
داء الليشمانيات عند القطط: ما هو ولماذا يجب الانتباه له؟
رغم أن داء الليشمانيات أكثر شيوعًا لدى الكلاب، فإن القطط يمكن أن تُصاب به أيضًا، خاصة في المناطق ذات المناخ الدافئ وشبه الاستوائي. في هذا الدليل المفصّل، سنأخذك في جولة شاملة حول كل ما تحتاج معرفته عن هذا المرض الطفيلي الخطير؛ بدءًا من طرق انتقاله ووصولاً إلى أحدث بروتوكولات العلاج وأساليب الوقاية.
لمحة سريعة عن طفيليات Leishmania
تُعد الطفيليات من جنس Leishmania كائنات أولية وحيدة الخلية تنتشر عبر لدغات حشرات ذبابة الرمل. وعند دخولها مجرى دم القط، يمكن أن تستقر في خلايا الجهاز المناعي مسببة التهابًا حادًا أو مزمنًا يؤثر في الجلد والأعضاء الداخلية معًا.
كيف تنتقل العدوى إلى قطتي؟
الطريقة الأكثر شيوعًا لانتقال العدوى هي لدغة أنثى ذبابة الرمل الحاملة للطفيلي. ومع ذلك، هناك سيناريوهات أخرى:
- نقل الدم من متبرع مصاب.
- الانتقال الرأسي (من الأم إلى الأجنة) في حالات نادرة.
- الجروح الجلدية المفتوحة التي تلامس دم حيوان مصاب.

الأعراض الشائعة لداء الليشمانيات عند القطط
قد تختلف الأعراض باختلاف سلالة الطفيلي وحالة الجهاز المناعي للقط، ولكن هناك علامات تحذيرية متكررة:
أعراض جلدية
- تكوّن عقيدات أو كتل صلبة تحت الجلد.
- تقرحات والتهابات مزمنة حول الأنف والأذن والجفون.
- تساقط الشعر (خاصة حول الرأس والأطراف).

أعراض جهازية
- فقدان شهية ملحوظ ونقص الوزن.
- تضخم العقد اللمفاوية.
- مشكلات في العين مثل التهاب القزحية أو القرنية.
- فقر دم أو فشل كلوي في المراحل المتقدمة.
ملاحظة خبير: تظهر بعض القطط المصابة أعراضًا خفيفة أو لا تظهر أي أعراض لفترة طويلة، وهو ما قد يؤخر التشخيص حتى يتفاقم المرض.
متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟
إذا لاحظت أي أعراضٍ من المذكورة أعلاه—خصوصًا التقرحات الجلدية غير الملتئمة أو فقدان الوزن المفاجئ—فتواصل مع الطبيب البيطري فورًا. التشخيص والعلاج المبكران يُحسّنان من فرص السيطرة على المرض بشكل كبير.
خيارات التشخيص المتاحة
- الفحص السريري: تقييم العلامات الجلدية والجهازية.
- التحاليل المخبرية: عدّ دموي شامل وكيمياء الدم لتقييم وظائف الكلى والكبد.
- الخزعة أو كشط الجلد: فحص مجهري للكشف عن الطفيلي داخل الخلايا.
- اختبارات مصلية (ELISA أو IFAT) لقياس الأجسام المضادة.
- PCR: أدق طريقة لتحديد الحمض النووي للطفيلي.

بروتوكولات العلاج الحديثة
لا يوجد علاج يقضي تمامًا على Leishmania، ولكن يمكن السيطرة على الأعراض وإطالة عمر القط عبر:
- ألوبورينول: يقلل تكاثر الطفيليات داخل الكريات البيض.
- ميغلومين أنتي موانت: يُعطى عن طريق الحقن لتحجيم أعداد الطفيليات.
- العلاج الجراحي: إزالة العقيدات الكبيرة أو القرحات الشديدة.
- دعم مناعي وغذائي: فيتامينات، أحماض دهنية أوميجا-3، وحمية غنية بالبروتين سهل الهضم.
الرعاية المنزلية والمتابعة
بعد التشخيص، عليك:
- إعطاء الأدوية في مواعيدها دون انقطاع.
- تنظيف الجروح الجلدية وتعقيمها بانتظام.
- إجراء تحاليل دم دورية لرصد وظائف الكلى والكبد.
- تقليل التوتر البيئي (توفير مكان هادئ ودافئ للراحة).
التنبؤ بمستقبل المرض
يُعد المرض مزمنًا في معظم الحالات؛ إذ قد يحدث ارتداد للأعراض إذا أُوقف العلاج أو تعرض القط للإجهاد. لكن مع المتابعة الدورية والوقاية الفعالة، يمكن للقطط المصابة أن تعيش حياة مريحة نسبيًا لسنوات.
استراتيجيات الوقاية: خط الدفاع الأول
- إبقاء القطط داخل المنزل في فترات نشاط ذبابة الرمل (الغسق والفجر).
- استخدام أطواق أو رذاذات حشرية تحتوي على permethrin أو flumethrin (عند توصية الطبيب).
- تركيب شبكات حاجزة للنوافذ والأبواب ذات ثقوب ضيقة.
- إجراء فحص دم سنوي للقطط في المناطق الموبوءة.
- تجنّب نقل الدم من متبرعين غير مختبرين.

أسئلة شائعة
هل يمكن أن تنتقل العدوى من القط إلى الإنسان؟
احتمال انتقال المرض من القطط إلى البشر منخفض للغاية، ولكن البشر قد يُصابون مباشرة من لدغات ذبابة الرمل الحاملة للطفيلي.
هل يوجد لقاح للقطط؟
حتى الآن، لا تتوفر لقاحات مُعتمدة لداء الليشمانيات عند القطط، لكن الأبحاث جارية.
هل جميع القطط معرضة للإصابة؟
القطط التي تعيش في مناطق انتشار ذبابة الرمل أو القطط ذات المناعة الضعيفة أكثر عُرضة من غيرها.
المراجع
- جاسم العماني , ريما عيد. “تشخيص وإدارة داء الليشمانيات في الحيوانات الأليفة.” , 2021-12-18. www.mdpi.com