كل ما تريد معرفته عن النعناع البري (كات نيب) وتأثيره على القطط
سواء كنت مالكاً جديداً لقط أو هاويًا مخضرمًا، لا بد أنك سمعت عن النعناع البري المعروف باسم «كات نيب». يثير هذا النبات فضول معظم المربين لما يتركه من تأثير سحري على سلوك القطط؛ إذ يجعل بعضها تتقلب مرحًا بينما يترك أخرى غير مبالية تمامًا. في هذا المقال ستجد كل ما تحتاج معرفته عن النعناع البري، من تاريخه وتركيبته الكيميائية إلى أفضل طرق تقديمه بأمان لقطتك.
ما هو النعناع البري؟
النعناع البري (Nepeta cataria) نبات عشبي معمر يعود أصله إلى أوروبا وآسيا ولكنه ينتشر اليوم في مختلف أنحاء العالم. ينتمي إلى عائلة الشفويات التي تضم أيضًا النعناع والريحان وإكليل الجبل، ويُعرف برائحته النفاذة التي يعشقها كثير من القطط.
الأصول والتاريخ
استُخدم النعناع البري قديمًا في الطب التقليدي لعلاج الصداع والأرق، وذُكر لأول مرة في كتابات الرومان. ومع انتقاله إلى أمريكا الشمالية عبر المستوطنين الأوروبيين، لاحظ الناس سريعًا تعلق القطط به.
المركَّب الفعّال: نيبتالاكتون
يرجع التأثير الفريد للنعناع البري إلى مادة تُسمى نيبتالاكتون (Nepetalactone) تتركز في الأوراق والبراعم. عند انبعاث هذه المادة في الهواء، ترتبط بمستقبلات الشم الموجودة في عضو جاكوبسون (vomeronasal organ) داخل فم القط، ما يؤدي إلى سلسلة من الاستجابات العصبية التي تشبه تأثير الفيرومونات الطبيعية.
كيف يؤثر النعناع البري على القطط؟
- الاستنشاق: مجرد شم النبات أو الألعاب المحشوة به يكفي لتحفيز السلوكيات المرحة.
- التلامس: فرك الأوراق بالفراء قد يضاعف التأثير.
- الهضم: تناول كمية صغيرة قد يهدئ القط بدلاً من تنشيطه.
سلوكيات شائعة عند التعرض للنعناع البري
- التدحرج على الأرض وفرك الرأس بالسطح
- الخربشة والعض الخفيف للأشياء القريبة
- الركض والقفز المفاجئ
- خرخرة مفرطة أو مواء قصير
- نوبات لعق ولمس النبتة
لماذا لا تتفاعل بعض القطط؟
يُقدَّر أن نحو 30٪ من القطط لا تحمل الجين المسؤول عن استجابة النعناع البري، كما أن الهررة الصغيرة تحت سن 6 أشهر غالبًا لا تتأثر لعدم نضج مستقبلات الشم لديها بالكامل.
حوالي ثلث القطط لن تستجيب للنعناع البري إطلاقًا، لذا لا تقلق إذا بقيت قطتك غير مبالية؛ فالأمر طبيعي تمامًا.
هل النعناع البري آمن؟
يُعد النعناع البري غير سام وآمن لمعظم القطط عند استخدامه باعتدال، إلا أن الاستهلاك المفرط قد يسبب:
- اضطرابًا هضميًا بسيطًا (قيء أو إسهال)
- خمولًا أو، على العكس، فرط نشاط مؤقت
- فقدان التفاعل مع اللعبة إذا قُدِّم يوميًا (اعتياد)
لذا يُنصح بتقديمه من مرة إلى مرتين أسبوعيًا، ولمدة لا تتجاوز 15 دقيقة في الجلسة الواحدة.
طرق تقديم النعناع البري لقطتك
- ألعاب محشوة: اجلب ألعابًا لينة تحتوي على النعناع البري المجفف لإثارة حاسة الصيد لدى قطتك.
- رذاذ النعناع البري: رش القليل على عمود الخدش أو سرير القطة لتشجيع الاستخدام.
- نبات حي: زرع النعناع البري في حوض صغير داخل المنزل يمنح قطتك مصدرًا طازجًا وطبيعيًا.
- بدرة أو أوراق مجففة: رش قدر ملعقة صغيرة على الأرض أو بساط اللعب.
بدائل للنعناع البري
- جذر الفاليريان (Valeriana officinalis)
- سيلفر فاين (Actinidia polygama)
- خشب زعرور تاتاري (Tatarian honeysuckle)
أسئلة شائعة
كم تدوم «نشوة» النعناع البري؟
عادةً ما تستمر من 5 إلى 15 دقيقة، ثم تحتاج القطة إلى فترة «استراحة» تمتد ساعتين على الأقل قبل أن تتجاوب مرة أخرى.
هل يمكن أن يدمن القط النعناع البري؟
لا، فلا توجد دلائل علمية على الإدمان، لكن تقديمه بكثرة يقلل حساسية القطة ويجعلها أقل حماسًا.
هل النعناع البري آمن للقطط الحامل أو المُرضِعة؟
يُفضَّل تجنبه أثناء الحمل والرضاعة لأن تأثيره الهرموني لم يُدرس بما يكفي على هذه الفئة.
الخلاصة
النعناع البري وسيلة رائعة لتحفيز قطتك ذهنيًا وبدنيًا، شرط استخدامه باعتدال مع الالتزام بإرشادات السلامة. جرّب أشكالًا مختلفة منه واعثر على ما يفضله رفيقك الأليف؛ وإذا لم يظهر تجاوبًا، فهناك بدائل عديدة تمنح قطتك المتعة ذاتها.