الدودة الرئوية عند القطط: دليل شامل لصحة تنفّس قطتك
تُعدّ الدودة الرئوية من الطفيليات الدقيقة لكن ذات التأثير الكبير على صحة الجهاز التنفسي للقطط. ورغم أن العدوى قد تمرّ أحياناً دون ملاحظة، فإن تجاهلها قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل الالتهاب الرئوي وصعوبة التنفس. في هذا الدليل، نستعرض كل ما تحتاج إلى معرفته لحماية قطتك، بدءاً من طرق العدوى وصولاً إلى العلاجات الفعالة وأفضل أساليب الوقاية.
ما هي الدودة الرئوية؟
الدودة الرئوية هي نوع من الديدان الأسطوانية (الأسطوانيات) التي تعيش داخل الرئتين والشُعَب الهوائية للقطط. من أهم الأنواع:
- Aelurostrongylus abstrusus – الأشهر والأوسع انتشاراً في أمريكا الشمالية وأوروبا.
- Eucoleus aerophilus (Capillaria aerophila سابقاً) – يمكن أن يصيب القطط والكلاب معاً.
تتغذّى اليرقات على أنسجة الرئة وتُفرز بيوضها هناك، ثم تخرج اليرقات مع براز القط لتبدأ دورة حياة جديدة.
كيف تُصاب القطط بالدودة الرئوية؟
تنتقل العدوى عادةً عبر تناول القطة لكائن وسيط يحمل اليرقات، مثل:
- القواقع والرخويات (الحاضن الأساسي).
- القوارض أو الطيور أو السحالي التي ابتلعت الرخويات (عائل ناقل).
بمجرّد التهام هذه الكائنات، تهاجر اليرقات من الجهاز الهضمي إلى مجرى الدم وصولاً إلى الرئتين حيث تنمو وتتكاثر.
أعراض الإصابة بالدودة الرئوية
قد تختلف الأعراض باختلاف شدة العدوى وعمر القطة، لكن أهم العلامات تشمل:
- سعال جاف أو رطب متكرر.
- صعوبة أو سرعة في التنفّس (لهاث، صفير).
- إفرازات أنفية أو عطاس مزمن.
- خمول وفقدان شهية مع خسارة وزن.
- في الحالات المتقدمة: ازرقاق اللثة أو الشفاه بسبب نقص الأكسجين.
متى يجب زيارة الطبيب البيطري؟
إذا لاحظت أحد الأعراض السابقة لأكثر من يومين أو تفاقمت الحالة بشكل مفاجئ، يجب حجز موعد عاجل لدى الطبيب البيطري لإجراء الفحوص اللازمة.
طرق التشخيص
يعتمد التشخيص الدقيق على مزيج من التاريخ المرضي، والفحص السريري، والاختبارات المعملية:
- اختبار بائِرمان (Baermann): يستخدم لفحص البراز بحثاً عن اليرقات الحية.
- الأشعة السينية (X-Ray): تكشف عن بُقع أو خطوط التهابية داخل الرئة.
- غسل القصبة الهوائية أو القصيبات (BAL): تحليل عينة سائل من مجرى التنفس للبحث عن اليرقات تحت المجهر.
- اختبارات دم لقياس تعداد الخلايا البيضاء وعلامات الالتهاب.
خيارات العلاج
لحسن الحظ، تستجيب الدودة الرئوية جيداً للأدوية المضادة للطفيليات، لكن اختيار البروتوكول يعتمد على شدة العدوى:
تنبيه: لا تُعطِ أي دواء دون وصفة بيطرية، فبعض العلاجات البشرية سامة للقطط.
- فبنـدازول (Fenbendazole): يُعطى عادةً لمدة 10–14 يوماً.
- إيفرمكتين أو موكسيدكتين: متاح في بعض الأدوية الموضعية (Spot-On).
- برازيكوانتيل: فعال خاصة عند وجود عدوى مختلطة.
قد يوصي الطبيب أيضاً بـ:
- مُوسّعات شُعَب هوائية أو كورتيكوستيرويد لتخفيف الالتهاب.
- أكسجين داعم في الحالات الشديدة.
- مضادات حيوية إذا ظهرت عدوى بكتيرية ثانوية.
الرعاية المنزلية بعد العلاج
بعد بدء العلاج، تأكّد من:
- إكمال المدة الدوائية كاملة حتى لو تلاشت الأعراض.
- مراقبة معدل التنفّس (يجب أن يكون أقل من 40 نفساً في الدقيقة أثناء الراحة).
- تقديم طعام عالي الجودة وماء نظيف لتحفيز التعافي.
- تنظيف صندوق الفضلات يومياً لمنع إعادة العدوى.
إجراءات الوقاية وحماية قطتك
الوقاية دائماً أسهل وأقل تكلفة من العلاج. إليك بعض النصائح:
- إبقاء القطة داخل المنزل قدر الإمكان لتقليل الاحتكاك بالقواقع والرخويات.
- استخدام مضادات طفيليات شهرية واسعة الطيف بوصفة بيطرية.
- التخلّص من فضلات القوارض والرخويات في الحديقة بحرص.
- منع القط من صيد الفرائس أو أكلها قدر الإمكان.
- فحص براز القط الخارجي أو شبه البري مرتين سنوياً على الأقل.
أسئلة شائعة
هل تنتقل الدودة الرئوية إلى البشر؟
نادرة جداً في البشر، لكن الوقاية العامة ونظافة اليدين ضرورية.
هل يمكن للقطط المنزلية بالكامل أن تُصاب؟
احتمالها أقل بكثير، لكنه وارد إذا ابتلعت حيواناً ناقلاً دخل إلى المنزل.
كم يستغرق الشفاء؟
عادةً من أسبوعين إلى ستة أسابيع تبعاً لشدة الإصابة واستجابة الجهاز المناعي.
الخلاصة
الدودة الرئوية قد تكون خفية ولكنها قابلة للعلاج والوقاية بسهولة إذا تم اكتشافها مبكراً. راقب سلوك قطتك التنفّسي، استشر الطبيب فوراً عند ظهور أي سعال أو لهاث غير معتاد، ولا تهمل برامج الوقاية الدورية. صحة رئة قطتك هي مفتاح لحياة طويلة وسعيدة!
المراجع
- قسم الطب البيطري بجامعة كاليفورنيا. “الوقاية من الديدان الرئوية في القطط.” , 2023-04-27. www.vetmed.ucdavis.edu
