تطعيم إنفلونزا الكلاب: هل يحتاج كلبك إليه حقاً؟
بدأ الحديث عن إنفلونزا الكلاب (Canine Influenza) يزداد في السنوات الأخيرة بعد سلسلة من التفشّيات في الولايات المتحدة وأماكن أخرى من العالم، ما دفع الكثير من مربي الكلاب إلى التساؤل: «هل يجب أن يحصل كلبي على لقاح إنفلونزا الكلاب؟» في هذا الدليل الشامل، سنستعرض كل ما تحتاج لمعرفته عن الفيروس، سلالاته، طرق العدوى، الأعراض، فاعلية اللقاح، ومتى يكون التطعيم ضرورياً.
ما هي إنفلونزا الكلاب؟
إنفلونزا الكلاب هي مرض تنفُّسي فيروسي شديد العدوى يصيب الكلاب حصراً. ينتمي الفيروس إلى عائلة Orthomyxoviridae نفسها التي تضم فيروسات الإنفلونزا البشرية، لكنه مختلف جينياً ولا ينتقل إلى الإنسان وفقاً للأبحاث الحالية.
سلالات الفيروس المنتشرة
- H3N8: ظهرت لأول مرة في عام 2004 بعدما انتقل الفيروس من الخيول إلى الكلاب، وسُجِّل أساساً في الولايات المتحدة.
- H3N2: رُصِد للمرة الأولى في كوريا الجنوبية عام 2006 وانتقل إلى أمريكا الشمالية عام 2015. يتميّز بسرعة انتشاره وقدرته على إصابة القطط في حالات نادرة.
تتوفّر اليوم لقاحات منفصلة لكل سلالة، إلى جانب لقاح ثنائي (Bivalent) يقدّم حماية مزدوجة.
كيف ينتقل الفيروس؟
تنتقل إنفلونزا الكلاب عبر الرذاذ التنفّسي عندما يسعل الكلب أو يعطس أو حتى أثناء النباح، كما يمكن للفيروس البقاء على الأسطح (الأوعية، الأطواق، الأيدي، الملابس) لعدة ساعات. فترة حضانته قصيرة (بين يومين وأربعة أيام)، ويكون الكلب مُعدياً أحياناً قبل ظهور الأعراض.
الأماكن ذات الخطورة العالية
- ملاجئ الحيوانات ومراكز التبني
- محال العناية والتجميل (Grooming)
- مرافق التدريب ومسابقات الطاعة والرياضة
- متنزّهات الكلاب والأماكن العامة المزدحمة
- بيوت الإيواء أو الفنادق المخصّصة للحيوانات الأليفة
أعراض إنفلونزا الكلاب
تظهر الأعراض عادةً خلال 2–4 أيام من التعرُّض للعدوى، وقد تتراوح حدّتها بين خفيفة وحادّة:
- سعال جاف أو رطب يستمر 10–30 يوماً
- عطس وسيلان أنفي مُخاطي أو قيحي
- حُمّى (قد تصل إلى 40.5° مئوية)
- خمول وفقدان شهية
- ضيق تنفّس أو التهابات رئوية ثانوية في الحالات الشديدة
تبلغ نسبة الوفيات أقل من 10٪، وغالباً ترتبط بمضاعفات كالتهاب رئوي بكتيري.
هل لقاح إنفلونزا الكلاب لقاح أساسي أم اختياري؟
يصنَّف اللقاح ضمن فئة «لقاحات نمط الحياة» (Non-core)، أي يُوصى به بناءً على نمط حياة الكلب ومدى تعرّضه للعدوى. تُوصي الجمعية الأميركية لممارسي طب الحيوانات (AAHA) بإعطائه للكلاب التي:
- تعيش أو تقيم في مناطق شهدت تفشّيات سابقة.
- تزور بانتظام بيوت الإيواء، أو تشارك في عروض ومسابقات.
- تختلط مع عدد كبير من الكلاب في المتنزّهات أو مراكز التدريب.
بعض مرافق الإيواء أو صالونات التجميل قد تفرض التطعيم كشرط للدخول لحماية كلاب الزوار.
معلومات مهمة عن اللقاح
آلية الإعطاء
- جرعتان أوليّتان يفصل بينهما 2–4 أسابيع.
- يليهما جرعة تنشيطية سنوية.
فاعلية اللقاح
لا يمنع اللقاح العدوى بنسبة 100٪، لكنه يقلّل بشكل كبير من:
- شدة الأعراض ومدة المرض.
- كمية الفيروس المطروحة وبالتالي انتشار العدوى.
الآثار الجانبية المحتملة
غالبية الكلاب تتحمّل اللقاح جيداً، لكن قد تلاحظ:
- خمولاً خفيفاً أو فقدان شهية ليوم أو يومين.
- انتفاخاً أو ألم موضعي عند موضع الحقن.
- تفاعلات تحسّسية نادرة (تورّم الوجه، تقيؤ، إسهال) تتطلب استشارة بيطرية فورية.
معلومة من الطبيب البيطري: «إذا كان كلبك يزور مراكز الإيواء في مواسم العطلات، فابدأ برنامج التطعيم قبل ثلاثة أسابيع على الأقل لضمان تكوين الأجسام المضادة.»
طرق وقائية إضافية
- عزل الكلب المصاب لمدة 21 يوماً على الأقل.
- تعقيم الأوعية والألعاب والأسطح بمطهّر فعّال ضد الفيروسات.
- غسل اليدين وتغيير الملابس بعد التعامل مع كلاب مختلفة.
- تجنب المناطق المزدحمة أثناء تفشّي المرض.
متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟
استشر الطبيب فوراً إذا لاحظت سعالاً مستمراً، حُمّى، أو صعوبة تنفّس على كلبك. التشخيص المبكّر والعلاج الداعم (سوائل، مضادات حيوية إذا لزم الأمر) يمنعان تفاقم الحالة.
الخلاصة
لقاح إنفلونزا الكلاب ليس إلزامياً لكل الكلاب، لكنه ضروري لمن يتعرّضون لمصادر عدوى محتملة. استشارة الطبيب البيطري، وتقييم نمط حياة كلبك، واتخاذ التدابير الوقائية ستضمن له صحّة أفضل وتعافياً أسرع في حال الإصابة.