القمل عند الخيول: الدليل العربي الشامل للأعراض والوقاية والعلاج
يُعَدُّ القمل من الطفيليات الخارجية الشائعة التي يمكن أن تُصيب الخيول في مختلف الأعمار والسلالات. وعلى الرغم من صِغَر حجمه، إلا أن تأثيره على راحة الحصان وصحته العامة قد يكون كبيرًا، بدءًا من الحكّة المزعجة ووصولاً إلى فقر الدم وفقدان الوزن في الحالات الشديدة. في هذا الدليل، سنستعرض كل ما تحتاج إلى معرفته عن القمل عند الخيول، من التعريف والأعراض وحتى خطوات العلاج والوقاية العملية.

ما هو قمل الخيول؟
القمل عبارة عن حشرات طفيلية مُسطَّحة الجسم، بلا أجنحة، تقضي دورة حياتها كاملة على جسم الحصان. لا يمكنها الطيران أو القفز، بل تنتقل بالزحف من حصان لآخر، أو عبر الأدوات والبطانيات الملوثة.
دورة حياة القمل
- البيضة (النيت): تُثبَّت بإحكام على شعرة الحصان وتفقس خلال 5–14 يومًا.
- الحورية: تمرُّ بثلاثة انسلاخات (طور حوري) على مدار 2–3 أسابيع.
- الحشرة البالغة: تعيش نحو 30 يومًا؛ تتغذّى خلالها على جلد أو دم الحصان بحسب النوع.
لأن كل المراحل تتم على جسم الحصان، فإن العلاج الناجح لا بد أن يستهدف القمل البالغ والحوريات، مع إعادة العلاج للقضاء على الفاقسة حديثًا من البيوض.

أنواع قمل الخيول
1. القمل القارض (Bovicola equi)
يتغذّى على خلايا الجلد الميتة والشعر. يُشاهَد بكثافة على الكتف والرقبة وأسفل البطن، ويسبّب حكّة شديدة وقشورًا ظاهرة.
2. القمل الماص (Haematopinus asini)
يتغذّى على الدم؛ يتركز عادةً عند عرف الرقبة والذيل، وقد يؤدي إلى فقر دم وخمول ملحوظين في الإصابات الكبيرة.
عوامل الخطورة
- الشعر الشتوي الكثيف أو إهمال تهذيب المعطف.
- سوء التغذية أو النقص المناعي.
- الازدحام في الإسطبلات أو المراعي.
- مشاركة البطانيات وأدوات التمشيط دون تنظيف.
الأعراض والعلامات السريرية
- حكّة شديدة؛ تلاحظ الحصان يفرك رقبته وجسمه بالأسيجة أو الأشجار.
- تساقط شعر بقعي وظهور بقع صلعاء.
- قشور وجروح سطحية بسبب الحكّ المستمر.
- بهتان ولمعان أقل للمعطف.
- عصبية أو خمول، وقد يحدث فقدان وزن.
- فقر دم (شحوب الأغشية المخاطية) في حالة القمل الماص.

معلومة سريعة: القمل لا يُعدّ خطرًا على البشر؛ فهو نوعي المضيف ويحتاج إلى حصان للبقاء حيًّا.
كيف يتم التشخيص؟
يمكن لمالك الحصان أو الطبيب البيطري تشخيص الإصابة ببساطة عن طريق تفريق الشعر وملاحظة القمل أو البيض بالعين المجردة. في بعض الحالات تُستخدم عدسة مكبرة أو يتم جمع عيّنات شعرية للفحص المجهري.
خطة العلاج المتكاملة
يشمل بروتوكول العلاج عادةً ما يلي:
- قص الشعر الطويل لتسهيل وصول المبيد الحشري إلى الجلد.
- استخدام مبيد موضعي (بيرميثرين، سيبرميثرين، دلتامثرين) يُعاد تطبيقه كل 10–14 يومًا مرتين أو ثلاث مرات.
- إيفرمكتين فموي أو موضعي للقضاء على القمل الماص تحديدًا.
- معالجة جميع الخيول في القطيع لتجنب إعادة العدوى.
تذكّر أن تتبع تعليمات الطبيب البيطري بدقة، وارتدِ القفازات أثناء التطبيق لحماية نفسك.

تنظيف البيئة ومستلزمات الخيل
- غسل البطانيات وواقيات السرج بالماء الساخن (60°C) أو التعامل الحراري الجاف.
- تطهير أدوات التمشيط بالمنظفات المناسبة أو نقعها لمدة 30 دقيقة في محلول مطهّر.
- تنظيف الإسطبل، وتغيير الفرشة بالكامل، مع رش المبيدات المعتمدة على الجدران والأرضية.


استراتيجيات الوقاية طويلة الأمد
اتباع الخطوات الوقائية التالية يقطع شوطًا طويلًا في إبقاء القمل بعيدًا عن خيولك:
- عزل الخيول الجديدة لمدة 2–3 أسابيع ومراقبتها.
- وضع برنامج منتظم لتهذيب الشعر وتمشيط المعطف خاصةً في الشتاء.
- الحفاظ على نظام غذائي متوازن يُعزّز مناعة الحصان.
- غسل البطانيات بشكل دوري وعدم مشاركتها بين الخيول.
- الفحص المستمر للمعطف خلال موسم البرد.
متى يجب استدعاء الطبيب البيطري؟
إذا لم تستجب الإصابة للعلاج الأولي، أو لاحظت علامات فقر دم، أو كانت الخيول الحوامل والمُرضعات هي المصابة؛ أعرضها على الطبيب البيطري فورًا للحصول على تشخيص وعلاج مخصّص وآمن.
خلاصة
القمل مشكلة مزعجة ولكن يمكن التحكم فيها بسهولة عند اكتشافها مبكرًا والتعامل معها بطريقة منهجية تشمل العلاج الموضعي، ومعالجة القطيع كاملًا، وتنظيف البيئة. باتباعك للنصائح الواردة في هذا الدليل، ستتمكن من حماية خيولك، والحفاظ على معاطفها لامعة وصحتها مثالية طوال العام.
📌 نصيحة أخيرة: اجعل فحص جلد الخيل جزءًا من روتينك اليومي، فالاكتشاف المبكر هو السلاح الأقوى ضد أي طفيلي.