داء الفُطريات البلاستومية لدى القطط: كل ما تحتاج معرفته
يُعَدّ داء الفُطريات البلاستومية (Blastomycosis) من الأمراض الفطرية الخطيرة وغير الشائعة لدى القطط، ولكن سرعة التعرف عليه والتدخل المبكر قد يُنقِذ حياة قطك. في هذا الدليل الشامل نستعرض بالتفصيل أسباب العدوى، الأعراض، وسائل التشخيص، الخيارات العلاجية، وكيفية الوقاية لحماية صديقك الوفي.

ما هو داء الفُطريات البلاستومية؟
الفطر المُسبب للمرض يُعرَف باسم Blastomyces dermatitidis وهو فطر ثنائي الشكل يعيش في التربة الرطبة الغنية بالمواد العضوية، خاصةً بالقرب من الأنهار والبحيرات والغابات ذات الأوراق الكثيفة. تنتقل العدوى غالباً عبر استنشاق الأبواغ الفطرية متناهية الصغر، لتستقر في الرئة أولاً قبل أن تنتشر عبر الدم إلى أعضاء أخرى.
مناطق انتشار المرض
- وادي نهر المسيسيبي ونهر أوهايو.
- المناطق المطيرة في جنوب شرق وشمال شرق الولايات المتحدة.
- مساحات الغابات الكثيفة في كندا، وعلى نحو أقل في أجزاء من إفريقيا والهند.
مع ذلك، قد يظهر المرض خارج هذه المناطق بسبب حركة الحيوانات أو انتقال التربة الملوثة.

الأعراض الشائعة لدى القطط
تختلف علامات العدوى باختلاف مرحلة انتشار الفطر في الجسم، وتشمل:
- أعراض تنفسية: سعال جاف أو منتج، صعوبة في التنفس، تنفس سريع أو فتح الفم أثناء الشهيق.
- أعراض عامة: خسارة وزن، خمول، حُمّى، فقدان شهية.
- إصابات جلدية: عقيدات أو قرح نازة، قد تُخطئ ويُظن أنها خُراجات بكتيرية.
- مشاكل عينية: التهاب القزحية، احمرار العين، إفرازات، وقد يصل الأمر إلى العمى إذا ترك دون علاج.
- مشاكل عضلية أو عظمية: عرج أو تورّم المفاصل عند انتشار الفطر إلى العظام.
- أعراض عصبية (نادرة): تشنجات أو عدم اتزان عند إصابة الجهاز العصبي المركزي.
ملاحظة: قد تُظهِر بعض القطط عرضاً واحداً أو اثنين فقط، لذلك لا تتردد في زيارة الطبيب البيطري عند ملاحظة أي تغيير غير طبيعي.
كيف يشخّص الطبيب البيطري العدوى؟

يتطلّب تشخيص داء الفُطريات البلاستومية مزيجاً من التاريخ المرضي، الفحص السريري، والفحوصات المخبرية:
1. الفحوصات التصويرية
أشعة الصدر السينية لتقييم الرئتين والقفص الصدري. تظهر غالباً عُقَد أو تكتلات بظلال ضبابية.
2. الفحوصات المختبرية
- عدّ دم كامل (CBC) للتحقق من فقر الدم أو ارتفاع كريات الدم البيضاء.
- اختبار الكيمياء الحيوية لتقييم وظائف الكبد والكلى قبل بدء الأدوية المضادة للفطريات.
- تحليل البول والبحث عن مستضدّات الفطر.
3. الاختبارات الخاصة بالفطر
- الفحص المجهري: جمع عينة من البلغم أو سوائل الجلد وفحصها تحت المجهر للبحث عن الخلايا الفطرية.
- الزرع الفطري: وقد يستغرق أسابيع حتى تظهر النتيجة.
- اختبار المستضدّات (Antigen Test): يظهر نتائج أسرع ويتمتع بدقة عالية عند استخدام عينات البول والدم معاً.
خطة العلاج
يُعالج داء الفُطريات البلاستومية باستخدام مضادات الفطريات لفترة طويلة تتراوح بين 4–6 أشهر أو حتى تختفي المستضدّات من الدم والبول.

1. إيتراكونازول (Itraconazole)
الخيار العلاجي الأكثر شيوعاً. يُعطى عن طريق الفم مع الطعام لتحسين الامتصاص وتقليل اضطرابات المعدة.
2. فلوكونازول (Fluconazole)
يتميز بنفاذية جيدة للعين والجهاز العصبي، ويُستخدم عند إصابة هذه الأعضاء.
3. أمفوتيريسين-بي (Amphotericin B)
يُعطى وريدياً للحالات الشديدة فقط، ويتطلب مراقبة دقيقة لوظائف الكلى.
4. الرعاية الداعمة
- الأكسجين في حالات الضائقة التنفسية الحادّة.
- السوائل الوريدية لمنع الجفاف ودعم الدورة الدموية.
- مُسكّنات الألم أو أدوية الالتهاب حسب الحاجة.
تحذير: قد تُسبب الأدوية المضادة للفطريات ارتفاعًا في إنزيمات الكبد، لذا من الضروري إجراء تحليل دوري لوظائف الكبد.
التعافي والتوقعات (Prognosis)
تعتمد نسبة الشفاء على سرعة التشخيص وبدء العلاج، بالإضافة إلى شدة الإصابة ونطاق انتشار الفطر. تُظهِر الدراسات أن:
- القطط التي تُعالج مبكراً تسجّل معدلات شفاء تصل إلى 70٪.
- في حال إصابة الجهاز العصبي أو العيون، قد ينخفض معدل الشفاء أو يحدث فقدان دائم للرؤية.
- قد تظهر أزمة تنفسية حادة خلال أول أسبوعين من العلاج بسبب موت الفطريات المفاجئ؛ لذلك يجب مراقبة القط عن قرب.

الوقاية وتقليل المخاطر
1. تجنُّب المناطق الموبوءة
إذا كنت تعيش بالقرب من الأنهار أو الغابات الرطبة، حاول تقليل تجوّل قطك في هذه المناطق، خصوصاً بعد هطول الأمطار.
2. إبقاء القطط داخل المنزل
القطط المنزلية تتمتع بخطر أقل للتعرض للتربة الملوثة مقارنةً بالقطط التي تتجول بحرية.
3. الفحص الدوري
في المناطق عالية الخطورة، ناقش مع طبيبك البيطري إمكانية إجراء فحوصات دورية لاكتشاف العدوى مبكراً.
المراجع
- هيئة الغذاء والدواء الأمريكية. “علاج داء الفُطريات البلاستومية.” , 2022-06-15. www.fda.gov