تفاعلات الجلد الدوائية لدى القطط: دليل كامل لفهمها وتشخيصها وعلاجها
قد تتحول الجرعة الدوائية التي تهدف إلى علاج مرضٍ ما إلى سبب لمشكلة جديدة تماماً لدى قطتك، إذ يمكن لبعض الأدوية أن تُحدث تفاعلات غير مرغوب فيها على الجلد تُعرف باسم «تفاعلات الجلد الدوائية». في هذا الدليل الشامل، نستعرض كل ما تحتاج لمعرفته لحماية صديقك الودود من هذه الحالة، بدءاً من الأسباب ومروراً بالتشخيص وصولاً إلى العلاج والرعاية المنزلية.

ما هي تفاعلات الجلد الدوائية؟
تفاعلات الجلد الدوائية (Cutaneous Drug Eruptions) هي استجابة مناعية أو سُمّية يطلقها جسم القطة بعد تناول دواء معيّن أو عند تعرّضها لمستحضرات موضعية، ما يؤدي إلى تغيّرات جلدية تبدأ بحكّة بسيطة وقد تصل إلى تقرّحات واسعة أو تساقط الشعر.
تنشأ هذه التفاعلات عادةً خلال أيام إلى أسابيع من بدء الدواء، لكن في بعض الحالات قد تظهر بعد جرعة واحدة فقط.
كيف يحدث التفاعل الدوائي في جلد القطة؟
تعمل بعض الأدوية أو نواتج استقلابها كمستضدّات (Antigens) ترتبط ببروتينات الجلد، فيتعرّف عليها الجهاز المناعي كأجسام غريبة ويُطلق استجابة التهابية تشمل:
- تحرير الهيستامين وغيره من الوسائط الالتهابية
- ارتشاح الخلايا المناعية في الأدمة
- إطلاق الشوارد الحرّة التي تُتلف الطبقات السطحية
الأعراض والعلامات السريرية

تتنوّع الأعراض بحسب شدة التفاعل وطبيعة الدواء، إلا أن أكثرها شيوعاً:
- حكّة ملحوظة قد تدفع القطة للخدش المفرط أو العض.
- طفح جلدي أو حبيبات حمراء تظهر على الوجه، الرقبة، البطن أو الفخذين.
- تورّم الوجه أو الأذنين مع احتمال ظهور الشَرَى (Urticaria).
- تساقط الشعر الموضعي أو الواسع (Alopecia).
- قشور وجُلبات (Crusting) أو تقرّحات مفتوحة في الحالات الشديدة.
- حُمّى وخمول عام عندما يكون التفاعل جهازياً.
الأدوية الأكثر تورطاً

رغم إمكانية تسبب أي دواء بردّ فعل جلدي، فإن الإحصاءات البيطرية تشير إلى مجموعة أدوية ترتبط بالحالة بشكل أكبر:
- المضادات الحيوية مثل البنسيلين والسلفوناميدات.
- مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs).
- الكورتيكوستيرويدات عند الاستخدام المديد أو الجرعات العالية.
- منتجات مكافحة البراغيث والقراد الموضعية أو الفموية.
- أدوية الغدة الدرقية أو القلب في حالات أقل شيوعاً.
كيفية التشخيص عند الطبيب البيطري

1. التاريخ الدوائي
يسأل الطبيب بالتفصيل عن الأدوية الموصوفة حديثاً، الجرعات، وتوقيت ظهور الأعراض.
2. الفحص السريري
يتفحّص البيطري الجلد والأغشية المخاطية، ويبحث عن نمط الطفح ومكانه.
3. الاختبارات المساعدة
- كشط الجلد أو الثقافة الفطرية لاستبعاد طفيليات أو فطريات.
- خزعة جلدية في الحالات غير الواضحة.
- اختبار الدم لتقييم وظائف الكبد والكلى عند الشك بتفاعل سام جهازي.
يتم التشخيص غالباً بالاستبعاد (Exclusion) وتحسّن الحالة بعد إيقاف الدواء يؤكّد الشك.
خطة العلاج

يعتمد العلاج على سرعة التدخل ونوع التفاعل:
- إيقاف الدواء المسبب فوراً أو تبديله ببديل آمن.
- استخدام الكورتيكوستيرويدات قصيرة الأمد لخفض الالتهاب.
- مضادات الهيستامين لتخفيف الحكة.
- مضادات حيوية موضعية أو جهازية عند وجود عدوى ثانوية.
- حمّام شوفان مهدئ أو شامبو علاجي عند توصية الطبيب.
الرعاية المنزلية والمتابعة
بعد عودة القطة إلى المنزل، اتبع الإرشادات التالية لضمان شفاء كامل:
- استخدم طوق الإليزابيث لمنع الخدش إن لزم الأمر.
- التزم بجميع الأدوية الموصوفة، ولا توقفها مبكراً.
- راقب أي طفح جديد واستخدم هاتفك لالتقاط صور توثيقية لتقدم الحالة.
- رتّب زيارة متابعة في غضون 7–10 أيام أو حسب إرشادات الطبيب.
الوقاية وتقليل المخاطر
لا يمكن دائماً منع التفاعلات الدوائية، لكن تطبيق النصائح التالية يقلل الاحتمال بشكل كبير:
- تجنّب صرف أي دواء دون وصفة بيطرية.
- أبلغ الطبيب بتاريخ الحساسية السابق عند قطتك.
- جرّب جرعة اختبارية صغيرة عند إدخال دواء جديد.
- احفظ أدوية البشر بعيداً عن متناول القطط.
- التزم بجرعات الوقاية من البراغيث والقراد الموصى بها فقط.
أسئلة شائعة
هل يمكن أن تعود التفاعلات الجلدية إذا تناولت القطة الدواء نفسه مجدداً؟
نعم، وغالباً تكون أشد في المرة الثانية، لذا يُوصى بتوثيق اسم الدواء في ملف القطة ومنع استخدامه مستقبلاً.
هل العلاجات العشبية آمنة؟
العلاجات الطبيعية قد تبدو آمنة، لكنها قادرة أيضاً على إحداث تفاعلات جلدية أو تفاعل مع أدوية أخرى، لذا استشر البيطري أولاً.
خاتمة
تفاعلات الجلد الدوائية حالة يمكن السيطرة عليها شريطة التشخيص المبكر والتدخل السريع. حافظ على تواصل وثيق مع طبيبك البيطري، وانتبه لأي تغيّرات جلدية تظهر على قطتك بعد بدء دواء جديد. بوعي واستجابة سريعة، ستعود قطتك إلى حالتها الطبيعية في أقرب وقت.

المراجع
- كاثرين م. بربور. “دليل التعامل مع التفاعلات الجلدية الناتجة عن الأدوية في القطط.” , 2019-08-20. www.ncbi.nlm.nih.gov