خمس حقائق مدهشة عن الأفاعي ربما لم تسمع بها من قبل
عادةً ما يُنظر إلى الأفاعي على أنها مخلوقات مخيفة وغامضة، لكن معرفة المزيد عن عالمها المدهش قد تغيّر وجهة نظرك تماماً. في السطور التالية سنستعرض خمس حقائق غير متوقعة عن الأفاعي تُظهر مدى تعقيدها وروعتها في آنٍ معاً.
1. الهيكل العظمي: أكثر من 400 ضلع تمنح الأفعى مرونتها الخارقة
تمتلك معظم الأفاعي عدداً هائلاً من الفقرات والأضلاع قد يتجاوز 400 ضلع، وهو ما يوفر مزيجاً مثالياً من القوة والمرونة. تسمح هذه التركيبة للأفعى بالزحف، والسباحة، والتسلق، وحتى الالتفاف حول الفريسة بإحكام.
كيف يساعدها هذا العدد الكبير من الضلوع؟
- امتصاص الصدمات أثناء الحركة على الأسطح الوعرة.
- توسيع القفص الصدري لابتلاع فرائس أكبر من محيط فمها.
- منحها القدرة على ضغط جسمها بين الصخور أو فتحات ضيقة للهروب من المفترسات.
“الأفعى قادرة على ابتلاع فرائس تفوق حجم رأسها بأضعاف بفضل مفاصل فكّها المرنة وقفصها الصدري القابل للتمدد.”
2. حاسة الشم: اللسان المُشَق يشبه راداراً كيميائياً
على عكس معظم الحيوانات، لا تعتمد الأفاعي على أنوفها كثيراً، بل تستخدم ألسنتها المتشعبة لالتقاط جزيئات الرائحة من الهواء أو الأرض ثم نقلها إلى عضو جاكبسون الموجود في سقف الفم لتحليلها.
لماذا اللسان مشقوق؟
كل شق يعمل كمستشعر مستقل، ما يمنح الأفعى القدرة على تحديد اتجاه الرائحة بدقة متناهية، الأمر الذي يساعدها في تعقب الفريسة أو اختيار شريك التزاوج.

3. تكاثر بدون ذكور: ظاهرة التوالد العذري (Parthenogenesis)
قد يبدو الأمر خيالياً، لكن بعض أنواع الأفاعي قادرة على التكاثر دون الحاجة إلى تزاوج مع ذكر، فيما يُعرف بالتوالد العذري. يحدث هذا غالباً عندما تكون الإناث معزولة عن الذكور لفترات طويلة.
كيف يحدث ذلك؟
- تنتج الأنثى بويضة تحتوي على نسخة كاملة من حمضها النووي.
- تندمج البويضة مع جسم قطبي (Polar Body) بدلاً من حيوان منوي.
- ينتج عن ذلك جنين أنثى يتشارك المادة الوراثية نفسها مع الأم بنسبة كبيرة.
رغم ندرة هذه الظاهرة، فقد وُثِّقت لدى أنواع مثل الأناكوندا الخضراء وبعض الأنواع الأسيرة من أفعى العُرْد.

4. الأعين الزجاجية: طبقة شفافة بدلاً من الجفون
لا تمتلك الأفاعي جفوناً حقيقية، بل تُغطي أعينها قشرة شفافة تُسمى العدسة القشرية (Spectacle) تحميها من الأذى والجفاف. يتم التخلص من هذه الطبقة مع كل عملية انسلاخ للجلد.
فوائد العدسة القشرية
- حماية العين من الغبار والطفيليات في البيئات الترابية أو المائية.
- منع فقدان الرطوبة في المناطق الصحراوية الحارة.
- توفير سطح أملس يمكّن الأفعى من الزحف عبر الثقوب بدون إصابات عينية.
ومن المثير للاهتمام أن تغيّر لون هذه الطبقة إلى الأزرق الباهت يعد مؤشراً واضحاً على اقتراب موعد انسلاخ الجلد.

5. سُم الأفاعي: سلاح قاتل ودواء مُنقِذ للحياة
تفرز الأفاعي السامة خليطاً معقداً من البروتينات والإنزيمات يُستخدم للدفاع أو شَلّ حركة الفرائس. إلا أن العلماء استغلوا بعض مكونات السم لتطوير أدوية تُعالج أمراضاً بشرية خطيرة.
أمثلة على استخدام السم في الطب
- Captopril: أول مثبط لإنزيم ACE مُشتق من سم أفعى الجَريرا (Bothrops jararaca) لعلاج ارتفاع ضغط الدم.
- مضادات التخثّر: بروتينات مُستخرَجة من سم أفعى الرّاس الحربة تُستخدم للوقاية من الجلطات.
- أبحاث السرطان: بعض سموم الكوبرا تُدرس لقدرتها على استهداف الخلايا السرطانية دون الإضرار بالخلايا السليمة.
يُظهر هذا التباين كيف يمكن أن يتحول أخطر سلاح في الطبيعة إلى أداةٍ طبية ثمينة في يد العلماء.

كلمة أخيرة
الأفاعي مخلوقات مذهلة تتجاوز سمعتها المخيفة؛ فهي تجمع بين البنية البيولوجية المعقدة والقدرات الحسية الفائقة، وتُسهم حتى في إنقاذ أرواح البشر عبر علوم السموم. بعد معرفتك لهذه الحقائق، ربما حان الوقت لإعادة النظر في رؤيتك لهذه الكائنات الغامضة.
المراجع
- جمعية الرفق بالحيوانات. “التعامل مع الأفاعي السامة.” , 2019-12-12. www.animalwelfare.org