انخفاض الصدر عند القطط (Pectus Excavatum): دليلٌ شامل لصحة قطتك الصدرية
إذا لاحظت أن صدر قطتك يبدو غائراً إلى الداخل بدلاً من أن يكون مستقيماً أو محدباً قليلًا، فقد تكون مصابة بما يُعرف طبيًّا باسم Pectus Excavatum أو «انخفاض الصدر». على الرغم من ندرة هذه الحالة، إلا أن التعرف عليها مبكرًا يُحدث فرقًا هائلًا في سلامة الجهاز التنفسي والقلب لدى القطط.

في هذا الدليل المفصّل، نستعرض كل ما تحتاج معرفته؛ من الأسباب والعلامات المبكرة إلى خيارات العلاج الجراحي وغير الجراحي، بالإضافة إلى نصائح العناية المنزلية لما بعد العملية الجراحية.
ما هو انخفاض الصدر (Pectus Excavatum)؟
هو تشوّه خلقي في عظمة القص (السترنوم) والغضاريف الضلعية يؤدي إلى تقعر واضح في منتصف الصدر. تختلف شدة الانخفاض بين قط وآخر، وقد يكون بسيطًا لا يؤثر في الحياة اليومية، أو شديدًا يضغط على القلب والرئتين مُسببًا صعوبة تنفُّس ومضاعفات خطيرة.
أسباب إصابة القطط بانخفاض الصدر
- عوامل وراثية: يَعزو الأطباء البيطريون معظم الحالات إلى خلل جيني يُورَّث عبر الأجيال.
- مشكلات أثناء فترة الحمل: سوء تغذية الأم أو تعرضها لعدوى قد يؤثر على نمو الهيكل العظمي للأجنة.
- اضطرابات في نمو الغضاريف: نقص بعض المعادن أو الفيتامينات قد يُضعِف الغضاريف الضلعية وعظمة القص.
الفئات والأعمار الأكثر عرضة
تظهر الحالة عادةً لدى القطط الصغيرة في الأسابيع أو الأشهر الأولى من العمر. كما لوحظت معدلات أعلى في سلالات مثل السيامي، والبورمي، والفارسي، إضافة إلى القطط ذات الأنوف القصيرة.

علامات وأعراض يجب الانتباه لها
قد تتراوح الأعراض بين خفيفة وشديدة، ويُعزَى التفاوت إلى مدى ضغط عظمة القص الغائرة على القلب والرئتين.
- بطء النمو مقارنةً بأشقاء القطة.
- سرعة التعب أو اللهاث بعد اللعب الخفيف.
- تنفُّس من الفم بدلاً من الأنف.
- ازرقاق اللسان أو الأغشية المخاطية (نقص الأكسجين).
- حالات إغماء أو انهيار مفاجئة في الحالات الشديدة.
معلومة مهمة: قد يبدو الصدر طبيعيًّا عند الولادة، ويزداد الانخفاض وضوحًا مع نمو القطة. لذلك، الفحص الدوري ضروري للكشف المبكر.
كيفية تشخيص انخفاض الصدر لدى الطبيب البيطري
الفحص البدني
يبدأ التشخيص بملاحظة التقعر بصريًّا ولمس منطقة القص للتأكد من عمق الانخفاض.
الفحوصات التصويرية
الأشعة السينية هي الاختبار المعياري لتحديد درجة التشوّه وقياس «مؤشر الفقرة الصدرية» (Vertebral Index) الذي يقرر على أساسه نوع العلاج.

اختبارات إضافية
- الأشعة المقطعية (CT): تمنح صورة ثلاثية الأبعاد لتقييم أي ضغط على القلب.
- مخطط صدى القلب (Echo): لفحص كفاءة عمل القلب والصمامات.
- تحاليل دم كاملة: للتأكد من خلو القطة من التهاب أو عدوى قد تؤثر على الجراحة.
خيارات العلاج المتاحة
يعتمد قرار العلاج على عمر القطة، وشدة الانخفاض، ومدى تأثُّر وظائف القلب والتنفس.
المراقبة والمتابعة للحالات البسيطة
في بعض القطط، يكون الانخفاض طفيفًا ولا يؤثر على الأنشطة اليومية. هنا يوصي الطبيب بالمتابعة الدورية، وتسجيل معدل التنفُّس، والحفاظ على وزن صحي حتى لا يزداد الضغط على الصدر.
التدخل الجراحي للحالات المتقدمة
عندما يصبح انخفاض الصدر سببًا في ضيق التنفُّس أو فشل النمو، يكون الحل الأمثل الجراحة التصحيحية.

أبرز الأساليب الجراحية:
- الجبيرة الخارجية (External Splint): يتم فيها وضع قالب من البلاستيك الحراري أو الألياف الزجاجية مُثبَّت بشرائط وأشرطة حول الصدر لإعادة توجيه نمو العظام.
- تصحيح داخلي (Costochondroplasty): شق جراحي لقص وإعادة تشكيل الغضاريف الضلعية وتثبيت القص في وضع طبيعي باستخدام غرز أو ألواح معدنية.
يفضل الأطباء التدخل مبكرًا (من عمر 8 إلى 12 أسبوعًا) لضمان ليونة العظام وسرعة التئامها.
مرحلة ما بعد الجراحة والعناية المنزلية

بعد العملية، تحتاج القطة إلى:
- مسكنات ألم طويلة المفعول وفق جدول الطبيب.
- مضادات حيوية للوقاية من الالتهابات.
- فحص يومي للجرح والجبيرة للتأكد من جفافه وعدم انبعاث روائح كريهة.
- توفير بيئة هادئة تمنع القفز واللعب العنيف لمدة تتراوح بين 4–6 أسابيع.
يُزال الحامل الخارجي عادةً بعد 3–4 أسابيع، بينما تحتاج الألواح المعدنية الداخلية إلى جراحة ثانية للإزالة في بعض الحالات.
مآل المرض وفرص الشفاء
تشير الدراسات إلى أن التدخل الجراحي المبكر يمنح نسبة شفاء تتجاوز 80٪. في الحالات التي لا تُعالَج، قد يظل القط قادرًا على العيش لكنها حياة مقيدة بالتعب السريع ومضاعفات تنفسية دائمة.

نصائح وقائية للمربين وأصحاب القطط
- إخضاع القطط الصغيرة لفحص دوري خلال أول 6 أشهر.
- تجنّب التزاوج المتكرر بين القطط التي تحمل تاريخًا عائليًّا للحالة.
- تقديم طعام متوازن غني بالكالسيوم والفيتامينات أثناء حمل القطة الأم.
أسئلة متكررة
هل يمكن أن ينمو القط ويتعافى من تلقاء نفسه؟
الحالات الطفيفة قد تظل مستقرة دون تدخل، لكن لا يُتوقَّع أن يختفي الانخفاض تمامًا دون علاج.
ما المخاطر إذا تأخرت في إجراء الجراحة؟
يزداد التواء الصدر وصلابة العظام مع تقدم العمر، ما يجعل الإصلاح أكثر تعقيدًا ويرفع احتمالية فشل القلب أو الرئتين.
هل هناك ألم بعد العملية؟
نعم، لكن يُدار بالأدوية المسكنة والمضادات الحيوية، ومعظم القطط تستعيد نشاطها الطبيعي خلال أسابيع قليلة.
الخلاصة: انخفاض الصدر عند القطط قابل للعلاج، خاصةً عند التشخيص المبكر واتباع البروتوكول الجراحي السليم مع العناية المنزلية الدقيقة. احرص على التواصل المستمر مع الطبيب البيطري لضمان أفضل جودة حياة لقطتك.