النظام الغذائي الأمثل للشنشيلة: دليل شامل لصحة طويلة الأمد
تُعَدُّ الشنشيلة من القوارض العاشبة الحسّاسة للغاية لأي تغيير في نظامها الغذائي، وأي خطأ—even لو كان بسيطًا—قد يؤدي إلى اضطرابات هضمية خطيرة قد تُهدِّد حياتها. في هذا الدليل المتكامل سنستعرض بالتفصيل ما يجب أن تأكله الشنشيلة، وما يجب تجنّبه، وكيف تُقدِّم الطعام بطريقة صحية تحافظ على نشاطها وفرائها الكثيف وصحتها العامة طوال سنوات حياتها.
أولًا: لمحة عن الجهاز الهضمي للشنشيلة
تتميّز الشنشيلات بأمعاء طويلة وغنيّة بالبكتيريا النافعة المتخصّصة في تكسير الألياف النباتية. لذلك، يحتاج هذا الحيوان إلى كميات كبيرة من الألياف بشكل دائم، وإلا ستتوقّف الأمعاء عن الحركة (حالة تُعرَف بشلل الأمعاء) وهي طارئة بيطرية خطيرة.
ثانيًا: القش (Hay) حجر الأساس في النظام الغذائي
يجب أن يُقدَّم القش عالي الجودة بصورة حُرّة وغير محدودة طوال اليوم، فهو ليس مجرد مصدر غذاء بل نشاط طبيعي يمنع الملل ويُبقي الأسنان في طولها السليم.

أفضل أنواع القش المُوصى بها
- قش التيموثي (Timothy): أقل في البروتين والسعرات، وأعلى في الألياف؛ مثالي للبالغين.
- قش عشبة الأوركيد (Orchard Grass): بديل ممتاز، وله رائحة مستساغة.
- مزيج الحقول (Meadow Hay): يضيف تنوّعًا في القوام والطعم.
تنويه: يمكن استخدام قش البرسيم (Alfalfa) لفترة محدودة مع الصغار أو الإناث الحوامل لاحتوائه على نسبة كالسيوم عالية، لكن يُفضَّل تجنّبه للبالغين لمنع تكوّن حصوات المثانة.
ثالثًا: الحبيبات المُصنَّعة (Pellets)
بالرغم من أن القش يُشكِّل 75–80٪ من النظام الغذائي، فإن الحبيبات المخصّصة للشنشيلات توفّر المعادن والفيتامينات المهمة، لكن يجب تقديمها بكميات محدودة:
- ملعقة إلى ملعقتين كبيرتين فقط يوميًّا لكل شنشيلة بالغة.
- اختر منتجًا يحتوي على 16–20٪ ألياف خام، ولا يقل عن 18٪ في الشنشيلات الصغيرة.
- تجنَّب الخلطات التجاريّة التي تحتوي على بذور أو فواكه مجففة، لأنها عالية الدهون والسكر.

رابعًا: الخضروات والأعشاب الطازجة
يمكن تقديم كميات صغيرة من الخضروات الورقية 2–3 مرات أسبوعيًّا لإضفاء تنوّع غذائي، لكن يجب إدخالها ببطء شديد لتجنّب الإسهال:
- الهندباء البرّية، البقدونس، الكرفس، الكزبرة، النعناع.
- الخس الروماني أو الإسكارول بكمّيات محدودة.
- تجنَّب الخضار عالية الرطوبة مثل الخيار، والطماطم، لأنها قد تُسبِّب انتفاخًا.
نصيحة خبير: ابدأ بورقة أو ورقتين فقط يوميًّا، ثم زيّد الكمية تدريجيًّا إذا لم تلاحظ تغيّرات سلبيّة في البراز.

خامسًا: الماء النظيف عنصر لا غنى عنه
يجب توفير مياه شرب نظيفة ومُفلترة في قارورة معلَّقة أو وعاء خزفي ثقيل، مع تغيير الماء يوميًّا وتنظيف الأوعية أسبوعيًّا لمنع نمو البكتيريا.

سادسًا: مضغيات وأسنان صحيّة
تنمو أسنان الشنشيلة باستمرار طوال حياتها، لذلك تحتاج إلى مواد لمضغها:
- أغصان غير معالجة من أشجار التفاح أو الصفصاف.
- مكعبات القش المضغوطة.
- ألعاب خشبية آمنة خالية من الصبغات الكيميائية.

سابعًا: الأطعمة والممارسات التي يجب تجنّبها
- المكسّرات والبذور عالية الدهون.
- الفواكه المجففة أو الطازجة الغنية بالسكر.
- الشوكولاتة، الكافيين، الكحول، منتجات الألبان.
- أي وجبات أو حلويات معلبة مُصمَّمة للحيوانات الأليفة الأخرى.
تناول هذه الأطعمة قد يؤدي إلى السمنة، تليُّف الكبد، أو مشاكل هضمية حادّة.

ثامنًا: كيفية الانتقال بين أنواع الطعام بأمان
التغييرات المفاجئة تسبّب للشنشيلة إجهادًا معويًّا. اتبع الجدول التالي:
- اليوم 1–3: 25٪ من الطعام الجديد + 75٪ من القديم.
- اليوم 4–6: 50٪ جديد + 50٪ قديم.
- اليوم 7–9: 75٪ جديد + 25٪ قديم.
- اليوم 10: 100٪ من الطعام الجديد.
راقب البراز والشهية يوميًّا خلال هذه الفترة.
تاسعًا: علامات صحة الشنشيلة المرتبطة بالتغذية
- فراء لامع وخالٍ من التكسّر.
- براز أسطواني صلب ومتناسق.
- نشاط وحركة طبيعية خلال الليل (فترة نشاط الشنشيلة).
- وزن ثابت؛ فقدان أو زيادة أكثر من 10٪ يستلزم استشارة بيطرية.
خاتمة
إن توفير نظام غذائي غنيّ بالألياف وعالي الجودة، مع مراقبة الكميات وتجنّب المأكولات الضارّة، هو سرّ التمتّع بحيوان شنشيلة سعيد وصحّي لسنوات طويلة قد تصل إلى 15 عامًا أو أكثر. تذكّر دائمًا أن صحّة القناة الهضمية هي المؤشّر الأبرز على رفاه الشنشيلة، والقلب النابض لهذه الصحّة هو القش.
المراجع
- جمعية الشنشيلة الأمريكية. “دليل تغذية الشنشيلة.” , 2019-11-03. www.chinchilla.org
- د. جينيفر هاريس. “كيف تطعم الشنشيلة.” , 2022-03-22. www.animalplanet.com