الفتق الحُجابي التاموري-البريتوني (PPDH) لدى القطط: ما هو، وكيف نتعامل معه؟
يُعد الفتق الحُجابي التاموري-البريتوني (Peritoneopericardial Diaphragmatic Hernia) حالة خَلْقية نادرة ينتقل فيها جزء من أعضاء البطن – مثل الكبد أو الأمعاء أو حتى جزء من المعدة – عبر فتحة غير طبيعية في الحجاب الحاجز ليصل إلى التجويف التاموري المُحيط بالقلب. رغم ندرتها، إلا أن معرفتها ضرورية لكل مُربي قطط أو طبيب بيطري لأنها قد تمر دون أعراض لسنوات قبل أن تُسبب أزمة تنفسية أو هضمية حادة.

ما هو الفتق الحُجابي التاموري-البريتوني؟
يتكوّن الحجاب الحاجز خلال نمو الجنين ليشكِّل حاجزاً عضلياً يفصل أعضاء الصدر عن البطن، بينما يغلِّف التامور القلب ويحميه. في حالة PPDH يحدث فشل في اندماج بنى جنينية معيّنة، ما يترك فتحة تسمح بمرور أحشاء البطن نحو التامور. وبخلاف الفتوق الناتجة عن الصدمات، يُعتبر PPDH خَلْقياً بالدرجة الأولى.
كيف يحدث الخلل الجنيني؟
ينشأ عن عدم التحام الغشاء الجنيني المسمّى الغشاء الجنبي-البريتوني
بالحجاب الحاجز في بداية تكوّنه، فيبقى مسار مفتوح بين التجويفين. تنتقل الأعضاء عبر هذا المسار مع كل حركة تنفسية للجنين لتستقر في كيس التامور بعد الولادة.
الأعراض والعلامات السريرية
قد لا تظهر على القطة المصابة أي علامات حتى تتقدم بالعمر أو تتعرض لإجهاد بدني. تشمل الأعراض الأكثر شيوعاً:
- ضيق أو صعوبة في التنفس بسبب ضغط الأعضاء على القلب والرئتين
- انخفاض مستوى النشاط أو سرعة التعب
- سعال خفيف أو مزمن
- فقدان الشهية، قيء أو إسهال متكرر
- انتفاخ بطن أو شعور بعدم الارتياح عند اللمس
- أصوات قلبية غير طبيعية أو خفوت أصوات القلب عند الفحص بالسماعة

أسباب الفتق الحُجابي التاموري-البريتوني
السبب الرئيس خَلْقي، إلا أن الصدمات العنيفة قد تحدث تمزقاً ثانوياً نادراً بين التامور والحجاب الحاجز. هناك اعتقاد بإسهام العوامل الوراثية، إذ سُجّل معدل أعلى في سلالات مثل:
- الفارسي (Persian)
- الهيمالايا (Himalayan)
- الماين كون (Maine Coon)
متى يجب استشارة الطبيب البيطري؟
أي ظهور مفاجئ لصعوبة تنفس أو قيء مزمن يستدعي التقييم الطارئ. الفحص المبكر يزيد فرص التدخل الجراحي الناجح ويقلل خطر المضاعفات القلبية-التنفسية.
طرق التشخيص
الفحص السريري
يبدأ الطبيب بقياس العلامات الحيوية والاستماع للأصوات القلبية والرئوية. يشير الخفوت الملحوظ في الأصوات القلبية أو أصوات حركة الأمعاء في الصدر إلى احتمال وجود فتق.
فحوصات التصوير والاختبارات المساعدة
- الأشعة السينية (X-ray): تظهر ظلاً قلبياً متضخماً أو فقاعات غازية غير طبيعية حول القلب.
- الموجات فوق الصوتية (Ultrasound): تُمكّن من رؤية الكبد أو الأمعاء داخل كيس التامور.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT): يقدّم أدق التفاصيل حول موقع الفتحة وحجمها.
- التخطيط القلبي (Echo): يُستخدم لتقييم ضغط الأعضاء على القلب ووظيفته.

الخطة العلاجية
«التدخل الجراحي هو الحل الحاسم لإعادة الأعضاء إلى مكانها الطبيعي، وغلق الفتحة نهائياً»
يُحضَّر القط بتثبيت حالته التنفسية ومراقبة العلامات الحيوية، ثم تُجرى عملية herniorrhaphy عبر شق بطني وسطي:
- إرجاع الكبد أو الأمعاء إلى التجويف البطني بحذر لتجنب تمزق الأنسجة
- إزالة الالتصاقات إن وُجدت
- خياطة الفتحة بعضلات الحجاب الحاجز أو برقعة اصطناعية عند الحاجة
- تفريغ أي هواء أو سوائل من كيس التامور لتقليل الضغط على القلب

الرعاية بعد الجراحة
التعافي السلس يعتمد على:
- إدارة الألم: حقن مسكنات طويلة الأمد أو لصقات فنتانيل.
- المراقبة التنفسية: قد يُترك أنبوب صدري مؤقت لتصريف الهواء والسوائل.
- تقييد الحركة: حدِّد نشاط القطة إلى قفص أو غرفة صغيرة لــ 10–14 يوماً.
- التغذية الجزئية المتكررة: وجبات صغيرة سهلة الهضم لمنع الضغط الزائد على الخيط الجراحي.
المضاعفات المحتملة
- انخماص رئوي أو تراكم هواء (Pneumothorax)
- عدم انتظام نبضات القلب
- التهاب موضع الجراحة أو عدوى داخلية
التوقعات (Prognosis)
تُعتبر التوقعات ممتازة عندما تُشخَّص الحالة مبكراً ويُجرى الإصلاح الجراحي قبل حدوث أضرار عضوية مستديمة. أظهرت دراسات أن أكثر من 90٪ من القطط المُعالجة جراحياً تستعيد نوعية حياة طبيعية كاملة.
الوقاية والكشف المبكر
لأن PPDH خَلْقي بالأساس، لا توجد وسيلة وقائية حاسمة سوى الفحص الدوري للقطط الصغيرة، خاصة سلالات الخطر. ينصح بإجراء أشعة سينية روتينية للقطط التي ستستخدم في برامج التربية لتجنب نقل العيب الوراثي المحتمل.

أسئلة شائعة
هل يمكن أن تعيش القطة بفتق حُجابي بدون جراحة؟
قد تبقى بعض القطط من دون أعراض سنوات طويلة، لكن تبقى مُعرَّضة لخطر فشل قلبي أو تنفسي مفاجئ. الجراحة تبقى الخيار الأضمن.
هل الفتق الحُجابي التاموري-البريتوني وراثي؟
لا يوجد تأكيد قاطع، إلا أن انتشاره الأعلى في سلالات معينة يوحي بدور وراثي. من الأفضل استبعاد القطط المصابة من برامج التربية.
خلاصة
رغم ندرة الفتق الحُجابي التاموري-البريتوني، إلا أن الوعي بوجوده يساهم في إنقاذ حياة قطتك. اكتشافه المبكر، والتدخل الجراحي السريع، والرعاية اللاحقة الدقيقة هي مفاتيح الشفاء الكامل. لا تتردد في استشارة طبيبك البيطري عند ملاحظة أي تغير في نمط تنفس قطتك أو سلوكها العام.