جدري القردة عند كلاب البراري: الدليل الشامل للأعراض والعلاج والوقاية
تُعدّ كلاب البراري (Prairie Dogs) حيوانات أليفة غريبة تجذب محبّي الحيوانات بفضل سلوكها الاجتماعي وطبيعتها المرحة. لكن امتلاك هذا النوع من الحيوانات يستلزم معرفة الأمراض التي قد تُصاب بها، وأبرزها جدري القردة، الذي أثار ضجة عالمية منذ تفشّي أولى الحالات خارج موطنه الأصلي في إفريقيا. في هذا المقال ستجد كل ما تحتاج إلى معرفته عن هذا المرض بدءًا من طرق العدوى وصولاً إلى الوقاية.

ما هو مرض جدري القردة؟
جدري القردة هو عدوى فيروسية يسببها فيروس Orthopoxvirus، وهي السلالة نفسها التي ينتمي إليها فيروس الجدري البشري. اكتُشف المرض لأول مرة في قرود المختبر، لكن الخزّان الطبيعي يشمل عدّة قوارض أفريقية. ظهر الفيروس في الولايات المتحدة سنة 2003 عندما استوردت قوارض أفريقية أُصيبت بالمرض، ومنها انتقلت العدوى إلى كلاب البراري.
خصائص الفيروس
- ينتقل بالاحتكاك المباشر مع سوائل جسم المصاب أو إفرازاته.
- مدة الحضانة تتراوح ما بين 5–14 يومًا.
- يمكن أن يصيب البشر وبعض الثدييات الأخرى.

طرق انتقال العدوى إلى كلاب البراري
تحدث الإصابة عادة عبر إحدى الوسائل الآتية:
- التخالط المباشر مع حيوانات مصابة (عضّ، خدش، لَعق).
- مشاركة أوعية الطعام أو الفراش مع حيوان يحمل الفيروس.
- التعرض لاستنشاق رذاذ تنفّسي ملوث أثناء العطس أو السعال.
- مخالطة الإنسان المصاب دون اتخاذ احتياطات وقائية.
أعراض جدري القردة في كلاب البراري
تتميّز الأعراض بأنها متدرّجة وقد لا تظهر كلها على الحيوان نفسه. تشمل العلامات السريرية ما يلي:
- حمّى وخمول عام: انخفاض واضح في مستوى النشاط والشهية.
- التهاب ملتحمة العين: إفرازات عينيّة واحمرار قد يسبّبا التصاق الجفنين.
- تورّم العقد اللمفاوية: يمكن تحسّسها حول الرقبة أو تحت الإبطين.
- طفح جلدي: يبدأ ببقع حمراء تتحول إلى حويصلات صديدية، ثم قشور.
- علامات تنفسية: عطس، سعال، أو صعوبة تنفس.

التشخيص
يتطلّب تأكيد الإصابة بجدري القردة إجراء الفحوص الآتية عند الطبيب البيطري:
- اختبار PCR لعينة من القشور الجلدية أو مسحة فموية.
- الفحص المجهري الإلكتروني لرؤية جسيمات الفيروس.
- عزل الفيروس داخل مختبرات متخصّصة عالية الأمان (BSL-3).
- خزعة جلدية لفحص الأنسجة تحت المجهر إذا لزم الأمر.
العلاج والرعاية الداعمة
لا يوجد دواء نوعي مُعتمد حاليًا لهذا المرض في الحيوانات الصغيرة، لكن يمكن لطبيبك البيطري أن يوصي بإجراءات داعمة:
- السوائل الوريدية أو الفموية لمنع الجفاف.
- مضادات حيوية عند الاشتباه بعدوى بكتيرية ثانوية.
- مُسكّنات وخافضات حرارة للسيطرة على الألم والحمّى.
- دواء Tecovirimat أو Brincidofovir في الحالات الشديدة (تحت إشراف بيطري وبترخيص خاص).

مخاطر انتقال العدوى إلى البشر والحيوانات الأخرى
تتراوح خطورة انتقال جدري القردة من كلاب البراري إلى البشر بين متوسطة ومنخفضة، لكنها قابلة للحد بشكل كبير عند الالتزام بإجراءات الوقاية. الأشخاص الأكثر عرضة هم:
- مربّو الحيوانات والعاملون في متاجر الحيوانات الأليفة.
- الأطفال أو ذوو المناعة الضعيفة.
- الأشخاص الذين يلامسون سوائل أو أنسجة الحيوان المصاب من دون قفازات.
تنبيه: في حال ظهرت عليك أعراض مشابهة بعد التعامل مع حيوان مصاب، استشر الطبيب فورًا واذكر له تفاصيل تعاملك مع الحيوان.
استراتيجيات الوقاية والحجر الصحي
الوقاية دائمًا أسهل (وأرخص) من العلاج، وتتضمن:
- عزل أي حيوان جديد لمدة 30 يومًا قبل إدخاله إلى التجمع.
- استخدام قفازات عند تنظيف القفص أو التعامل مع حيوان مريض.
- تطهير أوعية الطعام وأماكن النوم يوميًا بمُطهّر معتمد.
- غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون بعد كل تعامل.
- التخلّص الآمن من القشور والمواد الملوثة في حاوية مغلقة.


متى يجب استشارة الطبيب البيطري؟
اتصل بطبيبك البيطري فور ظهور أي من الأعراض التالية:
- حمّى مستمرة لأكثر من 24 ساعة.
- طفح جلدي يزداد سوءًا أو ينتشر بسرعة.
- صعوبة تنفس أو إفرازات أنفية كثيفة.
- امتناع الحيوان عن الطعام والشراب ليوم كامل.
خلاصة
يمثّل جدري القردة تحديًا صحيًّا لكلاب البراري ومربّيها، لكن بفهم طرق انتقال المرض وأعراضه، وبتطبيق إجراءات وقائية صارمة، يمكنك حماية حيوانك الأليف وأسرتك على حد سواء. تذكّر أن الاستشارة البيطرية المبكرة هي حجر الأساس لتقليل المضاعفات وزيادة فرص الشفاء.
المراجع
- منظمة الصحة العالمية. “Monkeypox Fact Sheet.” , 2022. www.who.int