الكزاز عند القطط: دليل شامل لفهم المرض، علاجه والوقاية منه

على الرغم من أن القطط تتمتع بمقاومة طبيعية أعلى لسموم Clostridium tetani مقارنة بالكلاب والبشر، فإن إصابتها بالكزاز لا تزال واردة، خاصة عند تعرّضها لجروح ملوثة بالتربة أو فضلات الحيوانات. في هذه المقالة، نضع بين يديك دليلاً شاملاً بالأعراض، وخيارات التشخيص والعلاج، وكيفية الوقاية، بالإضافة إلى نصائح الرعاية المنزلية لضمان تعافي قطّك بأمان.
ما هو الكزاز؟
الكزاز هو مرض عصبي خطير تسببه بكتيريا Clostridium tetani التي تُفرِز سُمّاً عصبياً قوياً يُدعى تيتانوسبازمين (Tetanospasmin). يعمل السم على تثبيط الناقل العصبي المسؤول عن إرخاء العضلات، ما يؤدي إلى تشنّجات حادة وتيبُّس عضلي قد يهدد حياة الحيوان إذا لم يُعالج بسرعة.

كيف يصاب القط بالكزاز؟
- دخول الأبواغ البكتيرية إلى الجسم عبر جرح عميق، وخاصّةً الجروح الملوّثة بالتربة.
- توفر بيئة لا هوائية (قليلة الأكسجين) داخل الجرح تسمح للأبواغ بالتحوّل إلى بكتيريا نشطة.
- انطلاق السم إلى مجرى الدم والجهاز العصبي، ما يسبب الأعراض العصبية المميزة.
أعراض الكزاز عند القطط
تختلف الأعراض بحسب شدة العدوى ومدى انتشار السم، ويمكن تقسيمها إلى نوعين أساسيين:
أولاً: الكزاز الموضعي
- تيبُّس أو تشنّج في مجموعة عضلية واحدة بالقرب من موقع الجرح.
- امتداد الأطراف في وضعية “منشار الخشب”.
- صعوبة في تحريك الذيل أو الأذن أو الشفة في الجانب المصاب.
- تدلي الجفن الثالث أو انقباض حدقة العين.

ثانياً: الكزاز المُعمَّم
- تشنّج عام بالجسم يمنع القط من الجلوس أو الاستلقاء.
- صعوبة في البلع أو المضغ (ما يُعرف بــ “قفل الفك”).
- ارتعاشات عضلية قد تتطور إلى نوبات تشنجية.
- تسرّع معدّل التنفس أو صعوبة تنفسية بسبب تيبُّس عضلات القفص الصدري.
- ارتفاع درجة الحرارة نتيجة النشاط العضلي المفرط.

تشخيص الكزاز في العيادة البيطرية
يعتمد الطبيب البيطري عادةً على الفحص الإكلينيكي والملاحظات السريرية، لأن عزل البكتيريا مخبرياً يحتاج إلى وقت طويل وقد لا يكون حساساً. تشمل الخطوات التشخيصية:
- مراجعة تاريخ التعرّض لجروح أو عضّات حديثة.
- الفحص العصبي لتقييم .
- استبعاد حالات مشابهة مثل التسمم بالستريكنين أو نقص الكالسيوم الحاد.

خيارات العلاج والرعاية الداعمة
يُعد التدخل المبكر العامل الحاسم في إنقاذ حياة القط. فيما يلي الخطوط العريضة لخطة العلاج:
1. تنظيف الجرح وإزالة السبب
يتم تنضير الجرح جراحياً وغسله بمحلول ملحي معقم لإزالة الأنسجة الميتة وتقليل الحمل البكتيري.
2. المضادات الحيوية
- البنسلين: الخيار الأول لكبح نمو Clostridium tetani.
- بديل شائع: ميترونيدازول، خاصة للقطط الحساسة للبنسلين.

3. المصل المضاد للسم (Tetanus Antitoxin)
يُعطى في الحالات الحادة لتحييد السم الحر في مجرى الدم. يجب استخدامه بحذر لتجنّب ردود الفعل التحسسية.
4. الأدوية الباسطة للعضلات والمهدئات
- ديازيبام للتحكم في التشنجات.
- ميثوكاربامول لتقليل صلابة العضلات.
5. الرعاية الداعمة
- الحفاظ على بيئة هادئة ومظلمة لتقليل المحفزات.
- استخدام أنبوب تغذية إذا كان القط عاجزاً عن البلع.
- دعم التنفس بالأكسجين أو أجهزة التهوية عند اللزوم.
- قلب القط بلطف كل 4 ساعات لتجنب تقرحات الفراش.

النقاهة والمتابعة المنزلية
فترة التعافي قد تمتد من بضعة أسابيع إلى شهرين، وتعتمد على شدة الحالة. إليك أهم النصائح:
وفّر لقطّك سريراً طرياً، وأبقِ الإضاءة خافتة، وتجنّب الأصوات المزعجة. الالتزام بتعليمات الطبيب بشأن الأدوية ومواعيد إعادة الفحص أمر أساسي.
متى يجب زيارة الطبيب البيطري على وجه السرعة؟
اطلب المساعدة الفورية إذا لاحظت:
- تفاقم صعوبة التنفس.
- ارتفاع حرارة مفاجئ لا يستجيب للكمادات.
- نوبات تشنجية متكررة أو مستمرة.

هل يمكن الوقاية من الكزاز عند القطط؟
لا يُطبَّق لقاح الكزاز روتينياً للقطط، لكن الوقاية ممكنة عبر:
- فحص وتنظيف أي جرح مباشرةً.
- منع القط من التجوال في أماكن قد تحتوي على تربة ملوثة.
- استخدام مضاد حيوي وقائي وفق استشارة الطبيب بعد الجروح العميقة.
الخلاصة
الكزاز مرض نادر لكنه خطير لدى القطط، وقد يؤدي إلى مضاعفات مميتة إذا تُرك من دون علاج. الفحص البيطري المبكر، والعلاج المكثّف، والرعاية المنزلية الدقيقة هي مفاتيح الشفاء التام بإذن الله.