خمس حقائق مدهشة عن السلاحف لن تصدقها
تمتاز السلاحف بكاريزما فريدة؛ فهي تجمع بين هيئة هادئة ودرع صلب يمنحها مظهر الحكمة والوقار. ومع ذلك، تقلّ المعرفة الشائعة عن عالم السلاحف مقارنةً بشهرتها، ما يجعل الكثير من التفاصيل العلمية والبيولوجية حولها غائبة عن أذهاننا. في هذا المقال سنكشف لك خمس حقائق علمية مذهلة قد تغيّر نظرتك إلى هذه الكائنات القديمة.

1. ليست كل السلاحف بطيئة الحركة
عندما يُذكر اسم السلحفاة نميل فورًا إلى استحضار صورة كائن بطيء يزحف على الأرض باستحياء. لكن الحقيقة أن معظم الأنواع المائية – مثل السلحفاة ذات الصدفة الناعمة (Softshell Turtle) – قادرة على الانطلاق بسرعة تفوق 24 كيلومترًا في الساعة تحت الماء. يعود ذلك إلى أجسامها الانسيابية وأطرافها المشابهة للمجداف، ما يساعدها على تفادي المفترسات واصطياد فرائس صغيرة بمهارة.
تتمتع السلاحف البحرية، وعلى رأسها السلحفاة جلدية الظهر، بقدرة سباحة قد تصل إلى آلاف الكيلومترات في الموسم الواحد!
لماذا يهمك هذا؟
- إذا كنت تربي سلحفاة مائية، وفّر لها حوضًا واسعًا بتيّار ماء خفيف يحاكي بيئتها الطبيعية.
- تأكَّد من وجود أماكن للاختباء والراحة كي لا تتعرض للسقم نتيجة الإجهاد المتواصل.
منتجات موصي بها من متجر حيواناتي:

2. بعض السلاحف تتنفس عبر فتحة المذرق!
نعم، قد يبدو الأمر غريبًا لكن العديد من السلاحف – خصوصًا تلك التي تعيش في المياه العذبة الباردة – تمتلك جيوبًا وعائية داخل المذرق تستخدمها لاستخلاص الأكسجين مباشرة من الماء. تُسمى هذه العملية «التنفس المذرقـي» (Cloacal Respiration)، وتسمح للسلحفاة بالبقاء تحت الثلج أو الماء الراكد لفترات طويلة دون الحاجة إلى الصعود لسطح الماء.
منتجات موصي بها من متجر حيواناتي:
فوائد هذه الآلية
- تقليل استهلاك الطاقة في البيئات الباردة.
- تفادي المفترسات التي تترصد على السطح.
- تسهيل سبات شتوي آمن خلال الأشهر القارسة.

3. درع السلحفاة حيّ وحسّاس للألم
على عكس الاعتقاد السائد، لا يشبه الدرع خوذة دراجة يمكن خلعها، بل هو جزء مدمج من الهيكل العظمي للسلحفاة. يتكوّن الدرع من أكثر من 50 عظمة تُدمج مع الأضلاع والفقرات، وتغطيها صفائح قرنيّة غنية بالنهايات العصبية. لذلك تشعر السلحفاة بالضغط أو الألم حين يُجرى خدش أو ثقب في درعها.
كيف تحافظ على صحة الدرع؟
إذا كنت تعتني بسلحفاة منزلية:
- وفّر نظامًا غذائيًا متوازنًا غنيًا بالكالسيوم وفيتامين «د3».
- قدّم لها إضاءة فوق بنفسجية (UVB) للحصول على استقلاب صحي للعظام.
- تجنّب حملها بإهمال أو إصابة الدرع بأدوات حادة.

4. السلاحف بلا أسنان لكنها تملك منقارًا حادًّا
فقدت السلاحف أسنانها قبل نحو 150 مليون سنة واستعاضت عنها بمنقار عظمي مغطى بطبقة كيراتينية قاسية تساعدها على قضم الطعام وتمزيقه. يختلف شكل المنقار باختلاف النظام الغذائي؛ فالسلاحف العاشبة تميل إلى منقار عريض مسنّن، بينما تتمتع آكلات اللحوم بمنقار خطافي حاد لتقطيع اللحوم والأسماك.
نصائح غذائية
قد تتسبب الوجبات الصناعية منخفضة الجودة بتهتك حواف المنقار، لذا:
- اختر أغذية طازجة تتناسب مع نوع السلحفاة (أوراق خضراء، حشرات، أسماك).
- قدّم عظام الحبار (Cuttlefish Bone) أو كتل الكالسيوم للحدّ من فرط نمو المنقار.

5. بإمكان بعض السلاحف العيش قرنًا ونصف وأكثر
أثبتت الدراسات أن السلاحف من أطول الفقاريات عمرًا؛ فالسلحفاة «جوناثان» – وهي من نوع سلاحف سيشل العملاقة – بلغت 190 عامًا وما زالت حية. الفضل في ذلك يعود إلى معدل أيض بطيء، وخصائص خلوية تحدّ من التلف الناتج عن الجذور الحرة.
منتجات موصي بها من متجر حيواناتي:
دروس لمربي السلاحف
اقتناء سلحفاة يعني التزامًا طويل الأمد؛ فقد تتجاوز عمر صاحبها! لذا:
- استعد لتوفير رعاية طبية وغذائية منتظمة لعقود.
- دوِّن خطة رعاية احتياطية في حال عدم قدرتك على متابعتها مستقبلًا.
الخلاصة
سواء كانت سلحفاة مائية سريعة أو برية معمّرة، تبقى هذه الكائنات مزيجًا فريدًا من الصلابة والجمال. فهم أسرارها البيولوجية يعزز تقديرنا لها ويسهم في حمايتها من الأخطار البيئية والصيد الجائر. بعد أن تعرفت إلى هذه الحقائق الخمس، ربما ستنظر إلى السلحفاة التالية التي تراها بنظرة مغايرة – رؤية تقدير وإعجاب لكائن عتيق يقهر الزمن.
المراجع
- دانيال فيشر. “العمر الافتراضي للسلاحف: لماذا تعيش طويلاً؟.” , 2018-07-02. www.frontiersin.org








