توقّف القلب عند القطط: الدليل الشامل للأسباب والأعراض والإسعافات الأولية
يُعَدّ توقّف القلب (Cardiac Arrest) من أشدّ الحالات الطبية خطورة على حياة القطط، إذ يتوقّف القلب فجأة عن ضخّ الدم إلى أنحاء الجسم، ما يؤدي إلى نقص حاد في الأكسجين يصل إلى الدماغ والأعضاء الحيوية في غضون ثوانٍ معدودة. في هذا المقال الشامل، نستعرض كل ما يحتاجه مُربّو القطط من معلومات حول أسباب توقّف القلب، علاماته التحذيرية، طرق التشخيص والعلاج الفوري، بالإضافة إلى نصائح الوقاية لضمان سلامة أصدقائنا الفرويين.
تنويه مهم: يُعَدّ هذا الدليل تثقيفيًا ولا يُغني عن استشارة الطبيب البيطري المختص عند الطوارئ.
ما هو توقّف القلب؟
يحدث توقّف القلب عندما يتوقّف القلب فجأة عن الانقباض بفعاليّة، أو يتعثّر جهازه الكهربائي الداخلي فيُنتج إيقاعًا غير طبيعي (اضطراب نظم)، ما يمنع الدم المؤكسج من الوصول إلى الدماغ والرئتين وبقية الأعضاء. إذا لم يتم التدخّل خلال الدقائق الأولى، فقد يؤدي ذلك إلى فشل تنفسي دائم أو الوفاة.

أسباب توقّف القلب لدى القطط
قد تتنوّع الأسباب الكامنة وراء هذه الحالة، وغالبًا ما تكون متعلّقة بأمراض القلب أو مواقف طارئة أخرى:
- أمراض القلب الأساسية: مثل اعتلال عضلة القلب الضخامي (HCM) أو اعتلال عضلة القلب التوسّعي.
- اضطرابات كهربائية: خلل في نظام التوصيل القلبي يؤدي إلى تسرّع أو تباطؤ شديد في النبض.
- الصدمة أو النزيف الحاد: حوادث السير، السقوط من ارتفاع، أو فقدان الدم الشديد.
- التسمّم: التعرّض للأدوية البشرية (كالأسيتامينوفين) أو نباتات سامة مثل الزنبق.
- الاختناق أو مشاكل تنفّسية: الربو الشديد، السوائل في الرئتين أو انسداد مجرى الهواء.
- نقص البوتاسيوم، فرط البوتاسيوم، الحماض الأيضي، انخفاض السكر الحاد.
- انخفاض درجة الحرارة الشديد (Hypothermia): خصوصًا لدى القطط الصغيرة أو المسنّة.
- مضاعفات التخدير: أثناء الجراحات أو بعدها مباشرة دون مراقبة دقيقة.

الأعراض والعلامات الطارئة
توقّف القلب قد يحدث فجأة، ومع ذلك، هناك إشارات تحذيرية يجب التنبه لها:
- فقدان الوعي أو الت Collapse الكلّي.
- انعدام النبض أو صعوبة تحسّسه على الشريان الفخذي.
- سرعة تنفّس غير طبيعية، أو توقّف التنفّس كليًا.
- اتّساع حدقة العين دون استجابة للضوء.
- لون لثة أزرق مائل للرمادي (زرقة).
- برودة الأطراف عند اللمس.
الإسعافات الأولية: كيفية إجراء الإنعاش القلبي الرئوي (CPR) للقطط
التدخل العاجل قد يصنع الفارق بين الحياة والموت. اتبع الخطوات التالية حتى وصولك إلى أقرب طبيب بيطري:
1. تقييم السلامة والمراقبة الأولية
تحقق من عدم وجود مخاطر في المكان، ثم افحص وعي القط وتنفسه ونبضه خلال أقل من 15 ثانية.
2. وضعية القط
تمدّد القط على جانبه الأيمن فوق سطح صلب. احرص على تمديد الرأس برفق لفتح مجرى الهواء.
3. ضغطات الصدر الخارجية
- ضع يديك (أو يد واحدة في القطط صغيرة الحجم) على الجزء الأعرض من القفص الصدري خلف الكوع مباشرة.
- اضغط بمعدل 100–120 ضغطة في الدقيقة، مع السماح للقفص الصدري بالعودة إلى وضعه الطبيعي بين الضغوطات.

