشر العدوى.

الرعاية والمتابعة المنزلية
بعد بدء العلاج، يحتاج الطائر إلى بيئة نظيفة ودافئة مع مراقبة يومية:
- إكمال الجرعة والمدة المحددتين للمضادات الحيوية دون انقطاع.
- تسجيل وزن الطائر وعاداته الغذائية يوميًا.
- تنظيف وتعقيم الأدوات والقفص بشكل متواصل.
- متابعة فحص بيطري دوري للتأكد من زوال العدوى.
الوقاية: درعك الأول لحماية طيورك
- تنظيف القفص وتغيير الماء والغذاء يوميًا.
- الحجر الصحي للطيور الجديدة لمدة 30 يومًا على الأقل.
- توفير نظام غذائي متوازن غني بالفيتامينات والمعادن.
- الحد من الإجهاد عبر إتاحة مساحة طيران وألعاب محفزة.
- مكافحة القوارض والحشرات الناقلة للأمراض.
- زيارة الطبيب البيطري بانتظام وإجراء فحوص وقائية.

الأسئلة الشائعة
هل تنتقل عدوى السالمونيلا من الطيور إلى الإنسان؟
نعم، وقد تسبب تسممًا غذائيًا حادًا لدى البشر، ولذلك ينبغي الحرص على غسل اليدين جيدًا بعد التعامل مع الطيور أو تنظيف أقفاصها.
هل تفيد البروبيوتيك في الوقاية من الأمراض البكتيرية؟
تساعد البروبيوتيك في تعزيز البكتيريا النافعة بالأمعاء، ما يدعم المناعة ويقلل فرص الإصابة، لكنها لا تغني عن النظافة والعناية البيطرية.
متى يجب زيارة الطبيب البيطري فورًا؟
في حال لاحظت فقدان شهية مفاجئ، أو إسهالًا مستمرًا، أو صعوبة تنفس، أو نزيفًا، أو خمولًا شديدًا.
تذكير: الوقاية والنظافة الدائمة هما خط الدفاع الأول ضد الأمراض البكتيرية في الطيور.

باتباع الإرشادات السابقة والحرص على المراقبة الدورية، يمكنك تقليل خطر إصابة طيورك بالأمراض البكتيرية والحفاظ على صحتها وحيويتها لسنوات طويلة.
المراجع
- منظمة الصحة العالمية. “الأمراض الحيوانية المنشأ.” , 2023. www.who.int
- المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض. “السالمونيلا.” , 2023. www.cdc.gov