سم السحالي وخطورته على صحة قطك
قد تبدو السحالي مخلوقات مسالمة، إلا أن بعضها يحمل سمًّا قادرًا على التسبب في مشكلات صحية خطيرة لقطتك. في هذا الدليل، نستعرض بالتفصيل كل ما تحتاج إلى معرفته حول تسمم القطط بسم السحالي، من الأنواع الأكثر خطورة إلى طرق الإسعاف والعلاج والوقاية.

لمحة سريعة عن التسمم بسم السحالي
يحدث التسمم عندما تعض السحلية السامة القطة فتُنقل مكونات سُمّيّة عبر لعاب السحلية إلى مجرى دم القطة. يؤدي ذلك إلى اضطرابات جهازية قد تشمل الجهاز القلبي الوعائي، والجهاز العصبي، والأنسجة الرخوة المحيطة بمكان العضة.
السحالي السامة الأكثر شيوعًا
- سحلية جيلا (Gila Monster – Heloderma suspectum): تعيش في جنوب غرب الولايات المتحدة وشمال المكسيك، وتمتاز بقدرتها على إفراز سم بروتيني قوي.
- السحلية المخرزة المكسيكية (Mexican Beaded Lizard – Heloderma horridum): تنتشر في بعض مناطق المكسيك وأمريكا الوسطى وتُعد قريبة لسحلية جيلا من حيث تركيب السم.

كيف تتعرض القطط لعضات السحالي؟
غالبًا ما تتعرض القطط للعض حول الرأس أو الأطراف الأمامية أثناء صيدها أو لعبها مع السحالي. تتميز السحالي السامة بأسنان معقوفة تسمح لها بالتمسك بالفريسة لفترة أطول، ما يزيد من كمية السم المحقونة.
آلية عمل السم
يحتوي السم على إنزيمات محللة للبروتين ومواد موسعة للأوعية تسبب:
- انخفاضًا حادًا في ضغط الدم.
- اضطرابًا في معدل ضربات القلب (سرعة أو بطء أو عدم انتظام).
- تلف الأنسجة حول موقع العضة نتيجة التفاعل الالتهابي.
الأعراض السريرية للتسمم بسم السحالي
قد تظهر الأعراض خلال دقائق إلى ساعات، وتشمل:
- ألم واضح وصراخ عند لمس مكان العضة.
- تورم سريع واحمرار أو نزيف موضعي.
- لعاب مفرط أو سيلان من الفم.
- قيء أو إسهال.
- ضعف عام وارتعاش أو انهيار مفاجئ.
- عدم انتظام ضربات القلب أو صعوبة في التنفس.
- نوبات تشنجية في الحالات الشديدة.

التشخيص داخل العيادة البيطرية
يعتمد الطبيب البيطري على التاريخ المرضي (رؤية العضة أو العثور على السحلية)، والفحص السريري الشامل، بالإضافة إلى إجراء:
- قياس العلامات الحيوية (حرارة، نبض، تنفس، ضغط الدم).
- تحاليل دم كاملة لتقييم وظائف الأعضاء وكيمياء الدم.
- مخطط كهربائي للقلب (ECG) لرصد أي اضطرابات قلبية.
- أشعة سينية أو تصوير بالموجات فوق الصوتية لتقييم الأنسجة العميقة عند الحاجة.
الإسعافات الأولية في المنزل
تنبيه: لا تحاول امتصاص السم أو جرح الجلد حول مكان العضة. بدلاً من ذلك:
- أبعد السحلية عن القطة بأمان؛ لا تعرض نفسك للعض.
- ثبّت القطة لتقليل الحركة والانتشار السريع للسم.
- اشطف مكان العضة بلطف باستخدام ماء نظيف لإزالة أي بقايا سطحية.
- توجَّه مباشرة إلى أقرب عيادة بيطرية طارئة.
العلاج البيطري المتخصص

الرعاية الداعمة
يشمل ذلك إعطاء سوائل وريدية للحفاظ على ضغط الدم وحجم الدورة الدموية، ومراقبة تخطيط القلب على مدار الساعة.
السيطرة على الألم والالتهاب
يُستخدم مزيج من مسكنات الألم (أفيونية أو غير أفيونية) ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية عند الحاجة وتحت مراقبة دقيقة.
مضادات حيوية وقائية
قد يصف الطبيب مضادًا حيويًا واسع الطيف لتقليل خطر العدوى البكتيرية الثانوية، نظرًا لاحتواء لعاب السحالي على بكتيريا متعددة.
التعامل مع المضاعفات القلبية
في حال ظهور اضطراب نظم القلب، يمكن استعمال أدوية مضادة لاضطراب النظم مثل ليدوكايين أو إسمولول وفق حالة القطة.
الاستشفاء والمراقبة
تُحتجز القطط المصابة عادةً 24–48 ساعة لمتابعة العلامات الحيوية وضمان استقرارها قبل السماح لها بالعودة إلى المنزل.
مرحلة التعافي في المنزل
بعد الخروج من العيادة:
- إبقاء القطة في مكان هادئ ومراقبتها بحثًا عن أي تورم أو نزيف متجدد.
- إعطاء الأدوية حسب الجرعات المحددة وعدم التوقف عنها مبكرًا.
- مراجعة الطبيب فورًا عند ملاحظة خمول أو صعوبة تنفس أو أي سلوك غير طبيعي.
التوقعات على المدى البعيد
مع التدخل السريع، تتعافى معظم القطط بشكل كامل خلال أسبوع إلى أسبوعين. إلا أن التأخر في العلاج قد يؤدي إلى مضاعفات دائمة مثل تلف الأنسجة العميق أو اضطرابات قلبية مزمنة.
سبل الوقاية

- حافظ على بقاء قطتك داخل المنزل أو تحت إشراف مباشر في الهواء الطلق.
- ركّب أسوارًا مانعة لدخول الزواحف حول الفناء إذا كنت تعيش في مناطق يتواجد فيها هذا النوع من السحالي.
- أزِل مصادر الجذب مثل أكوام الأخشاب أو الصخور حيث قد تختبئ السحالي.
- تواصل مع السلطات المحلية المختصة بالحياة البرية عند مشاهدة سحلية سامة في محيط منزلك.
تذكّر: الوقاية والتدخل المبكر هما أفضل طريق لحماية قطتك من أخطار سم السحالي.