ثماني حقائق أساسية عن دورة حياة القراد وكيفية حماية حيوانك الأليف
تُعدُّ طفيليات القراد من أخطر الآفات التي قد تهدد صحة الحيوانات الأليفة والإنسان على حد سواء، فهي تنقل مجموعة واسعة من الأمراض وقد تعيش في بيئتك لفترات طويلة دون أن تلاحظها. في هذا المقال سنستعرض ثماني حقائق جوهرية عن دورة حياة القراد، وكيف يمكنك استخدام هذه المعلومات لحماية حيوانك الأليف ومنزلك.

1. القراد يزدهر في البيئات الرطبة والمعتدلة
تفضِّل معظم أنواع القراد الأماكن الظليلة والرطبة مثل الأعشاب الطويلة، أكوام الأوراق، الشجيرات الكثيفة وحواف الغابات. وجود الرطوبة يمكّنها من الحفاظ على سوائل جسمها ويمنع جفافها بسرعة، بينما توفّر النباتات الطويلة منصة مثالية لعملية “التصيّد” (Questing) حيث تنتظر مرور العائل الملائم.

2. دورة حياة القراد تمر بأربع مراحل رئيسية
تبدأ دورة الحياة بالبيض ثم اليرقة (ذات الست أرجل)، يليها الحوراء أو الحورية (ذات الثماني أرجل) وأخيرًا القراد البالغ. يحتاج القراد إلى وجبة دم واحدة على الأقل في كل مرحلة لينتقل إلى المرحلة التالية، وقد تمتد الدورة بالكامل من عدة أشهر إلى أكثر من عام تبعًا للنوع والبيئة.
- البيض: تضع الأنثى مئات إلى آلاف البيوض في التربة الرطبة.
- اليرقة: صغيرة للغاية، تبحث عادةً عن قوارض صغيرة كمصدر دم.
- الحورية: أكبر حجمًا وأكثر قدرة على إصابة الحيوانات الأليفة أو البشر.
- البالغ: تتزاوج الإناث والذكور على العائل أو في البيئة قبل وضع البيض.

3. يمكن للقراد أن يظل ملتصقًا بعائله لعدة أيام
على عكس البراغيث التي تقفز سريعًا، يثبت القراد أجزاء فمه داخل جلد العائل ويبدأ بامتصاص الدم ببطء. قد يبقى ملتصقًا من 3 إلى 10 أيام حتى يشبع، وخلال هذه الفترة يزداد حجم جسمه بشكل ملحوظ. هذا الالتصاق المطوّل هو ما يمنح الطفيلي الوقت الكافي لنقل مسببات الأمراض.

4. القراد لا يُولد حاملاً للأمراض، بل يلتقطها أثناء تغذيته
عندما تتغذى اليرقات على قوارض أو حيوانات برية مصابة، فإنها تلتقط بكتيريا أو طفيليات أو فيروسات معينة. تظل هذه المسببات داخل جسم القراد لتُنقل لاحقًا إلى عائل جديد في المراحل اللاحقة.
5. الأمراض التي ينقلها القراد قد تصيب الكلاب والقطط والإنسان
يعد داء لايم (Lyme) الأكثر شيوعًا، إضافة إلى الإريخلية (Ehrlichiosis)، الأنابلازما (Anaplasmosis)، البابيزيا (Babesiosis) وغيرها الكثير. بعضها قد يُسبب أعراضًا خفيفة كالحُمّى والخمول، في حين قد يؤدي بعضها الآخر إلى مشكلات خطيرة مثل الفشل الكلوي أو اضطرابات عصبية إذا تُركت دون علاج.

6. سرعة انتقال المرض تعتمد على عامل الوقت
تُظهر الدراسات أن انتقال أغلب مسببات الأمراض لا يحدث فور التصاق القراد، بل يحتاج من 3 إلى 6 ساعات – وأحيانًا حتى 24 ساعة – من الامتصاص المتواصل. لذلك فإن الفحص اليومي وإزالة القراد في أسرع وقت ممكن يقلل بشكل كبير من خطر العدوى.
7. القراد قادر على البقاء شهورًا بلا غذاء
في مرحلة “التصيّد” يمكن للقراد تحمُّل الجوع لفترات طويلة تصل إلى عام كامل بانتظار مرور عائل مناسب. هذه القدرة على الصمود تعني أنه قد يبقى مختبئًا في فناء منزلك أو داخل منزلك إذا توافرت الرطوبة اللازمة.

8. الوقاية على مدار العام هي خط الدفاع الأول
تشمل الإجراءات الوقائية:
- استخدام الأدوية الوقائية الموصى بها من الطبيب البيطري (حبوب أو نقط موضعية أو أطواق).
- التحقق من جسم الحيوان الأليف بعد النزهات، خصوصًا حول الأذنين وبين أصابع القدم وتحت الذيل.
- قص العشب وإزالة الأوراق المتساقطة لتقليل بيئة القراد.
- غسل مفارش النوم والألعاب القماشية بانتظام على درجات حرارة عالية.
- ارتداء قفازات عند إزالة القراد واستخدام ملقط رفيع الرأس لسحب الطفيلي مباشرة من أقرب نقطة للجلد.

نصيحة بيطرية: حتى الحيوانات المنزلية التي لا تغادر المنزل كثيرًا يمكن أن تتعرض للقراد إذا دخل الطفيلي مع البشر أو حيوانات أخرى. لذا يُوصى بالحماية الوقائية طوال العام.

الخلاصة
معرفة دورة حياة القراد وأماكن انتشاره وأفضل طرق الوقاية منه تمكّنك من حماية حيوانك الأليف وأفراد أسرتك. استشر طبيبك البيطري بشأن برنامج وقائي يناسب منطقتك ونمط حياة حيوانك، ولا تتهاون في الفحص الدوري والتنظيف، فجرعة الوقاية الواحدة قد تُجنبك مشكلات صحية معقدة لاحقًا.
المراجع
- المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها. “القراد: معلومات أساسية.” , 2022-05-05. www.cdc.gov
- مؤسسة راينباو للعلوم البيطرية. “دورة حياة القراد وأثرها على صحة الحيوانات.” , 2021-10-15. www.rainbowvet.com