السعفة عند القطط: دليل شامل للأعراض والتشخيص والعلاج والوقاية

قد يبدو اسم «السعفة» مخيفًا، ولكنها ليست دودة بل عدوى فطرية تُصيب الجلد والشعر والأظافر. السعفة، أو داء الفُطْرَيات الجلدي (Dermatophytosis)، من أكثر أمراض الجلد انتشارًا بين القطط، خصوصًا الصغار منها. تُسهم معرفة أسباب العدوى وطرق علاجها والوقاية منها في حماية قطتك وعائلتك من هذا الفطر المزعج والمُعدي.
ما هي السعفة؟
السعفة عدوى جلدية تسببها مجموعة من الفطريات تُسمى الديرماتوفايت، وأشهرها Microsporum canis. تعيش هذه الفطريات على الكيراتين في الجلد والشعر، وتُخلّف بقعًا مستديرة خالية من الشعر، وقد تُصيب الأظافر أيضًا.
كيف تنتقل العدوى؟
تنتقل جراثيم السعفة عبر الاحتكاك المباشر مع قط مصاب أو عبر ملامسة أدوات وفرش وأثاث ملوّث بالجراثيم. وتستطيع الجراثيم البقاء حية في البيئة لعدة أشهر، ما يجعل العدوى سهلة الانتشار داخل المنزل.
- الاتصال المباشر بين القطط (اللعب، العراك، التزاوج).
- الاستخدام المشترك لفرش النوم، وفُرش الحلاقة، وأوعية الطعام.
- الملابس أو الأيدي البشرية بعد لمس قط مصاب.

فترة الحضانة وعوامل الخطورة
تتراوح فترة حضانة السعفة بين 7 و21 يومًا قبل ظهور العلامات السريرية. تزداد احتمالية الإصابة في الحالات التالية:
- القطط الصغيرة أقل من سنة.
- القطط ذات الشعر الطويل.
- القطط ضعيفة المناعة أو التي تعاني من سوء تغذية.
- البيئات المزدحمة مثل الملاجئ ودور رعاية الحيوانات.
الأعراض الشائعة
العلامة الأبرز هي بقع مستديرة خالية من الشعر ذات قشور أو قشرة رمادية اللون على الرأس أو الأذنين أو الأطراف الأمامية. قد تُلاحظ أيضًا:
- تكسر الشعر بسهولة.
- حكة خفيفة إلى متوسطة.
- قشور أو قشع في الجلد.
- التهاب الأظافر أو تضخمها في حالات نادرة.
السعفة ليست دائمًا مصحوبة بحكة شديدة؛ لذلك فإن غياب الحك لا يستبعد الإصابة.

طرق التشخيص
1. فحص مصباح وود (Wood’s Lamp)
يُصدر المصباح ضوءًا فوق بنفسجي يُظهر الفطر بلون أخضر فلوري على الشعر المصاب. رغم أنه طريقة سريعة، إلا أنه ليس دقيقًا 100٪.
2. الزراعة الفطرية
يُجمع الشعر والقشور من حافة الآفة ويُزرع على وسط غذائي خاص. تُعَدّ الزراعة المعيار الذهبي للتشخيص لكنها تستغرق من 10 إلى 14 يومًا.
3. الفحص المجهري
تُفحص العينات تحت المجهر للبحث عن الأبواغ الفطرية حول جذع الشعر.
خيارات العلاج
يتطلب علاج السعفة مزيجًا من العلاج الموضعي والجهازي، إضافة إلى تعقيم البيئة لمنع إعادة العدوى.
أولًا: العلاج الموضعي
- غسول أو حمام الجير الكبريتي (Lime Sulfur) مرتين أسبوعيًّا.
- شامبو ميكونازول أو كلوتريمازول.
- محاليل إنيلكونازول المُخففة.

ثانيًا: العلاج الجهازي (عن طريق الفم)
يوصف الطبيب البيطري واحدًا من الأدوية التالية عادةً لمدة 4–8 أسابيع:
- إيتراكونازول (Itraconazole).
- تيربينافين (Terbinafine).
- غريسيوفولفين (Griseofulvin) – أقل استخدامًا بسبب آثاره الجانبية.
تعقيم البيئة والعناية المنزلية
حتى مع العلاج الدوائي، يظل تعقيم المنزل خطوة حاسمة لمنع انتشار السعفة:
- كنس المنزل يوميًّا للتخلص من الشعر الملوث.
- غسل أغطية النوم والبطانيات بماء ساخن ومسحوق مضاد للفطريات.
- مسح الأسطح الصلبة بمحلول مبيض مُخفف (1:10).
- تقليل الفوضى لتسهيل التنظيف اليومي.

هل السعفة معدية للبشر؟
نعم، السعفة مرض حيواني المنشأ (Zoonotic)، ما يعني أنه يمكن أن ينتقل من القطط إلى البشر، خصوصًا الأطفال، وكبار السن، والأشخاص ضعيفي المناعة. ارتدِ قفازات أثناء التعامل مع قطتك المصابة، واغسل يديك جيدًا بعد كل تفاعل.

الوقاية وحماية قطتك
- الحجر الصحي لأي قط جديد لمدة أسبوعين مع فحص بيطري شامل.
- تنظيف الأدوات والألعاب بانتظام.
- تحسين نظام المناعة عبر تغذية متوازنة وتقليل التوتر.
- مراجعة الطبيب البيطري عند ملاحظة أي بقع صلعاء أو تغيرات جلدية.
متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟
إذا لاحظت بقعًا دائرية بلا شعر، أو حكة غير مبررة، أو أي تغير في مظهر جلد قطتك، احجز موعدًا لدى البيطري فورًا للتشخيص والعلاج المبكرين.

الخلاصة
رغم أن السعفة قد تبدو مخيفة بسبب قدرتها على العدوى والانتشار، إلا أنها غالبًا ما تُعالج بنجاح عند التشخيص المبكر والمتابعة البيطرية المنتظمة. باتباع الإرشادات الصحية والتنظيف الدوري، يمكنك حماية قطتك وعائلتك من هذه العدوى الفطرية.