السالمونيلا عند الكلاب: كل ما تحتاج لمعرفته

إصابة الكلاب ببكتيريا السالمونيلا ليست نادرة كما يظن البعض. وعلى الرغم من أن معظم الناس يربطون هذا الاسم بتسمم الطعام لدى البشر، إلا أن حيواناتنا الأليفة قد تكون ضحية لهذه البكتيريا كذلك، بل وقد تنقلها إلينا إذا لم نتبع أسس الوقاية السليمة.

ستجد في هذا الدليل الشامل كل ما يتعلق بأسباب السالمونيلا عند الكلاب، طرق العدوى، الأعراض، كيفية التشخيص، أساليب العلاج، إضافة إلى نصائح عملية لحماية كلبك وعائلتك من هذا الخطر.

ما هي بكتيريا السالمونيلا؟

السالمونيلا هي جنس من البكتيريا العصوية يعيش في الجهاز الهضمي للحيوانات والإنسان. وتعرف العدوى التي تسببها باسم السالمونيلُّوسس (Salmonellosis). يوجد أكثر من 2500 نمط مصلي (Serotype) من السالمونيلا؛ بعضها يسبب أمراضًا خفيفة وأخرى قد تؤدي إلى عدوى جهازية خطيرة.

عادةً ما تُطرد البكتيريا عبر فضلات الحيوان المصاب، ما يؤدي إلى تلوث البيئة المحيطة ومصادر الغذاء والماء.

كيف تُصاب الكلاب بالسالمونيلا؟

مصادر العدوى الشائعة

  • الأغذية النيئة أو غير المطهية جيدًا: لحم الدجاج النيء، لحم البقر أو الأسماك يمكن أن يحمل البكتيريا.
  • فرائس أو حيوانات برية: قد تُصاب الكلاب التي تصطاد القوارض أو الطيور.
  • ماء ملوث: شرب الماء من برك أو جداول ملوثة بالفضلات.
  • ملامسة براز حيوان مصاب: سواء كان كلبًا آخر، قطة، أو حتى زواحف.
  • بيئات مزدحمة: مثل ملاجئ الحيوانات أو مزارع التربية حيث تزداد احتمالية التلوث المتبادل.

إضافة إلى ذلك، قد تكون بعض الكلاب حاملًا صامتًا للبكتيريا؛ أي أنها لا تظهر أي أعراض لكنها تطرح السالمونيلا في برازها.

أعراض السالمونيلا عند الكلاب

يمكن أن تظهر الأعراض بعد 6–72 ساعة من ابتلاع البكتيريا، وتختلف حدتها بناءً على عمر الكلب وحالته المناعية وكمية البكتيريا.

  • إسهال مائي أو دموي
  • قيء متكرر
  • حمّى (ارتفاع درجة الحرارة)
  • خمول وضعف عام
  • فقدان الشهية
  • ألم أو تقلصات في البطن
  • جفاف بسبب فقدان السوائل
  • تسرّع نبض القلب أو صدمة في الحالات الشديدة

تذكّر: ظهور دم في البراز أو القيء، أو استمرار الأعراض لأكثر من 24 ساعة، يستوجب زيارة الطبيب البيطري فورًا.

هل تمثّل السالمونيلا خطرًا على البشر؟

نعم، السالمونيلا من الأمراض الزوْنية (Zoonotic) التي تنتقل من الحيوان إلى الإنسان. الأطفال، كبار السن، والحوامل أو أصحاب المناعة الضعيفة أكثر عرضة لمضاعفات خطيرة. لذا يجب تطبيق معايير النظافة الصارمة عند التعامل مع كلب مصاب أو حمل فضلاته.

كيفية تشخيص السالمونيلا

الفحوصات المخبرية

  • زرع براز (Fecal Culture): الطريقة الذهبية لتأكيد وجود البكتيريا.
  • فحص تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR): يحدد الحمض النووي للبكتيريا بسرعة ودقة عالية.
  • فحوص الدم: تشمل تعداد الدم الكامل (CBC) والكيمياء الحيوية لتقييم تأثير العدوى على الأعضاء.
  • زرع دم: في حال الاشتباه بتجرثم الدم (Septicemia).

قد يطلب الطبيب البيطري أيضًا أشعة سينية أو موجات فوق صوتية للبطن إذا اشتُبه في وجود مضاعفات مثل التهاب الأمعاء النزفي أو انغراس أجسام غريبة.

خيارات العلاج المتاحة

في معظم الحالات، تُعد عدوى السالمونيلا محدودة ذاتيًا لدى الكلاب البالغة السليمة، لكن العلاج يهدف إلى الحد من الأعراض ومنع الجفاف والمضاعفات.

