تسمم السرخس في الخيول: الدليل الشامل للوقاية والعلاج
يُعَدُّ تسمم السرخس (Bracken Fern Poisoning) أحد أخطر المخاطر الصامتة التي تهدد صحة الخيول في المراعي المفتوحة. فمجرد وجود كميات صغيرة من نبات السرخس (Pteridium aquilinum) وسط العلف أو الحشائش قد يؤدي إلى نقص حاد في فيتامين B1 (الثيامين) وما يترتب على ذلك من مشكلات عصبية قد تودي بحياة الخيل إذا لم يُتدارك الأمر سريعًا.

ما هو تسمم السرخس؟
يتسبب نبات السرخس في إنتاج إنزيم يُدعى ثياميناز يعمل على تكسير فيتامين B1 داخل جسم الحصان. وبمرور الوقت تؤدي هذه العملية إلى خلل عصبي خطير بسبب قصور وظائف الجهاز العصبي المركزي.
أين يوجد السرخس؟
- المراعي الرطبة وحواف الغابات.
- كدس التبن أو البالات المختلطة بالأعشاب البرية.
- الأراضي المهملة أو غير المروية بانتظام، حيث ينمو السرخس سريعًا.

الأسباب وعوامل الخطورة
1. الجرعة التراكمية
لا يحدث التسمم عادةً بعد وجبة واحدة، بل نتيجة تناول كميات صغيرة على مدى أسابيع (من 1 إلى 2 شهر تقريبًا)، إلى أن ينفد مخزون الجسم من الثيامين بالكامل.
2. الأعلاف الملوثة
قد يختبئ السرخس داخل التبن الجاف، ما يصعّب على المُربّي اكتشافه، خصوصًا عندما يكون النبات متفتّتًا.
3. فترات الجفاف الطويلة
خلال الجفاف يقلّ العشب الأخضر، فتلجأ الخيول إلى النباتات غير المرغوب فيها مثل السرخس.
الأعراض السريرية

تظهر الأعراض تدريجيًا، وبمجرد ملاحظة أيٍّ منها يجب استدعاء الطبيب البيطري على الفور:
- رعشة عضلية وعدم اتزان
- انخفاض الشهية وخسارة الوزن
- ارتعاش الجفن وتشنُّج العضلات
- كآبة أو خمول واضح
- تشنجات وربما نوبات صرع
- الاستلقاء المستمر وعدم القدرة على الوقوف
- فقدان البصر المؤقت في الحالات المتقدمة
تشخيص الإصابة

يعتمد التشخيص على ثلاثة محاور أساسية:
- التاريخ المرضي: وصول الحصان إلى مراعي معروفة بوجود السرخس أو تناوله تبنًا مشكوكًا في مصدره.
- الفحص الإكلينيكي: تقييم الوظائف العصبية، لون الأغشية المخاطية، وانعكاسات القزحية.
- التحاليل المعملية: قياس تركيز الثيامين في الدم، واختبارات وظائف الكبد والكلى لاستبعاد أسباب أخرى.
خطة العلاج
الإجراءات الفورية
عزل الحصان بعيدًا عن مصدر السرخس وتحقيق الاستقرار الحيوي (الحفاظ على حرارة الجسم، معالجة الجفاف).
علاج الثيامين (Vitamin B1)

يُعطى الثيامين بجرعات عالية عبر الوريد أو العضل لعدة أيام متتالية بناءً على شدة الحالة. يستمر العلاج الفموي لفترة أطول لضمان تعويض النقص.
الرعاية الداعمة
- مهدئات خفيفة إذا عانى الحصان من تشنجات.
- سوائل وريدية لمعادلة الجفاف وتصحيح الأملاح.
- مضادات أكسدة لدعم الخلايا العصبية.
الوقاية: درهم وقاية خير من قنطار علاج

- تنظيف المراعي دوريًّا وإزالة أي سرخس ينبت في الحواف.
- استخدام أسوار كهربائية لمنع الخيول من الوصول إلى المناطق الخطرة.
- فحص التبن والبالات قبل التخزين واستبعاد الملوث منها.
- إدارة الرعي بالتناوب وتقليل الضغط على المراعي خلال الجفاف.
- الاستعانة بمواد مكافحة الأعشاب الضارة الموصى بها بيطريًّا.
التوقعات (Prognosis)
إذا تم تشخيص التسمم مبكرًا وعولجت الخيول بجرعات كافية من الثيامين، فإن نسبة الشفاء قد تتجاوز 75 %. لكن عندما يصل الحصان إلى مرحلة العجز عن الوقوف، تقل فرص البقاء بشكل ملحوظ.
أسئلة شائعة
هل يمكن أن يعود الحصان للرعي في نفس المزرعة؟
نعم، شرط التأكد من خلوّها التام من السرخس واتخاذ إجراءات الوقاية.
كم يستغرق التعافي التام؟
تتحسن الأعراض العصبية في غضون أسبوعين إلى ثلاثة بعد بدء العلاج، إلا أن استعادة الوزن قد تتطلب شهرًا أو أكثر.
هل السرخس خطير على أنواع حيوانية أخرى؟
نعم، فهو سام للأبقار والأغنام والماعز أيضًا، لكن آلية السمية قد تختلف بين الأنواع.
الخلاصة: بفحص المراعي بعناية وتوفير الأعلاف النظيفة والتدخل البيطري السريع، يمكنك حماية خيلك من هذا الخطر الصامت والمحافظة على أدائه وحياته لسنوات مقبلة.
المراجع
- محمد عارف. “فرص الشفاء من تسمم السرخس في الخيول.” , 2023-02-24. www.aaep.org