الفحيح عند القطط: دليل شامل لفهم أسبابه وكيفية التعامل معه
قد يكون صوت الفحيح الذي يصدره قطك مفزعًا للوهلة الأولى، لكنّه في الحقيقة وسيلة تواصل طبيعية ومهمّة في عالم القطط. فهمُك للرسالة التي يحاول قطك إيصالها من خلال هذا الصوت سيساعدك على تهدئته وتجنّب مواقف قد تتحول إلى عدوانية أو تؤدّي إلى إصاباته أو إصابات من حوله.
في هذا الدليل الشامل ستتعرّف على ماهية الفحيح، ولماذا تلجأ القطط إليه، وكيف تميّز بين الفحيح الدفاعي والفحيح الناتج عن الألم، إضافةً إلى نصائح عملية للتعامل مع هذا السلوك ومتى يجب عليك استشارة الطبيب البيطري.
ما هو الفحيح لدى القطط؟
الفحيح (Hissing) صوت حاد أشبه بنفخ الهواء يُصدِره القط مع فتح فمه جزئيًّا، ويُصاحبه غالبًا بروز الأسنان والأنياب والأُذُنان المسرَّحتان نحو الخلف. يُعتبر الفحيح تحذيرًا صريحًا يفيد بأن “تراجع قبل أن أضطر للهجوم”، ويهدف إلى إبعاد مصدر التهديد دون اللجوء إلى قتال فعلي.
الفحيح سلوك دفاعي بالدرجة الأولى. فهو محاولة القط إظهار أنه قادر على حماية نفسه إذا لزم الأمر.
أسباب فحيح القطط
الخوف ومحاولة الدفاع عن النفس
أكثر الأسباب شيوعًا. عندما يفاجأ القط بشيء أو شخص يراه تهديدًا، يرفع ظهره، ويُخَفِّف أُذُنَيه إلى الخلف، وينفخ الهواء مُصدرًا الفحيح لتحذير الخصم.
الألم أو عدم الراحة الجسدية
إذا بدأ قطك بفحيح مفاجئ عند لمسه أو حمله، فقد يكون ذلك دليلاً على وجود إصابة أو مشكلة صحية مثل التهاب المفاصل أو التهاب في الأسنان. غالبًا ما يتزامن هذا الفحيح مع سلوكيات أخرى مثل الاختباء أو انخفاض الشهية.
فرض الهيمنة أو حماية الموارد
في المنازل التي تضم أكثر من قط، قد يُصدر أحدها الفحيح لتحذير الآخرين والاحتفاظ بمكانه المفضّل أو بطعامه دون شجار.
التواصل بين القطة وأبنائها
القطط الأمهات قد تفحّ لتأديب صغارها أو لتحذير أي حيوان أو إنسان يقترب من صندوق الولادة أكثر من اللازم.

تجارب جديدة أو تغييرات في البيئة
الانتقال لمنزل جديد، أو إضافة حيوان أليف آخر، أو حتى زيارة الغرباء قد تدفع القط للفحيح بسبب التوتر والقلق من المجهول.
علامات لغة الجسد المصاحبة للفحيح
لا يحدث الفحيح وحيدًا؛ بل يتزامن مع إشارات جسدية تساعدك على تقييم الموقف:
- انبطاح الأذنين للخلف أو إلى جانبي الرأس
- توسع حدقة العين أو ضيقها الشديد حسب شدة الإضاءة والتهديد
- انكماش الشوارب إلى الخلف
- انتصاب الفرو على الظهر والذيل (Piloerection)
- تقوّس الظهر أو اتخاذ وضع جانبي لإظهار الحجم كاملاً

هل ينبغي القلق عندما يصدر قطك فحيحًا؟
في معظم الحالات يكون الفحيح مجرّد تحذير ولا يدعو للذعر. ومع ذلك، إذا كان متكررًا أو مصحوبًا بعلامات مرضية (خمول، فقدان وزن، مشاكل في المشي، إفرازات)، فقد يشير إلى ألم داخلي أو مرض يستدعي التدخّل البيطري.
كيف تساعد قطك على التوقف عن الفحيح؟
- احترم مساحته الشخصية: ابتعد بضع خطوات، واترك له ممرًّا واضحًا للهروب، ولا تحاول تهدئته بالقوة.
- قلّل المثيرات: أبعد الحيوانات أو الأشخاص أو الأصوات التي تثير قلقه، وأغلق الباب إذا لزم الأمر.
- وفّر مخابئ آمنة: الصناديق المقفلة جزئيًّا أو الأرفف العالية تُعطي القط إحساسًا بالسيطرة والأمان.
- قدّم تعزيزًا إيجابيًّا: كافئ القط عندما يهدأ بالتدريج باستخدام مكافآت لذيذة أو لعبه المفضّلة.
- التقديم التدريجي للحيوانات والأشخاص الجدد: استخدم الفصل المكاني في البداية، ثم التبادل الروائحي، وأخيرًا اللقاء تحت المراقبة.

متى يجب استشارة الطبيب البيطري؟
راجع طبيبك البيطري إذا لاحظت:
- زيادة مفاجئة أو مستمرة في الفحيح دون سبب واضح
- علامات ألم كالعَرْج، وصعوبة القفز، ورفض اللمس
- تغيّر في عادات الأكل أو الإخراج
- جروح أو خراجات بعد شجار مع قطط أخرى
قد يطلب الطبيب فحوصات بدنية أو تصويرًا إشعاعيًا أو تحاليل دم للكشف عن الأسباب العضوية، ومن ثم يضع خطة علاج أو يوصي باستشاري سلوك قطط إذا كان السبب سلوكيًّا بحتًا.

الخلاصة
الفحيح هو لغة تحذير طبيعية في قاموس القطط، يهدف بالدرجة الأولى لتجنب الاحتكاك العنيف. بالتعرّف على أسبابه وفهم لغة الجسد المرافقة له، ستتمكن من تهدئة قطك وجعله يشعر بالأمان، كما ستعرف متى يتطلب الأمر تدخّلًا بيطريًّا. تذكّر دائمًا أن مفتاح أي علاقة ناجحة مع حيوانك الأليف هو الصبر، والملاحظة الجيدة، والاحترام المتبادل للمساحة الشخصية.
المراجع
- الرعاية الدولية للقطط. “الفحيح والزئير.” , 2015-08-14. icatcare.org
- جمعية الرفق بالحيوان الأمريكية (ASPCA). “قضايا سلوك القطط الشائعة.” , 2021-03-10. www.aspca.org