العلاج في العيادة البيطرية

  1. السوائل الوريدية: لتعويض فقدان الماء والإلكتروليتات.
  2. مضادات حيوية: توصف فقط للحالات المتوسطة إلى الشديدة أو عند وجود تجرثم دموي، إذ إن الإفراط في استخدامها قد يؤدي إلى مقاومة بكتيرية.
  3. مضادات القيء والأدوية الواقية للمعدة: للسيطرة على القيء وحماية بطانة الجهاز الهضمي.
  4. مراقبة درجة الحرارة والوظائف الحيوية: للتأكد من عدم تطور صدمة أو التهاب معوي حاد.

الرعاية المنزلية

  1. حافظ على توفير ماء نظيف بسهولة طوال الوقت.
  2. قدّم حمية لطيفة وسهلة الهضم مثل الدجاج المسلوق مع الأرز الأبيض عند توصية الطبيب.
  3. استخدم البروبيوتيك لدعم البكتيريا النافعة في الأمعاء.
  4. نظّف مكان نوم الكلب وأطباقه يوميًا بماء ساخن وصابون.
  5. ارتدِ قفازات يمكن التخلص منها عند التعامل مع البراز، ثم اغسل يديك جيدًا لمدة 20 ثانية على الأقل.

التوقعات والمضاعفات المحتملة

تكون التوقعات ممتازة لدى الكلاب البالغة الأصحاء عند تلقي الرعاية المناسبة. غير أن الجراء، والكلاب المسنة، وتلك التي تعاني أمراضًا مناعية أو مزمنة قد تواجه مخاطر أعلى مثل:

  • الجفاف الشديد والصدمة
  • تسمم الدم (إنتان)
  • التهاب المفاصل الجرثومي أو النخاع العظمي
  • التهاب رئوي ثانوي
  • التهاب بطانة القلب (نادراً)

المتابعة الدقيقة مع الطبيب البيطري ضرورية للتأكد من تحسن الحالة وخلو البراز من السالمونيلا بعد العلاج.

الوقاية: خطوات تحمي كلبك وعائلتك

  • تجنّب تقديم اللحوم النيئة أو الأطعمة غير المطهيّة بالكامل.
  • اغسل يديك بعد لمس الكلب، خصوصًا قبل إعداد الطعام.
  • قم بتنظيف أوعية الطعام والماء يوميًا بماء ساخن وصابون.
  • وفّر مياه شرب نظيفة وآمنة.
  • قلّل من تواصل كلبك مع الزواحف أو الحيوانات البرية.
  • عند وجود أكثر من كلب في المنزل، اعزل المصاب وخصص له أدواته الخاصة.
  • احرص على جدول تطعيم وصحة عامة منتظم لرفع كفاءة الجهاز المناعي.

النظافة الشخصية والتطهير الدوري للأسطح هما خط الدفاع الأول في مواجهة السالمونيلا.

أسئلة شائعة

هل اللحوم النيئة آمنة لكلبي إذا كانت مُجمّدة مسبقًا؟

لا. التجميد قد يقلل عدد البكتيريا لكنه لا يقضي عليها تمامًا. طهو الطعام حتى درجة حرارة داخلية 74 م° هو الطريقة الأضمن لقتل السالمونيلا.

كم يستغرق التعافي الكامل؟

تتحسن معظم الكلاب خلال 4–7 أيام، لكن بقاء البكتيريا في البراز يمكن أن يستمر لأسابيع. لهذا السبب يوصي الأطباء بأخذ احتياطات النظافة لمدة شهر على الأقل بعد زوال الأعراض.

متى يجب أن أراجع الطبيب البيطري؟

إذا لاحظت قيئًا متكررًا، إسهالًا دمويًا، حمى، أو علامات جفاف (لثة جافة، عيون غائرة)، فتواصل مع الطبيب فورًا. التدخل المبكر يقلل المضاعفات ويحسن نسبة البقاء.

بانتظامك على ممارسات النظافة والغذاء السليم، يمكنك تقليل احتمال إصابة كلبك بالسالمونيلا، والحفاظ على صحة الأسرة بأكملها.

المراجع

  1. المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها. “سالمونيلا – معلومات عن العدوى.” , 2021-03-01. www.cdc.gov
  2. هيئة سلامة الأغذية الأوروبية. “تقييم المخاطر المرتبطة بالسالمونيلا في الغذاء.” , 2020-11-30. www.efsa.europa.eu
  3. منظمة الصحة العالمية. “السالمونيلا: اجراءات وقائية.” , 2022-02-15. www.who.int
  4. سلامة الأغذية في المملكة المتحدة. “السالمونيلا: المسبب الرئيسي لتسمم الطعام.” , 2022-11-15. www.food.gov.uk

شاركها.
اترك تعليقاً

Exit mobile version