جرثومة الهيليكوباكتر عند القطط: دليل شامل لفهم العدوى وطرق العلاج
تُعَدُّ عدوى الهيليكوباكتر (Helicobacter) أحد أكثر التهابات الجهاز الهضمي غموضًا عند القطط، إذ قد تمرّ غير مُشخَّصة لفترة طويلة بسبب تداخل أعراضها مع أمراض هضمية أخرى. في هذا المقال ستتعرّف على كل ما تحتاج إليه لفهم أسباب العدوى، أعراضها، طرق تشخيصها، أحدث خيارات العلاج، وكيفية حماية قطك منها على المدى الطويل.

ما هي بكتيريا الهيليكوباكتر؟
هيليكوباكتر جنسٌ من البكتيريا الحلزونية الشكل تستطيع العيش في البيئات الحمضية مثل معدة القط. بينما يُعرف الناس أكثر Helicobacter pylori لارتباطها بقرحة المعدة عند البشر، فإن القطط غالبًا ما تُصاب بأنواع أخرى مثل H. felis وH. heilmannii. على الرغم من قُدرتها العالية على الاستيطان، إلا أنّ الكثير من القطط قد تحملها دون علامات سريرية تُذكر.
كيف تنتشر عدوى الهيليكوباكتر بين القطط؟
- الانتقال الفموي–الفموي: عبر مشاركة أوعية الطعام أو تنظيف القط لفراء قط مصاب.
- الانتقال البرازي–الفموي: تلوّث الرمل الصحي أو المياه بالفضلات.
- انتقال من أمّ لجراءها: أثناء الرضاعة أو العناية الجسدية.
حتى الآن لا توجد دلائل قطعية تؤكد انتقال العدوى من القط إلى الإنسان؛ إلا أن اتباع إجراءات النظافة يبقى مهمًّا لتقليل أي خطورة محتملة.
أعراض عدوى الهيليكوباكتر عند القطط
قد تظهر الأعراض بشكل متقطّع، ما يجعل المربي يخلط بينها وبين اضطراب هضمي عابر. أبرز الأعراض تشمل:
- قيء متكرر، أحيانًا مدمّى أو رغوي.
- إسهال أو براز غير متماسك.
- فقدان الشهية أو ابتعاد القط عن طعامه المفضل.
- فقدان وزن تدريجي.
- آلام بطنية أو أصوات قرقرة مفرطة.
- معطف باهت وأقل لمعانًا.

تنبيه: أي قيء دموي أو فقدان وزن سريع يستوجب استشارة الطبيب البيطري على الفور.
طرق تشخيص عدوى الهيليكوباكتر
التشخيص الدقيق ضروري لتجنب استخدام مضادات حيوية لا لزوم لها، إذ قد تتشارك أمراض أخرى نفس الأعراض. تشمل وسائل التشخيص:
1. الفحص السريري الشامل
يبدأ الطبيب البيطري بتقييم حالة الجسم، سماع أصوات المعدة، وقياس درجة الحرارة.
2. تحاليل المختبر
- صورة دم كاملة (CBC): للكشف عن فقر دم أو علامات التهابية.
- الكيمياء الحيوية: لتقييم وظائف الكبد والكلى.
- تحليل براز: لاستبعاد الطفيليات وتقصي وجود بكتيريا ممرضة.
3. الأشعة فوق الصوتية (السونار)
تُظهر سماكة جدار المعدة أو وجود سوائل غير طبيعية.
4. المنظار وخزعات المعدة
تُعتَبَر المعيار الذهبي؛ حيث تُؤخذ عينات نسيجية لتأكيد وجود البكتيريا تحت المجهر أو عبر اختبار PCR.

خيارات العلاج
يعتمد العلاج على شدة الأعراض ونتائج الفحوص:
1. العلاج الثلاثي (Triple Therapy)
- مضادان حيويان: غالبًا أموكسيسيلين مع ميترونيدازول أو كلاريثرومايسين.
- مثبط حمض: مثل أوميبرازول أو بانتوبرازول لتقليل حموضة المعدة، مما يعزّز فاعلية المضادات الحيوية.
يُعطى هذا النظام لمدة 10–14 يومًا، وقد يمتد حسب استجابة القط.
2. الدعم المكمّل
- سوائل وريدية أو تحت الجلد: لتعويض الجفاف عند القيء الشديد.
- مضادات القيء: مثل ماروبيتانت أو أوندانسيترون.
- البروبيوتيك: لإعادة توازن بكتيريا الأمعاء.
- نظام غذائي لطيف: أغذية منخفضة الدسم سهلة الهضم.

3. المتابعة وإعادة الاختبار
بعد انتهاء دورة العلاج، يُنصح بإعادة فحص البراز أو أخذ خزعة جديدة للتأكد من القضاء على البكتيريا، خاصة في الحالات المزمنة.

التعافي وتوقعات الشفاء
تستجيب معظم القطط جيدًا للعلاج الثلاثي وتستعيد شهيتها ونشاطها خلال أسبوع إلى أسبوعين. إلا أنّ الانتكاسة ممكنة إذا أُوقف الدواء مبكرًا، أو في حالة إصابة القط بأمراض جهازية أخرى تُضعِف المناعة.
كيفية الوقاية وحماية قطك
- تنظيف أوعية الطعام والماء بماء ساخن وصابون بانتظام.
- استبدال الرمل الصحي بالكامل مرة أسبوعيًّا مع التعقيم.
- عزل القط المصاب عن باقي الحيوانات أثناء العلاج.
- تجنب الضغط العصبي؛ وفّر بيئة غنية وآمنة لقطك.
- مراجعة الطبيب البيطري دوريًّا حتى لو بدا القط بصحة جيدة.

أسئلة شائعة
هل يمكنني التقاط عدوى الهيليكوباكتر من قطتي؟
رغم ندرة الحالات الموثّقة، لا تزال احتمالية انتقال بعض الأنواع موجودة. يُفضَّل غسل اليدين بعد التعامل مع الرمل الصحي واتّباع معايير النظافة.
هل يُمكن الوقاية بالتطعيم؟
لا يتوفر حتى الآن لقاح معتمد ضد الهيليكوباكتر للقطط؛ الوقاية تعتمد على النظافة وتقوية مناعة الحيوان.
ماذا لو لم تختفِ الأعراض بعد العلاج؟
قد تتطلّب الحالة نظامًا دوائيًّا معدَّلًا أو فحصًا أعمق لاستبعاد أمراض مصاحبة كالتهاب الأمعاء أو الأورام.
خلاصة
عدوى الهيليكوباكتر قد تبدو مربكة، لكنها قابلة للعلاج بالتشخيص الدقيق والالتزام بالخطة الدوائية. مراقبة قطك، الاهتمام بنظامه الغذائي، والحفاظ على بيئة نظيفة هي مفاتيحك لحياة صحية وطويلة الأمد لرفيقك الأليف.
المراجع
- أحمد زكريا. “بكتيريا الهيليكوباكتر وعلاقتها بالقطط…” , 2022-03-15. www.ncbi.nlm.nih.gov