4. التهوية الاصطناعية
بعد كل 30 ضغطة، اغلق فم القط بلطف، وضع فمك على أنفه لتشكيل مانع تسرب، وانفخ برفق حتى ترى الصدر يرتفع. كرّر ذلك مرتين ثم عد إلى الضغطات.
5. النقل العاجل
استمر في الدورة (30 ضغطة/2 نفس) أثناء نقله، واستعن بشخص آخر إن أمكن. كل دقيقة، تحقّق سريعًا من نبض القطة.
التشخيص في العيادة البيطرية
يُجري الطبيب البيطري فحصًا سريريًا كاملًا ويعتمد على أدوات تشخيصية لتحديد السبب وإدارة الحالة:
- مخطط كهربية القلب (ECG): لتحديد نوع اضطراب النظم.
- تحاليل دم شاملة: لتقييم الشوارد، سكر الدم، وظائف الكبد والكلى.
- الأشعة السينية: للتأكد من وجود سوائل في الرئتين أو تضخم القلب.
- الإيكو (موجات فوق صوتية للقلب): لتقييم بنية عضلة القلب وصماماتها.

العلاج المتخصّص بعد الإنعاش
بعد نجاح CPR واستعادة النبض، قد يلجأ الطبيب البيطري إلى:
- تزويد القط بالأكسجين عبر قناع أو حجرة أكسجين.
- إعطاء أدوية مثل الإبينفرين أو الأتروبين لتعزيز عمل القلب.
- استخدام جهاز مزيل الرجفان (Defibrillator) عند اضطراب النظم البطيني.
- تثبيت قسطرة وريديّة للسوائل والأدوية.
- معالجة السبب الكامن (إزالة السموم، تصحيح الشوارد، علاج النزيف…إلخ).
- مراقبة مستمرة لوظائف القلب والتنفس طوال 24–48 ساعة.
احتمالات الشفاء والتوقعات
تعتمد فرص البقاء على عدة عوامل:
- سرعة بدء CPR — كل دقيقة تأخير تقلل معدل النجاة بنسبة تقارب 10٪.
- سبب توقّف القلب ومدى قابليته للعلاج.
- حالة القط السابقة: العمر، وجود أمراض قلبية مزمنة، أو أمراض أخرى.
- خبرة الفريق البيطري وإمكانات العيادة.
بشكل عام، تظل نسبة النجاة أقل من 10–15٪، لكن التدخل السريع والمتخصّص يُحسّن الاحتمالات.

سبل الوقاية ونصائح للعناية اليومية
- إجراء فحوصات قلب دورية، خاصة للسلالات المعرّضة لأمراض القلب.
- الحرص على نظام غذائي متوازن خالٍ من الملح الزائد والدهون.
- منع القط من الوصول إلى الأدوية البشرية أو النباتات السامة.
- مراقبة وزن القط والنشاط البدني بانتظام.
- إبلاغ الطبيب قبل أي جراحة أو تخدير، مع طلب وجود أجهزة مراقبة قلبية.
- التعرّف على الإسعافات الأولية الأساسية للقطط وتعلّم CPR.
أسئلة شائعة
هل يمكن أن يتعافى القط تمامًا بعد توقّف القلب؟
إذا تم إنقاذه بسرعة وعولج السبب الكامن، فقد يستعيد القط جودة حياة مقبولة، لكن بعض القطط قد تحتاج إلى أدوية قلبية مدى الحياة.
كم دقيقة يمكنني الانتظار قبل البدء بالإنعاش؟
لا يجب الانتظار أكثر من 5–10 ثوانٍ بعد تأكدك من غياب النبض والتنفس. كل تأخير يضر فرصة البقاء.
هل يخدم التعريف المُسبق بالحالة أصحاب القطط؟
بالتأكيد. إذا كان القط يعاني من مرض قلب معروف، سيصف الطبيب أدوية أو إجراءات لتقليل خطر التوقف القلبي مستقبلًا.
الخلاصة
توقّف القلب لدى القطط حالة طارئة تتطلب سرعة التدخل ودقة الإجراءات. إعداد نفسك بالمعرفة اللازمة حول CPR، والحرص على زيارات بيطرية منتظمة، وتجنّب الأخطار البيئية يمكن أن يُنقذ حياة قطك المحبوب.
إذا اشتبهت بأي حالة طارئة، لا تتردد في الاتصال بالعيادة البيطرية فورًا.
المراجع
- المدرسة البيطرية الدولية. “اختبارات القلب الأساسية في القطط وكيفية التعامل معها..” , 2022-12-13. www.vetschool.com
- فرقة الإنعاش القلبي. “أهمية الإنعاش القلبي الرئوي في القطط..” , 2018-08-17. www.cprteam.org