داء الخصية المعلّقة (الخصية الخفيّة) عند الخيل: دليل شامل للتشخيص والعلاج والرعاية
يُعَدّ داء الخصية المعلّقة أحد أكثر الاضطرابات التناسلية شيوعاً لدى الخيول الذكور، إذ يفشل خصيّة أو كلتا الخصيتين في النزول إلى كيس الصفن قبل الولادة أو بعدها بفترة قصيرة. تكمن خطورة هذه الحالة في تأثيرها على خصوبة الحصان وسلوكه، بالإضافة إلى المخاطر الصحية المرتبطة باحتمال حدوث التواء الخصية أو الأورام.

تعريف داء الخصية المعلّقة
تحدث الخصية المعلّقة – وتُعرف أيضاً بالخصية الخفيّة – عندما تبقى الخصية في التجويف البطني أو في قناة الإربية بدلاً من أن تستقر في كيس الصفن. وقد يكون الاحتباس:
- أحادي الجانب: خصية واحدة فحسب لم تنزل.
- ثنائي الجانب: كلتا الخصيتين محتجزتان، وهي حالة نادرة ولكنها تؤدي عادةً إلى العقم التام.
كيف تتكوّن الخصيتان وتنتقلان إلى كيس الصفن؟
تتكوّن الخصيتان داخل التجويف البطني للجنين، ثم تنزلان تدريجياً عبر القناة الإربية إلى كيس الصفن خلال الأشهر الأخيرة من الحمل أو في الأسابيع الأولى بعد الولادة. أي انقطاع أو خلل في هذه الرحلة قد يؤدي إلى بقاء الخصية في موضع غير طبيعي.
الأسباب والعوامل المؤهّبة
عوامل جينية
تُشير الدراسات إلى وجود عنصر وراثي قوي، لذلك توصي الهيئات البيطرية بتجنّب تربية الفحول المصابة حتى إن تم علاجها جراحياً.
عوامل هرمونية وبيئية
اضطراب إنتاج بعض الهرمونات الجنينية أو تعرّض الجنين لعوامل بيئية (مثل التغذية غير المتوازنة أو الأمراض أثناء الحمل) قد يؤخِّر نزول الخصية.
علامات ودلالات تُنذِر بالخصية المعلّقة
- غياب إحدى الخصيتين أو كلتيهما عند الجس اليدوي لكيس الصفن.
- سلوك فحل يميل إلى العدوانية رغم إجراء الإخصاء الجزئي سابقاً.
- عدم القدرة على إنجاب المهرات لدى الأفراس المخصّبة بهذا الحصان.
- ألم بطني أو تقلّب المزاج في حال التواء الخصية المحتجزة.
طرق التشخيص
الفحص الإكلينيكي
يبدأ الطبيب البيطري بجس كيس الصفن والقناة الإربية، مع ملاحظة أي ندبات تدل على جراحات سابقة.
التصوير بالموجات فوق الصوتية
يساعد السونار على تحديد موضع الخصية المحتجزة بدقة، سواء في التجويف البطني أو ضمن القناة الإربية.

الفحوصات الهرمونية
تُستخدم اختبارات قياس هرمون التستوستيرون قبل وبعد إعطاء عقار الـ hCG (موجّهة الغدد التناسلية) لتأكيد وجود نسيج خصوي فعّال.
الخيارات العلاجية
يُعَدّ الاستئصال الجراحي الخيار الأوحد تقريباً، إذ إن العلاج الهرموني غير فعّال لدى الخيول البالغة:
الجراحة التقليدية المفتوحة
تُجرى عبر شق جراحي في القناة الإربية أو البطن، وتُنصح للخصيتين المحتجزتين عمقاً.
الجراحة بالمنظار (تنظير البطن)
أصبحت الخيار المفضّل لدى كثير من الأطباء البيطريين بفضل صِغر الشق الجراحي، وانخفاض معدل المضاعفات، وسرعة التعافي.

التخدير الكامل مقابل التخدير الموضعي
يُحدِّد الجرّاح خيار التخدير الأنسب بناءً على عمر الحصان، وموضع الخصية، والحالة الصحية العامة.
منتجات موصي بها من متجر حيواناتي:
“التدخّل المُبكّر يقلل إلى حدّ كبير من المخاطر الصحية ويُسهّل الإجراء الجراحي” – جمعية جرّاحي الخيول الأمريكية.
مرحلة ما بعد الجراحة والرعاية اللاحقة
تُعَدّ هذه المرحلة ضرورية لضمان التئام الجرح ومنع الانتكاس:

- الحفاظ على نظافة الشق الجراحي وتطبيق المضادات الحيوية الموصوفة.
- المشي الخفيف بعد اليوم الثاني لمنع تشكّل الوذمة.
- تجنّب التمارين العنيفة أو القفز مدة 4–6 أسابيع.
- متابعة مستوى الحرارة العامة للحصان لاكتشاف أي عدوى باكرة.
المضاعفات المحتملة
قد تشمل تجمع السوائل في الصفن أو الجرح، العدوى، أو النزيف الداخلي النادر. التعقيم الدقيق والمتابعة الطبية يقللان هذه المخاطر.
تأثير الخصية المعلّقة على الخصوبة
الحصان أحادي الخصية قد يحتفظ بقدرة تناسلية، لكن خصوبته غالباً ما تكون أقل من الطبيعي. أمّا إذا كانت كلتا الخصيتين معلّقتين فالعقم شبه مؤكد.

الوقاية وأخلاقيات التربية
- إجراء فحص تناسلي شامل للمهر قبل اختياره كفحل مستقبلي.
- تجنّب استخدام الفحول المصابة في برامج التربية حفاظاً على نقاء السلالة.
- توعية الملّاك بضرورة التدخّل الجراحي المبكّر عند اكتشاف الحالة.
أسئلة يكثر طرحها
متى يجب استدعاء الطبيب البيطري؟
حال ملاحظة غياب خصية بعد عمر 6 أشهر، أو ظهور سلوك فحل عدواني بعد عملية إخصاء جزئي.
هل يمكن للحصان أحادي الخصية أن يكون خصباً؟
نعم، لكن معدلات الخصوبة أقل وقد تختلف من حصان لآخر.
هل العلاج الهرموني بديل فعّال للجراحة؟
لا يُظهِر العلاج الهرموني نتائج مقنعة لدى الخيول، ويظل الاستئصال الجراحي الحل العلاجي الأمثل.
الخلاصة
الخُصية المعلّقة مشكلة شائعة لكنها قابلة للعلاج شريطة التشخيص المبكّر والتدخّل الجراحي السليم. المتابعة البيطرية الدقيقة بعد العملية والالتزام بإرشادات الرعاية يضمنان تعافي الحصان وعودته إلى صحّته الكاملة.








